الوطن

هذه الوظائف الأكثر والأقل طلبا لدى الجزائريين!

سوق العمل في الجزائر يعرف مفارقات غريبة بين العرض والطلب

شباب يطمحون لمهنة سائق برتبة مسؤول!

 

بات أغلب الشباب يقبلون على نفس الوظائف، حيث أصبحت وظيفة عون الأمن والحراسة ووظيفة السائق من بين أكثر الوظائف طلبا عند الجزائريين، في وقت تعاني وظائف أخرى من تهميش ونقص الطلب عليها، ما جعل قطاعات بأكملها تعاني من نقص اليد العاملة.

يعيش سوق العمل في الجزائر مفارقات غريبة بين العرض والطلب، فبالرغم من ارتفاع نسبة عدد العاطلين عن العمل، فإن قطاعات أخرى تعاني من نقص كبير في اليد العاملة المؤهلة، وتلجأ إلى العمالة الأجنبية لسد العجز المسجل لإنجاز مشاريعها، حيث بات أغلب الجزائريين يفضلون وظائف معينة وفي قطاعات محددة ويرفضون العمل في قطاعات أخرى.

 

عون أمن وحراسة الوظيفة الأكثر طلبا لدى الجزائريين

 

ويفضل أغلب الشباب البطال وظائف سهلة بدوام مريح، وهو ما توفره عادة وظيفة عون الأمن والحراسة التي باتت الوظيفة الأكثر طلبا عند الجزائريين، حيث نجد أن أغلب الباحثين عن وظائف، في هذه الفترة، يفضلون التوجه نحو هذه الوظيفة.

وتؤكد بعض الأرقام على مستوى المديريات الولائية للتشغيل أن هذه الوظيفة تشكل حوالي ثلاثة أرباع طلبات الشغل بالنسبة لفئة الشباب غير الحاملين للشهادات، علما أن غالبية من يبحثون عن هذا العمل يجهلون ماهيته الأساسية وحجم المسؤولية المرتبطة به، بل بالعكس يعتبرونه عملا سهلا. أضف إلى ذلك فإن الطلب المتزايد على هذه الوظيفة راجع لطبيعة الدوام القائم على نظام مناوبة يوم عمل مقابل يومين راحة، وهو ما يسمح لهم بممارسة نشاط آخر غير مصرح كالتجارة. 

من جانب آخر، فإن تسهيل شروط هذه المهنة كان له أثر في زيادة عدد طالبيها، فمع بداية انتشار هذه المهنة كان غالبية الأعوان يتميزون عموما ببنية جسدية قوية وطول معين، لكن هذه الخصائص اختلفت اليوم والمهنة لم تعد تحتكم لهذا الشرط بقدر ما باتت تفرض على طالبيها شهادات تعليمية ومؤهلات من نوع آخر.

 

شباب يطمحون لمهنة سائق برتبة مسؤول!

 

هذا وتأتي مهنة السائقين في المرتبة الثانية لأكثر المهن طلبا عند الشباب، حيث يظن العديد من الجزائريين ومن طالبي العمل أن هذه المهنة لا تحتاج لمجهود كبير، كما توفر لصاحبها حرية في التحرك والتنقل، ويعتقد الكثيرون أن سائقي سيارات المسؤولين سواء رفيعي المستوى أو المدراء في المؤسسات هم الصناديق السوداء لهؤلاء المسؤولين وأصدقائهم المقربين، وأن الحصول على مهنة سائق ستكون الطريق للحصول على امتيازات عديدة أخرى، غير أن الحقيقية غير ذلك، فالبروتوكول الإداري يمنع على السائق حتى إلقاء التحية على المسؤول، كما يعاني معظم السائقين من ضعف الراتب الذي لا يتجاوز الحد الأدنى للأجور أو أكثر من ذلك بـحوالي 2000 إلى 3000 دج، إلا أن الجزائريين يفضلون هذه المهنة لأسباب تتعلق بالتفاخر.

 

نقص الطلب على المهن المتعلقة بالصيانة

 

بالمقابل، يعرف سوق العمل في الجزائر العديد من المهن التي باتت مهمشة، على غرار المهن اليدوية المتعلقة بالصيانة، على غرار مهنة أعوان الترصيص والدهانين، فكثير من العائلات الجزائرية تشتكي من ندرة أصحاب هذه المهن، وإن وجدوا من يشتغل بها فإن السمة التي يتفقون عليها هي إخلاف مواعيد الحضور، والتأخر في إتمام المهمة، والسبب أنهم يعملون في أكثر من موقع، لأن عدد المهنيين في هذه الاختصاصات قليل جدا وهو برأي كثيرين راجع إلى أنها مهن لا تستقطب الشباب الذين يبحثون عن الربح السريع والوظائف المريحة أو السهلة مقارنة بتلك الأعمال، وهو ما يبرر اللجوء إلى العمالة الأجنبية، حيث بات العثور على مختصين في البناء والدهان والسمكرة مهمة مستحيلة.

 

الفلاحة أكثر القطاعات التي تعاني نقصا في اليد العاملة

 

من جانب آخر، تعد المهن والنشاطات المرتبطة بالنشاط الفلاحي والزراعي هي أكثر النشاطات تهميشا ونفورا بالنسبة للجزائريين، الذين باتوا لا يجيدون ولا يقبلون على العمل في الأراضي الفلاحية، وهو ما يضع الفلاحين في كل مرة في مأزق ويساهم في العديد من المرات في غلاء الأسعار بسبب نقص اليد العاملة، وأحيانا في تلف المنتوجات الفلاحية التي لا تجد من يقطفها. 

وقد بات أغلب الفلاحين في المناطق الزراعية يعتمدون على العمالة الإفريقية التي توفر البديل عن الجزائريين، خاصة في فترة الصيف وفي فترات التقلبات الجوية، فأغلب الشباب الجزائري يرى في هذه المهن والنشاطات مشقة كبيرة لا تتماشى والأجر الذي يحصل عليه في آخر المطاف.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن