الوطن

موجة غلاء تجتاح الأسواق و"رمضان 2018" يخيف "الزوالية"!

رغم استقرار أحوال الطقس.. نقص العرض لا يزال مطروحا

صويلح: فترة من "الفراغ الفصلي" تسببت في ارتفاع الأسعار والاستقرار سيكون الشهر المقبل

 

تعيش الأسواق، هذه الأيام، مرة أخرى، على وقع ارتفاع جنوني في أسعار الخضر والفواكه. فرغم استقرار أحوال الطقس طيلة الأسبوعيين الأخيرين، لا تزال أسعار المواد الزراعية في غير متناول المواطن العادي، الذي بدأ يتخوف بشكل جدي من الوضع خلال شهر رمضان، بالنظر لواقع الأسواق الحالي، فارتفاع الأسعار كان غالبا في الأسواق طيلة الستة أشهر الأخيرة، وهو ما قد يطرح سيناريو مماثلا أو أشد وقعا خلال الشهر الكريم.

وتشهد مختلف أسواق الجملة والتجزئة للخضر والفواكه، هذه الأيام، ارتفاعا محسوسا في الأسعار، وهو ما طرح العديد من التساؤلات بالنسبة للمواطنين، خاصة وأن حجة التقلبات الجوية "نسفت" في الأسبوعين الماضيين اللذين شهدنا خلالهما استقرارا في الطقس.

 

الأسواق لم تعرف الاستقرار منذ 6 أشهر والتخوف الأكبر من سيناريو مماثل في رمضان

 

وقد خلقت هذه الأسعار المرتفعة تخوفات لدى المستهلكين من سيناريو مماثل أو أشد حدة خلال شهر رمضان، خاصة أن الأسواق طيلة الستة أشهر الماضية عرفت فترات ارتفاع ولهيب في الأسعار أكثر من فترات الاستقرار، وكانت حجج تجار الجملة والتجزئة في كل مرة تتوزع بين تذبذب التموين وقلة العرض وأحيانا التقلبات الجوية خلال فصل الشتاء، في حين لا يزال مختلف ممثلي التجار والفاعلين في أسواق الخضر والفواكه يطمئنون المواطنين ويبشرونهم بسنة "رحيمة" في أسعار الخضر والفواكه، ويعدونهم بالوفرة بعد موسم ممطر ستكون آثاره واضحة على وفرة ونوعية المنتجات الزراعية، بداية موسم الجني. 

غير أن تأخر هذا الأخير وتعطله إلى غاية نهاية شهر ماي قد تكون له آثار على جيوب المواطنين خلال الشهر الكريم، في حين قد يكون صيف 2018 مريحا بالنسبة للأسعار بفعل الوفرة التي يتحدث عنها ممثلو الفلاحين والتجار.

 

أسعار مرتفعة تساهم في انهيار أكبر للقدرة الشرائية

 

وحسب ما وقفنا عليه في بورصة الخضر والفواكه عبر عدد من الأسواق بالعاصمة، فإن الأسعار إن بقيت على ما هي عليه خلال الأيام المقبلة، فإن شهر رمضان سيكون الأشد غلاء منذ سنوات، حيث سجلت أغلب الخضر والفواكه زيادة معتبرة خلال الأيام الأخيرة، وعلى رأسها المواد الأكثر استهلاكا على غرار البطاطا التي وصلت أمس عبر الأسواق إلى حدود 65 دج، بعدما كانت لا تتجاوز منذ أيام الـ 50 دج، في حين بلغ سعر الكيلوغرام من الكوسة "القرعة" حدود الـ 130 دينار، فيما تجاوز سعر الطماطم 120 دينار، بينما قفز سعر الكيلوغرام من البصل من 40 دينارا إلى 55 دينارا، وسجل سعر الجزر ارتفاعا بدوره، حيث بلغ سقف 100 دينار جزائري، وبلغ سعر الخس 130 دينار، في حين حطمت أسعار الجلبانة المعقول باعتبارها من الخضر الموسمية والتي كانت لا تتجاوز في مواسم سابقة سعر 40 دج، غير أنه هذه السنة بلغ سعر المادة حدود الـ 120 للنوعية المتوسطة، بينما تصل النوعية الجيدة حدود الـ 150 دج. 

نفس السيناريو سجل بالنسبة لأسعار الفواكه، حيث وصلت أسعار البرتقال حدود الـ 250 دينار بعدما كانت سجلت الأيام الماضية تراجعا ملحوظا، وبلع سعر الموز سقف الـ 400 دج محافظا على ارتفاعه منذ أكثر من ستة أشهر، في حين واصل سعر التفاح القفز إلى مستويات عليا، حيث لا يزال في حدود الـ 1000 دج بالنسبة للنوعية الجيدة و600 دج بالنسبة للنوعية الرديئة. 

هذا وقد بدأت بعض الفواكه الموسمية تدخل الأسواق على غرار الدلاع والبطيخ، غير أن الأسعار تعد جد مرتفعة، حيث يصل سعر الكيلوغرام من الدلاع حدود الـ 150 دج، في حين يصل سعر الكيلوغرام من البطيخ سقف الـ 250 دج.

 

صويلح: فترة من "الفراغ الفصلي" تسببت في ارتفاع الأسعار والاستقرار سيكون الشهر المقبل

 

هذا وقد أكد أغلب التجار ممن تحدثنا إليهم أن الارتفاع المسجل ليس على مستواهم وإنما على مستوى أسواق الجملة، رافضين تحميلهم مسؤولية غلاء الأسعار، وهو نفس ما ذهب إليه رئيس اتحاد التجار والحرفيين، صالح صويلح، في تصريح لـ"الرائد"، حيث نفى أن يكون التاجر مسؤولا عن ارتفاع الأسعار، أو سببا في ذلك، لأنهم يعتبرون أيضا مستهلكين ويهمهم انخفاض الأسعار، مشيرا إلى أن المنتجات التي تشهد ارتفاعا في الأسعار تكون عادة قيد المضاربة بسبب الاحتكار. 

وقال صويلح أن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه خلال هذه الفترة هو أمر تعودت عليه الأسواق بسبب تراجع الإنتاج خلال فترة التحول من فصل إلى فصل آخر، وهو ما يعرف بفترة الفراغ الفصلي، مشيرا أن هذه الفترة التي تمتد عادة من شهر مارس حتى منتصف ماي تعرف باختلال التوازن بين العرض والطلب، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع في الأسعار.

وأضاف صويلح أن هذه الوضعية مؤقتة، معتبرا أن الأسعار ستعود إلى مستواها العادي بمجرد البدء في جني المحاصيل الزراعية منتصف ماي أو قبل ذلك، وهو ما يتزامن مع شهر رمضان، معتبرا في السياق ذاته أن تزامن الشهر الكريم مع فترة الجني للمحاصيل والتي ستكون وفيرة بفعل الموسم الناجح والأمطار المعتبرة المتساقطة، سيجعل الأسعار في المتناول خاصة خلال الأسابيع الثاني والثالث والأخير من الشهر، حيث لم يستبعد صويلح تسجيل بعض الارتفاع خلال الأسبوع الأول بفعل "اللهفة" المعروفة عند الجزائريين مع بداية الشهر.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن