الوطن

حمى الشراء و"اللهفة" على تخزين المواد الغذائية تصيب الجزائريين قبل شهر من حلول رمضان

خوفا من ارتفاع الأسعار وجشع التجار

أخصائية في التغذية: جهل طرق التخزين يجعل الغذاء "المجمد" ساما ومسرطنا

بولنوار: وفرة مرتقبة في رمضان ولا داعي لتخزين المواد

حريز: هاجس ارتفاع الأسعار زاد من انتشار ظاهرة "العولة"

 

تعرف الأسواق، هذه الأيام، مع اقتراب شهر رمضان، حركية كبيرة، فرغم ارتفاع الأسعار بالأسواق إلا أن العديد من الجزائريين أصابتهم حمى الشراء و"اللهفة" مبكرا هذه السنة، وبدأوا في اقتناء كل ما يمكن تخزينه تحسبا للشهر الكريم، وهو ما من شأنه أن يبقي الأسعار مرتفعة.

وقد بدأ العديد من الجزائريين في الاستعداد لشهر رمضان مبكرا، حيث تعرف الأسواق هذه الأيام إقبالا واسعا من الأسر التي تسارع وتسابق الزمن من أجل جلب بعض السلع الاستهلاكية للشهر المبارك قبل حلول موعده، وتخزينها خوفا من اختلال ميزانيتها، ورغم أن الأسعار حاليا تعد مرتفعة هي الأخرى إلا أن أصحاب نظرية التخزين يعتقدون أنه مهما غلت الأسعار هذه الأيام فلن تكون أكثر مما ستعرفه الأسواق في الأسبوع الأول من الشهر الكريم، حيث تعود الجزائريون أن تقفز الأسعار خلال هذه الفترة لحدود قصوى، رغم أن الخبراء وممثلي التجار يؤكدون أن سبب الارتفاع في الأسعار خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان يتلخص في "اللهفة" التي بدأ يمارسها عدد من الجزائريين مبكرا هذه السنة، ما يساهم في ارتفاع الأسعار بشكل مبكر وبقائها في حدود قصوى لأطول فترة. وقد شمل إقبال الجزائريين على تخزين أغلب المنتجات منها الخضر واللحوم بأنواعها وكذا المواد الاستهلاكية الأخرى، على غرار التوابل والفواكه الجافة والمكسرات ولوازم الطبخ الأخرى، وهو ما لمسناه في عدد من الأسواق.

 

بولنوار: وفرة مرتقبة في رمضان ولا داعي لتخزين المواد

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس جمعية التجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، أمس، في تصريح لـ"الرائد"، أن الإقبال على الأسواق بغرض تخزين المواد الاستهلاكية قبل رمضان يعد من الممارسات الاستهلاكية التي تساهم بشكل مباشر في رفع الأسعار ونقص العرض عشية شهر رمضان، وبالتالي يطيل موجات الغلاء التي عادة ما نشهدها خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم. 

وأشار بولنوار أن كل المواد الضرورية واسعة الاستهلاك في شهر رمضان ستكون متوفرة ولن تعرف ندرة في السوق ولا داعي لاستباق الأحداث والبدء، من الآن، في تخزين المواد بشكل يخلق طلبا متزايدا، ما يؤدي إلى ارتفاع في الأسعار. 

ودعا بولنوار الجزائريين إلى تجنب اللهفة أكبر قدر من الإمكان، مطمئنا أن الأسعار ستكون مستقرة شريطة تجنب السلوك الاستهلاكي المبالغ فيه عشية رمضان، وكذا تجنب التبذير واقتناء المنتجات الغذائية أكثر من الحاجة، حيث قال بولنوار أن الجزائريين عادة يلقون أكثر من 40 بالمائة من المقتنيات التي يشترونها في القمامة، وهو ما يؤدي لاستنزاف أموالهم وتسجيل عجز لديهم، ملحا على ضرورة التحلي بسلوك استهلاكي متزن يساهم في استقرار الأسواق.

 

حريز: هاجس ارتفاع الأسعار زاد من انتشار ظاهرة "العولة" 

 

من جهة أخرى، اعترف رئيس فدرالية حماية المستهلك، زكي حريز، بوجود عادة تخزين المواد الاستهلاكية بشكل مسبق تحسبا لرمضان عند الجزائريين، مشيرا أن العديد من الأسئلة تصل الجمعية من أجل الاستفسار عن طرق وكيفيات التخزين الصحيحة. 

وأضاف حريز أن هاجس ارتفاع الأسعار أصاب الجزائريين، ما دفعهم لاستباق الأمور والبدء في التسوّق لشهر رمضان منذ الآن، وذلك ربحاً للمال والوقت، غير أن حريز حذر من ظاهرة التخزين غير السليم للمواد الغذائية، مشيرا أن تجميد المواد الغذائية يجب أن يخضع لشروط وظروف ملائمة، وكل مادة تحتاج لظروف وبيئة ملائمة في التخزين، وهو ما لا يعرفه أغلب الجزائريين الذين يكدسون المواد في أجهزة التبريد دون فصل ودون احترام لدرجات التبريد الضرورية، الأمر الذي قد يعرض صحتهم للخطر ويتسبب لهم في تسممات غذائية، خاصة أن الصائم في العادة تكون لديه مشاكل هضمية في بداية رمضان، وهو ما قد يتعقد أكثر إذا تعلق الأمر بمواد مجمدة أو فاسدة.

 

أخصائية في التغذية: جهل الجزائريين بطرق التخزين يجعل غذاءهم "المجمد" ساما ومسرطنا

 

من جهتها، كشفت الأخصائية في التغذية، نصيرة مداني، في تصريح لـ"الرائد"، أن الأطعمة التي تجمد بشكل سليم ويتم خلالها احترام فترة التجميد القصوى وكذا درجات التجميد الملائمة لا تشكل أي خطر على صحة الإنسان، غير أن المشكل، تضيف ذات الأخصائية، أن أغلب الجزائريين لا يعرفون الظروف الملائمة للتجميد ولا المدة القصوى لتجميد كل منتج ولا حتى درجات الحرارة اللازمة، وكذا المواد التي تستعمل في تجميد الغذاء، ما يجعل غذاءهم المجمد في بعض الأحيان ساما للجسم. 

وكشفت مداني أن هناك مواد غذائية إن لم تجمد في ظروف ملائمة تتلف أنسجتها ومكوناتها وتصبح مواد مسرطنة، على غرار "القرنون"، حيث نصت الخبيرة في هذا الصدد العائلات الجزائرية بتجنب تجميد هذه المادة. 

من جانب آخر قالت مداني أن تجميد بعض المواد يؤدي إلى انخفاض الطاقة الغذائية مقارنة بنفس الغذاء الطبيعي الطازج، كما أن هناك مواد لا ينصح بتجميدها من أساسه، بالإضافة إلى أن تكديس الثلاجة التي تعتمدها بعض السيدات تشكل خطر تغيّر درجة حرارة الثلاجة، ما يساهم في إتلافها بسرعة. 

وكخلاصة نصحت الطبيبة الجزائريين باستهلاك المواد طازجة خاصة في شهر رمضان حيث تنخفض مناعة الجسم بسبب الصيام، معتبرة أن عادة تخزين المواد عرفت تطورا كبيرا السنوات الأخيرة رغم أنها عادة غير صحية وخطيرة في بعض الظروف.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن