الوطن
لافتات إشهارية عملاقة بالطرقات تروج للسياحة في تونس والوجهة الجزائرية "منسية"!
خطة تسويقية مبكرة تستهدف الجزائريين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 أفريل 2018
بدأت الوكالات السياحية تتفنن في الترويج للوجهة الخارجية، حيث انتشرت هذه الأيام لوحات إشهارية عملاقة بالطرق السريعة، تروج للسياحة في تونس هذه الصائفة، ما يطرح العديد من التساؤلات عن مصير الوجهة الداخلية التي باتت منسية، سواء بالنسبة للوكالات أو حتى للوزارة الوصية التي لم تباشر، إلى غاية الآن، التحضير للموسم السياحي.
وقد تفاجأ الجزائريون، منذ أيام، بلوحات إشهارية عملاقة تم وضعها بالطرقات السريعة تروج للسياحة في تونس هذه الصائفة، تحمل شعارات من بينها "تونس ترحب بكم" و"الجزائر في القلب"، لتعبر عن حجم التبادل السياحي أحادي الطرف الموجود بين البلدين، ومعلوم أن "الأشقاء" في تونس قد بدأوا منذ أزيد من أربعة أشهر في التحضير للموسم السياحي، وهو ما يفسر الخطة التسويقية التي بدأت تطبق في الجزائر بشكل استباقي من أجل اصطياد عدد أكبر من السائحين هذه السنة أيضا.
فالجزائريون دائما ما يحتلون المرتبة الأولى في عدد السياح الذين يتدفقون على تونس كل سنة، وهو ما تريد الحكومة في تونس الحفاظ عليه هذه السنة أيضا، رغم تدهور القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، غير أن الإشكال لا يتعلق بالتسويق الذي بدأ يحدث في الجزائر للسياحة في تونس، التي أثبتت تفوقها من ناحية الخدمات والأسعار مقارنة بالوجهة الجزائرية، بقدر ما يكمن في "تناسي" الوجهة الجزائرية وعدم استفادتها من أي حملات ترويج أو خطط تسويقية في هذه الفترة، رغم أنه لم يعد يفصلنا عن الموسم السياحي أقل من شهرين، وهي مدة ليس كافية من أجل التحضير لموسم سياحي ناجح، لا بالنسبة للسياحة الداخلية ولا حتى استقطاب السياح الأجانب للوجهة الجزائرية، وهو ما يدعو للتساؤل هل الوجهة الجزائرية بجمال طبيعتها وبخدماتها الحالية لا يمكن أن تنافس الوجهة التونسية على الأقل؟ ولعل أبرز ما يكشف عنه هذا الترويج المسبق للوجهة التونسية، هو تقصير كبير من الوزارة الوصية التي لم تتحرك إلى غاية الآن من أجل تشجيع وحشد الوكالات السياحة للترويج للوجهة الداخلية، وتكتفي فقط باتهام هذه الأخيرة بتهريب السياح الجزائريين إلى الخارج، رغم أنها تدرك أن اتهامها غير مبني على طرح سويّ، لأن الوكالات لا يمكنها وحدها أن تروج للوجهة المحلية، في ظل غياب المرافق والخدمات، وفي ظل الأسعار المتداولة، ليبقى "التوانسة" يبحثون عن مليون ونصف مليون سائح جزائري هذه السنة، ويبقى منصب وزير السياحة في الجزائر ينتقل من مسؤول لآخر دون أن يقدم أي مسؤول من هؤلاء برنامجا حقيقيا لإعادة إنعاش السياحة الجزائرية.
س. ز