الوطن
60 بالمائة من الجزائريين سيلجأون للاستدانة لتغطية مصاريف الشهر الفضيل
ارتفاع الأسعار وارتفاع الاستهلاك سيضع العائلات في مأزق مالي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 مارس 2018
• رزيق: 10 ملايين سنتيم أقل ميزانية ستصرفها العائلات خلال رمضان
• بولنوار: الجزائري يصرف أجرة شهور في شهر واحد
يحل شهر رمضان هذه السنة وأغلب الجزائريين يعانون تدنيا رهيبي في القدرة الشرائية، وهو الأمر الذي من المنتظر أن يتضاعف خلال الشهر الكريم، بسبب زيادة النفقات على أغلب الجزائريين، ما جعل الخبراء يجزمون أن أكثر من 60 بالمائة من الجزائريين سيلجأون خلال شهر رمضان للاستدانة.
ورغم تطمينات الحكومة وبعض ممثلي التجار باستقرار الأسعار خلال شهر رمضان، إلا أن الواقع كل سنة يقول العكس، فعادة الأسواق خلال العشرة أيام الأولى من حلول رمضان هي الغلاء، وهو ما سيمثل ضغطا إضافيا على الأسر التي تعاني منذ بداية السنة تدنيا رهيبا في القدرة الشرائية، وبما أن عادات الجزائريين خلال شهر رمضان تتسم باللهفة ولم تتمكن الحملات التحسيسية من تغييرها، فإنه من المتوقع أن تعاني أغلب الأسر من تضاعف النفقات ثلاث مرات بداية رمضان، وهو ما سيضعها في ورطة بسبب التفاوت الكبير بين ما يستهلكه المواطن وبين الميزانية التي يمكن أن يوفرها لهذا الإنفاق.
• رزيق: 10 ملايين سنتيم أقل ميزانية ستصرفها العائلات خلال رمضان
وفي هذا الصدد، اعتبر الخبير الاقتصادي، كمال رزيق، في تصريح لـ"الرائد"، أن أكثر من 60 بالمائة من العائلات الجزائرية من المنتظر أن تلجأ إلى الاقتراض لسد نفقات الشهر الفضيل التي تتضاعف 3 مرات مقارنة مع الأشهر العادية، مشيرا أن بعض العائلات وفي الأيام العادية تضطر لإكمال الشهر بالكريدي بسبب الغلاء الذي تعرفه الأسواق، وهو ما سيتطور أكثر خلال شهر رمضان.
فالجزائريون معروفون بكثرة الإنفاق خلال هذا الشهر، وبما أن النفقات سترتفع، فإن الحل الوحيد بالنسبة للكثيرين هو الاستدانة. وقال رزيق أن نسبة قليلة من الجزائريين من ينتهجون سياسة التخطيط خلال الشهر الفضيل عبر الادخار مسبقا لعدم تسجيل أي عجز طيلة أيام رمضان. وعن الميزانية التي سيصرفها الجزائري خلال شهر رمضان، قال رزيق أن هذه الميزانية ستتضاعف مقارنة بالسنة الماضية بسبب ارتفاع أسعار كل المنتجات، ما يعني أن الجزائري سيصرف شهر رمضان ضعف ما كان يصرفه في السنوات الماضية، ليس بسبب ارتفاع الاستهلاك، فهذا أمر آخر، ولكن بسبب ارتفاع الأسعار، وإذا التقى العاملان (ارتفاع الأسعار والاستهلاك) فإن الميزانية ستكون مضاعفة.
من جانب آخر، قال رزيق أن العائلات البسيطة والتي تتكون من 4 إلى 5 أفراد تصرف عادة في شهر رمضان ما بين 60 ألفا إلى 80 ألف دينار على الأكل فقط، مشيرا أن هذه الميزانية ترتفع ثلاثة أو أربعة أضعاف عند العائلات ميسورة الحال. وقال رزيق أن هذه السنة من المنتظر أن ترتفع هذه الميزانية لتصل إلى حوالي 10 ملايين سنتيم كأقل نسبة يصرفها الجزائريون على الأكل خلال اقل من شهر.
ودعا رزيق في هذا الصدد لتكثيف الحملات التحسيسية من أجل محاربة التبذير خلال شهر رمضان، معتبرا أن الإسراف والتبذير يضاعف الضغوط على الجزائريين خلال شهر رمضان، ما يجعل المواطن في أزمة ما بعد الشهر الكريم.
• بولنوار: الجزائري يصرف أجرة شهور في شهر واحد
من جهته، قال رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الطاهر بولنوار، أن الجزائريين يستهلكون ما نسبته 60 بالمائة من مداخيلهم خلال شهر رمضان، والتي تنفق عادة على المواد الأساسية، على غرار السكر والحليب واللحوم والخضر والفواكه، مشيرا في تصريح لـ"الرائد" أن الجزائريين يصل معدل إنفاقهم في أيامهم العادية إلى 40 في المائة من مدخولهم الشهري، وهو الرقم الذي اعتبره بولنوار يتضاعف خلال المناسبات، خاصة في شهر رمضان، حيث يتم تبذير أكثر من 15 في المائة منها، الأمر الذي يؤكد أن المستهلك الجزائري يصرف أجرة شهور في شهر واحد استجابة لغياب ثقافة الاستهلاك لديه.
وبسبب الغلاء الذي تعرفه الأسواق، قال بولنوار أن العديد من الأسر محدودة الدخل من المنتظر أن تلجأ إلى الاستدانة لقضاء شهر رمضان هذه السنة، مشيرا أنه من الضروري التحلي بسلوك استهلاكي عقلاني هذه السنة، لأنه من غير المعقول تبذير ورمي منتجات باتت تقتنى بضعف ثمنها مقارنة بالسنوات الماضية، ودعا الجزائريين لتجنب اللهفة حفاظا على استقرار الأسعار في الأسواق وحفاظا على ميزانياتهم.
وحدد بولنوار الكمية التي تستهلك عادة خلال شهر رمضان من خضر وفواكه بـ 10 ملايين قنطار، مضيفا أن مليون قنطار عادة يبذر ويذهب للمزابل، وهو ما يعد استنزافا لميزانيات الأسر.
س. زموش