الوطن

هل تتحول المقاطعة إلى سلاح الجزائريين لمواجهة الغلاء؟ !

باتت الحدث الأكبر في الفايسبوك هذه الأيام

تحولت حملات المقاطعة لمختلف المنتجات بسبب الغلاء الحدث الأكبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم إطلاق أكثر من حملة مقاطعة عبر صفحات الفايسبوك، أكبرها حملة مقاطعة السيارات. ورغم أن هذه الحملة ليست مؤطرة من طرف جمعيات حماية المستهلك، إلا أنها عرفت توسعا كبيرا. فهل ستتحول المقاطعة إلى سلاح الجزائريين لمواجهة الغلاء أم أن عدم امتلاك الجزائريين ثقافة استهلاكية سيجعل هذه الحملات تؤدي إلى نتائج عكسية.

وقد انخرط الجزائريون، هذه الأيام، في أكثر من حملة مقاطعة، بدأت بحملة مقاطعة السيارات التي لا تزال مستمرة وتعرف توسعا كبيرا، ويرعى هذه الحملة مجموعة من الصفحات الفايسبوكية الكبرى، فيما قدمت عدد من جمعيات حماية المستهلك دعمها لهذه الحملة دون أن تدخل في تأطيرها.

من جانب آخر، أطلق نشطاء عبر الفايسبوك، هذه الأيام أيضا، حملة لمقاطعة الشكولاتة سواء المحلية أو المستوردة بسبب الأسعار الخيالية التي وصلت إليها هذه المادة، فحتى أسعار الشكولاتة المحلية التي كانت لا تتجاوز الـ 50 دج بلغت هذه الأيام مستويات قياسية، ووصلت إلى حدود 80 دج، في ارتفاع مفاجئ وغير مبرر، وهو ما جعل العديد من الفايسبوكيين يدعون لحملة مقاطعة. 

من جانب آخر، انتشرت بالفايسبوك، منذ أسبوع، حملة لمقاطعة مادة المارغرين بسبب عدم مطابقة المنتوج الوطني للمعايير الصحية، حيث يعمد أغلب منتجي هذه المادة إلى الإشهار التضليلي في الترويج لمنتوجهم، وهو ما دفع بالجزائريين للحديث عن مقاطعة شراء المادة نظرا لخطورتها الصحية.

هذا ومن المنتظر أن يبدأ الفايسبوكيون في الترويج لحملة مقاطعة جديدة تتعلق بالحليب المدعم تحت شعار "خليه يروب"، حيث ينوي الجزائريون بداية من 1 أفريل إطلاق حملة مقاطعة لهذه المادة، بعدما تحول الحصول عليها إلى أمر شبه مستحيل، وأصبح المستهلك مضطرا لاقتناء حليب البقر ومشتقات الحليب، في سيبل حصوله على كيس حليب مدعم. ورغم الانتشار الكبير والواسع لحملات المقاطعة هذه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن بعض الخبراء يقللون من فعاليتها، معتبرين أن المقاطعة هي سلوك يتمثل في الامتناع عن الشراء وليس مجرد تداول صور وشعارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

ويعتبر أصحاب هذه النظرية أن الفايسبوك ليس الوسيلة التي يمكن أن تصل إلى كافة المستهلكين، لذلك فإن أهم عنصر في المقاطعة هو التضامن بين المستهلكين ووعيهم. ويرى هذا الفريق من الخبراء أن المقاطعين أو من يدعون للمقاطعة وضعوا صوب أعينهم أن سبب الغلاء هو جشع التجار، متناسين السبب الرئيسي في الغلاء وهو انخفاض أسعار العملة الوطنية، لذلك فإن بعض المنتجات لا يمكن أن تخفض أسعارها حتى وإن عاملناها بمنطق المقاطعة. فهذه الأخيرة تكون لها نتائج عكسية وتخلق ركودا في الأسواق، كما يحدث في سوق السيارات، غير أن هناك خبراء من اعتبروا أن المقاطعة هي السلاح الأمثل في يد المستهلك من أجل محاربة الغلاء، مشيرين أن حملات المقاطعة يمكنها أن تصنع سلوكا استهلاكيا إيجابيا ومتوازنا، وأن الوقت الحالي هو الأمثل لتفعيل سلاح المقاطعة، نظرا لما تعرفه الأسواق من ارتفاع جنوني مس أغلب المنتجات، معتبرين أن المقاطعة أثبتت في العديد من المرات أنها هي الحل ونتائجها تظهر سريعا وبشكل مباشر على الأسعار.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن