الوطن

أكثر 5 أشهر استنزافا للجيوب في انتظار الجزائريين؟!

تتالي المناسبات سيضع الأسر في ورطة حقيقية

سيكون الجزائريون خلال هذه الصائفة على موعد مع أكثر خمسة أشهر استنزافا للمصاريف. فهذه السنة أيضا سنشهد تتاليا للمناسبات التي تفرغ جيوب المواطنين بداية من شهر رمضان وعيد الفطر، مرورا بالعطلة الصيفية وعيد الأضحى، ووصولا للدخول الاجتماعي. ومع التدهور المسجل في القدرة الشرائية، فإن الضغط من المؤكد أن يكون أكبر، لتكون الأشهر القادمة الأصعب على الطبقة الفقيرة والمتوسطة.

تتخوف أغلب الأسر، في الفترة المقبلة، من عدم قدرتها على تغطية المصاريف التي تنتظرها، وهو الأمر المؤكد، فتدهور القدرة الشرائية وتتالي المناسبات بشكل جعل كل مناسبة تصادف شهرا من الأشهر المقبلة، سيضع أرباب الأسر في ورطة حقيقية، خاصة أن المناسبات القادمة هي مناسبات معروف على الجزائريين فيها بالإنفاق الكبير.

 

رمضان وعيد الفطر بظروف استثنائية وقدرة شرائية متدهورة

وستكون البداية بشهر رمضان الذي سيصادف منتصف شهر ماي المقبل، حيث سيأتي شهر رمضان هذه السنة في ظروف استثنائية من حيث الأسعار التي تعرفها المنتجات الغذائية، والتي ارتفعت بداية 2018 بشكل كبير، كما سيكون لقائمة المواد الممنوعة من الاستيراد تأثير ودور كبير على الأسواق. من جهتها، فإن المؤشرات الموجودة في أسواق الخضر والفواكه وكذا اللحوم لا تنبئ بالخير، رغم تطمينات الحكومة وممثلي التجار. 

فمنذ أزيد من 5 أشهر تعرف الأسواق موجات غلاء مستمرة بسبب التقلبات الجوية، وحاليا بسبب فترة الفراغ الفصلي بين فصل الشتاء وفصل الصيف، وهو ما يثير مخاوف المواطنين من أن تستمر هذه الوضعية إلى غاية أوائل شهر رمضان، الأمر الذي سيجبرهم على دفع الضعف من ميزانياتهم، خاصة وأن أغلب الأسر لا تحسن التحكم في مصاريفها خلال الأسبوعيين الأولين من شهر رمضان. وبحسب ما قدره خبراء اقتصاديون، فإن معدل ما ستصرفه الأسرة الجزائرية المكونة من خمسة أشخاص سيوازي أو يفوق العشرة ملايين سنتيم خلال شهر رمضان، وهو ما لا يتماشى مع الأجور الحالية، لتكون الاستدانة أقصر طريق أمام الكثير من الأسر. ومع انتهاء رمضان سيكون الجزائريون على موعد مع عيد الفطر الذي يتطلب شراء ملابس العيد للأطفال، وقد تعودنا على مدار السنوات الأخيرة على الأسعار التي باتت في غير متناول الجميع، حيث عادة ما تعرف أسعار ملابس العيد عشية كل عيد فطر التهابا صاروخيا، ما يحرم العديد من العائلات من فرحة العيد. وما يميز هذه السنة، عكس السنوات الأخيرة، هو تراجع الاستيراد وتدهور العملة الوطنية أكثر، وبالتالي نقص العرض وارتفاع الأسعار، بما أن أغلب ما تعرضه الأسواق من ملابس هي مواد مستوردة، ولعل هذه الوضعية هي التي دفعت البعض من الجزائريين لاستباق الأحداث بشكل كبير واقتناء ملابس العيد شهريين قبل شهر رمضان تجنبا لهذا الضغط.

 

هل سيضحي الجزائريون بعطلتهم الصيفية هذه السنة؟

ويلي شهر رمضان وعيد الفطر الذي سيكون منتصف شهر جوان، موسم الاصطياف والعطلة الصيفية التي تعد أيضا من المناسبات التي تستنزف جيوب الجزائريين. ورغم أن العديد من العائلات باتت، في السنوات الأخيرة، تضحي بهذه العطلة بسبب تدهور قدرتها الشرائية وعدم تحملها دفع مبلغ لا يقل عن عشرة ملايين سنتيم من أجل قضاء 10 أيام في إحدى المدن الساحلية، إلا أن هناك من العائلات من لا تملك متنفسا طيلة السنة سوى هذه العطلة، وهو ما يجعلها تصرف كل مدخراتها على موسم الاصطياف، بل هناك من الأسر من تقترض حتى تغطي مصاريف العطلة.

 

عيد الأضحى نهاية أوت يخلط الحسابات

هذا وسيصادف عيد الأضحى هذه السنة العشرة أيام الأخيرة من شهر أوت، وتأتي هذه المناسبة لتفرغ جيوب الجزائريين بعد ثلاثة أشهر من تتالي المناسبات. ورغم أنه من الصعب التكهن بواقع أسواق الماشية خلال العيد المقبل، إلا أن تدهور القدرة الشرائية للجزائريين واستنزاف جيوبهم طيلة الأشهر التي تسبق عيد الأضحى تجعل أي أسعار يتم تداولها في الأسواق تفوق القدرة المالية للمواطنين الذين ينفقون عادة ما يتراوح بين 40 ألفا و70 ألف دينار لاقتناء أضحية العيد.

 

أصعب دخول اجتماعي منتظر

هذا وسيكون الدخول الاجتماعي الذي يأتي خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر "آخر الأحزان" للطبقة الفقيرة والمتوسطة، حيث ستختتم هذه المناسبة الاجتماعية مسلسل الاستنزاف لجيوب المواطنين، لكن هذا لا يعني نهاية الضغوطات المالية، فالجزائري الذي يواجه 5 مناسبات متتالية في خمسة أشهر بأجور هزيلة ينفق ضعفها، سيضطر للعمل لأكثر من عشرة أشهر أخرى من أجل تسديد ديونه، وهو مصير العديد من أرباب الأسر خلال الفترة المقبلة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن