الوطن

تطوير العلاج المنزلي خارج أولويات الحكومة؟!

يعرف العديد من النقائص والمشاكل التي حالت دون تعميمه خدمة للمرضى المسنين

بقاط: نقص الإمكانيات والضغط حال دون تطوير العلاج المنزلي

خياطي: الاستشفاء المنزلي يقرّب الصحة من المواطن ويعود بفائدة اقتصادية

 

لا يزال ملف الاستشفاء المنزلي يراوح مكانه، حيث يبدو أن هذا النوع من العلاج الذي يوجه للمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة لم يعد أولوية بالنسبة للوزير حزبلاوي، حيث توقفت حاليا المساعي التي كانت تبذلها الوزارة لتطوير هذا العلاج في عهد بوضياف، بينما لا يزال هذا النوع غير التقليدي من التداوي يعرف العديد من النقائص والمشاكل التي حالت دون تعميمه وتطويره بالشكل المطلوب.

ورغم أن العديد من المستشفيات بالعاصمة وفي أغلب ولايات الوطن خصصت فرقا ميدانية في إطار الاستشفاء المنزلي الذي كانت تنوي الوزارة تطويره، إلا أن هذا النوع من العلاج يبقى مقتصرا على تلبية احتياجات المرضى من المسنين والمعاقين. 

فنقص الإمكانيات البشرية التي تسخر لضمان هذه الخدمة، بالإضافة إلى نقص الإمكانيات المادية وكذا محدودية الخدمة واقتصارها على الفترة النهارية فقط، وغياب ثقافة العلاج المنزلي عند الكثير من الجزائريين الذين لم يتعرفوا بعد على هذه الخدمة، جعل هذا النوع من العلاج لا يعرف تطورا كبيرا، خاصة أن الوزارة حاليا أزاحته كما يبدو من قائمة الأولويات. فمنذ تولي الوزير حزبلاوي حقيبة وزارة الصحة لم نر له أي مساع لتطوير العلاج والاستشفاء المنزلي، عكس المساعي التي بذلت في عهد الوزير بوضياف.

من جانب آخر لم يكن فتح هذا المجال للاستثمار الخاص مغريا بالنسبة للعيادات الخاصة، فعدد العيادات التي توفر حاليا ميزة العلاج المنزلي محدود جدا، في حين أن الأسعار التي تطبق على هذه الخدمة تعد أضعافا مضاعفة عن الأسعار العادية، وهو ما جعل الجزائريين يعرضون عن العلاج المنزلي الذي توفره العيادات الخاصة.

 

بقاط: نقص الإمكانيات والضغط حال دون تطوير العلاج المنزلي

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس عمادة الأطباء، بركاني بقاط، أمس، في تصريح لـ"الرائد"، على أهمية نظام العلاج المنزلي الذي يساهم في تخفيف الضغط على المؤسسات الاستشفائية وضمان التكفل الأحسن بالمريض، مشيرا أن هذا النمط من العلاج يسمح بالحفاظ على كرامة المريض وتحسين التكفل به وتخفيف الضغط على المستشفيات وتوفير الأسرّة لبعض الأمراض الأخرى، غير أن بقاط انتقد غياب مساع لتطوير هذا النظام من الوزارة الوصية، مشيرا أن هذا النمط من العلاج يعاني عدة نقائص وعراقيل.

 وذكر بقاط من بين هذه العراقيل أن أغلب الفرق التي تضعها المستشفيات العمومية ضمن خدمة الاستشفاء المنزلي تعاني نقصا في الإمكانيات البشرية، حيث أن الفريق الطبية تتضمن عددا قليلا من الأطباء مقارنة بعدد المرضى الذين يجب زيارتهم يوميا، ما يجعل الضغط كبيرا على الفريق. 

وقال بقاط أن خدمة الاستشفاء المنزلي غير متوفرة ليلا، وهو ما يجب أن تتداركه وزارة الصحة بتوفير فرق عمل في الفترة الليلية حتى يتنقلوا إلى بيت المرضى الذين تتدهور صحتهم في تلك الفترة، ويكونون تابعين لوحدة التطبيب المنزلي. 

من جانب آخر ذكر، ذات المتحدث أن 70 بالمائة من المستفيدين من الاستشفاء المنزلي من فئة المسنين، بحكم أنهم يعانون من عدة أمراض مزمنة تستدعي التكفل بهم منزليا، ملحا على ضرورة تحسين الخدمات المقدمة للمرضى المستفيدين من هذا العلاج، وذلك من خلال إثراء المرسوم الوزاري الصادر في 27 ديسمبر 2015 المنظم والمحدد للعلاج المنزلي، حيث قال أن هذا المرسوم لم يحدد بدقة مهمة الفاعلين في الميدان ومجال تدخلهم، ما يستدعي إضافة اقتراحات جديدة لتقديم خدمة في المستوى لفائدة الأشخاص الذين هم بحاجة إلى هذا النوع من العلاج.

 

خياطي: الاستشفاء المنزلي يقرّب الصحة من المواطن ويعود بفائدة اقتصادية

 

من جهته، أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، البروفيسور مصطفى خياطي، لـ"الرائد"، أن تطوير العلاج المنزلي يجب أن يكون أولوية بالنسبة لوزارة الصحة، خاصة في ظل المرحلة الانتقالية لوضعية البلاد الوبائية وظهور أمراض مزمنة، وارتفاع عدد الأشخاص المسنين، معتبرا أن الاعتماد على الاستشفاء المنزلي بالإضافة إلى أنه يخفف الضغط على المستشفيات، فإنه يعود بفائدة اقتصادية ويقرّب الصحة من المواطن، لاسيما بالنسبة للفئات الهشة، بحيث أنه يساهم في إبقاء المريض في محيطه العائلي وإشراك الأسرة في العلاج وتخفيف الأعباء. 

وانتقد خياطي نقص الوحدات التي تتكفل بالاستشفاء المنزلي في العاصمة التي بها أكبر عدد من السكان، مشيرا أن وحدة بكل مستشفى لا يمكنها الاستجابة للطلبات الهائلة التي تصلها، بالمقابل قال خياطي أن نشاطات الاستشفاء المنزلي مهما اتسعت لا تضمن تكفلا جيدا بالأمراض التي تصيب المسنين، كداء السكري وأمراض القلب والضغط الدموي، مثل التكفل الذي تقدمه المؤسسات المتخصصة لعلاج هذه الفئة، لذلك فقد اقترح في هذا الخصوص التفكير في فتح مؤسسات تتكفل بالمسنين خصيصا، خاصة بعد ارتفاع نسبة تعدادهم في الجزائر من سنة إلى أخرى بحوالي 7 بالمائة، وقال خياطي أن العلاج المنزلي يواجه رفضا لأنه نمط جديد يحتاج إلى التحسيس والتوعية، سواء في صفوف الأطباء أو بين العائلات، داعيا لدعم الفرق الطبية الساهرة على هذه الخدمة.

س. زموش
 

من نفس القسم الوطن