الوطن

90 بالمائة من المطاعم ومحلات "الفاست فود" لا تحترم شروط النظافة!

باتت المتهم رقم واحد في التسممات الغذائية

حريز: نتلقى يوميا مئات الشكاوى بخصوص تجاوزات تتورط فيها هذه المحلات 

 

بعدما كانت الأعراس و"الزردات" المتسبب الرئيسي في التسممات الغذائية، تحولت المطاعم ومحلات الفاسد فود، في الفترة الأخيرة، إلى المتهم رقم واحد، حيث باتت معظم هذه الأخيرة لا تهتم بأدنى شروط النظافة وتقدم وجبات فاسدة وغير صالحة للاستهلاك، في ظل غياب الرقابة، حيث تشير تقديرات جمعيات حماية المستهلك أن 90 بالمائة من محلات الأكل السريع لا تستجيب للمواصفات والمعايير المطلوبة.

ويشتكي زبائن العديد من محلات الفاسد فود، خاصة من فئة العمال المضطرين لاستهلاك المأكولات خارج بيوتهم، من تدني شروط النظافة في هذه المحلات، حيث تقدم للزبائن في الكثير من المرات وجبات فاسدة وغير صالحة للاستهلاك، ما يتسبب لهؤلاء المستهلكين في تسممات غذائية خطيرة. وتتلقى جمعيات حماية المستهلك يوميا عشرات الشكاوى حول مطاعم ومحلات الوجبات السريعة التي لا تحترم أدنى الشروط في عملها، حيث تعمل في ظروف غير نظيفة وتستعمل مواد غير آمنة صحيا، على غرار زيوت القلي التي يتم استعمالها أكثر من عشر مرات، بشكل تصبح مهدرجة أضعافا مضاعفة وتسبب السرطان.

ويقوم أصحاب بعض المحلات بتخزين اللحوم بطريقة غير صحية، خاصة بالنسبة للحم المفروم الذي يستعمل غالبا من اللحوم المجمدة لانخفاض سعره مقارنة باللحم الطازج، والذي يوضع لساعات خارج الثلاجة، في حين يجب استعماله مباشرة بعد ذوبانه، والحال نفسه مع مادة صلصة الطماطم والمايونيز، هذه الأخيرة التي تحضر بواسطة بيض نيّئ، ما يزيد من احتمال تلفها في وقت قصير جدا، ودائما ما تطالب الجهات المعنية، على رأسها مديرية التجارة، بالتدخل والعمل على مراقبة تلك المحلات، حيث تتحمل وزارة التجارة ومديرياتها جانبا كبيرا من المسؤولية نتيجة تردي الوضع بتلك المحلات، ما يستوجب وضع قوانين صارمة تلزم ممارسي النشاط التجاري بالتطبيق الصارم لشروط النظافة، خاصة تلك المتواجدة بالأحياء الشعبية للعاصمة، حيث تبقى محلات الإطعام السريع قبلة لعدد كبير من الزبائن الذين يجدون فيها السعر الزهيد مقارنة مع المحلات الفاخرة، غير أن هذه المحلات باتت تهديد حقيقي للصحة العمومية.

 

حريز: نتلقى يوميا مئات الشكاوى بخصوص تجاوزات تتورط فيها هذه المحلات

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الفدرالية الجزائرية لحماية المستهلك، زكي حريز، أمس، في تصريح لـ"الرائد"، أن أكثر من 90 بالمائة من المطاعم ومحلات الأكل السريع في الجزائر لا تستجيب لأدنى المواصفات القانونية والصحية، بشكل يتهدد يوميا صحة المستهلكين، مشيرا إلى أن الجمعية تتلقى يوميا وعلى مدار السنة مئات الشكاوى بخصوص تجاوزات وتعقيدات صحية للزبائن، تتسبب فيها هذه المحلات. 

وقد حمل حريز جزءا من المسؤولية لأعوان الرقابة، مشيرا أن رقابة مصالح التجارة ومكاتب النظافة على مستوى بعض البلديات قليلة إن لم تكن نادرة، ما دفع بأصحاب المطاعم ومحلات الوجبات السريعة إلى العمل بهذه الطريقة الفوضوية دون أدنى اعتبار لصحة المستهلكين، داعيا في هذا الصدد لتكثيف فرق المراقبة خصيصا لهذه المحلات التي يستخدم أصحابها أدوات غير صحية ومواد غذائية تكون في الغالب فاسدة أو منتهية الصلاحية، ما يتسبب في تسممات خطيرة للمواطنين داعيا هؤلاء من جهتهم لتجنب الاستهلاك المفرط للوجبات التي تعرضها هذه المحلات، معتبرا أن المستهلك يجب أن يكون واعيا ويقدم شكوى لمديريات التجارة في حال تسجيل أي تجاوز لدى هذه المحلات.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن