الوطن

التسول يتحول إلى ظاهرة "إلكترونية" ؟!

إعلانات مجهولة المصدر تظهر يوميا عبر الفايسبوك لطلب المساعدة

تطورت طرق المتسولين في الجزائر بشكل لافت، فبعد أن كان هؤلاء يمتهنون هذه "الحرفة" في الطرقات والشوارع وعلى أبواب المساجد، حوّل العديد من المتسولين نشاطهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر في العديد من الصفحات إعلانات غير معروفة المصدر لطلب المساعدة، سواء من أجل شراء أدوية أو من أجل دفع تكاليف الكراء، بشكل أصبح من الصعب التفريق بين المحتاج الحقيقي والمحتال.

وقد امتدت ظاهرة التسول، في الفترة الأخيرة، من الطرقات والشوارع ومن على أبواب المساجد، إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بات الفايسبوك يعج يوميا بإعلانات طلب المساعدة، بحجة إجراء العمليات الجراحية أو من أجل شراء الأدوية أو حتى بهدف دفع تكاليف الكراء.

 ويدعي أصحاب هذه الإعلانات أنهم من المحتاجين وأن لا سبيل لهم من أجل العيش سوى مساعدات المحسنين، وبما أنه من الصعب معرفة مصدر هذه الإعلانات أو التأكد من حقيقة أصحابها إن كانوا فعلا محتاجين أم مجرد محتالين، فإن تفاعل الجزائريين مع طلبات المساعدة هذه يبقى حذرا، خاصة وأن طرق المساعدة لا تتم بشكل مباشر، فواضعو هذه الإعلانات عادة لا يضعون أرقام هواتف أو بيانات أو حتى عناوين مباشرة يتم من خلالها تقديم المساعدة، وإنما يضعون أرقام حسابات بريدية أو بنكية جارية بشكل يتم من خلالها التبرع لهذه الحسابات دون التحقق إن كان صاحب الحساب محتاجا أم مجرد محتال. 

وقد استغل هؤلاء المتسولون الإلكترونيون التفاعل الكبير الذي يبديه الجزائريون مع الحالات الإنسانية عبر الفايسبوك، من أجل الابتزاز والاحتيال على رواد مواقع التواصل الاجتماعي. فقد شهدنا في الفترة الماضية تضامنا واسعا عبر الفضاء الأزرق مع حالات إنسانية كانت تحتاج للتبرع من أجل إجراء عمليات جراحية مستعجلة على وجه الخصوص، غير أن بعض الإعلانات المتداولة بشكل يومي لا تتعلق فقط بحالات إنسانية من أجل العلاج وإنما حتى من أجل تسديد تكاليف الكراء وأحيانا شراء الأدوية، أو لأسباب أخرى تفنن هؤلاء المتسولون في سردها، وهو ما يثير الريبة. 

ورغم أن من يقدم المساعدة ويتعاطى مع هذه الطلبات تكون نيته خالصة ويؤجر على ذلك، إلا أن التعاطي مع هذه الطلبات ستكون له آثار سلبية في الأمد القريب، بحيث تتوسع هذه الظاهرة وتصبح وسيلة للاحتيال، خاصة أن ظاهرة التسول في الجزائر بدأت تأخذ أبعادا خطيرة، بحيث تحولت إلى مهنة تدر على محترفيها الملايير.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن