الوطن
70 بالمائة من السائقين لا يعرفون معنى الأوامر التي تحملها إشارات المرور؟!
ما يتسبب في حوادث مرور خطيرة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 مارس 2018
• أحمد أودية: لا توجد لدينا ثقافة السياقة والجزائري يحترم الإشارات خوفا من الغرامة فقط
تحولت إشارات المرور في الطرقات الجزائرية إلى مجرد ديكور، فأغلب السائقين باتوا لا يحترمون هذه الإشارات ما يتسبب في حوادث مرور خطيرة، بل أن الكثير منهم لا يعرف حتى معنى الأوامر التي تتضمنها تلك اللفتات، وهو أمر في غاية الخطورة.
لا تزال حوادث المرور في الجزائر تحصد أرواح الآلاف سنويا في وقت لم يتم بعد إطلاق رخصة السياقة بالتنقيط التي اعتبرت الحل في التقليل من هذه الحوادث وإجبار السائق على احترام القانون، وتشير الإحصائيات والأرقام التي عادة ما تقدمها الجهات الأمنية أن أكثر أسباب حوادث المرور في الجزائر تتعلق بعدم احترام القانون وإشارات المرور، في حين يتحدث فاعلون في مجال السلامة المرورية أن أكثر من 70 بالمائة من السائقين في الجزائر لا يعرفون معنى الأوامر التي تتضمنها إشارات المرور، وهو الأمر الذي يعد غاية الخطورة.
تحديد السرعة، منع الوقوف والتوقف وتحذيرات مسالك القطارات أكثر الإشارات التي لا تحترم
ومن بين أكثر إشارات المرور التي لا تحترم من طرف السائقين عن عمد أو بغير قصد بسبب عدم معرفتهم للأوامر التي تتضمنها هاته الإشارات، هي إشارات المرور المحددة للسرعة والتي تكون عادة في الطرقات السريعة.
فرغم أن هذه الإشارات هي الأكثر تواجدا بأغلب الطرقات، إلا أنها تبقى غير محترمة من السائقين، كما لا يحترم هؤلاء إشارات المرور التي تنظم ركن السيارات خاصة عندما تكون هذه الإشارة مرفقة بتواريخ تبين جهة الركن، بالإضافة إلى الإشارات التي تحذر من وجود ممرات قطار في بعض المسالك والإشارات التي تمنع الوقوف الاضطراري في بعض المسالك التي تخصص فقط للوزن الثقيل، وكذا الإشارات التي تحذر من انزلاق التربة أو من منحدر حبلي، وهي كلها إشارات تصادف السائقين عادة في الطرقات الولائية خارج المدن الكبرى.
سائقون لا يعترفون بإشارات الانعطاف ولا يعرفون معنى الأولوية
من جانب آخر، يتحدث الخبراء في السلامة المرورية عن أخطاء عديدة يرتكبها الجزائريون يوميا أثناء قيادتهم. ورغم أن هذه الأخطاء قد لا تؤدي لحوادث مرور إلا أن السياقة بنفس تلك العقلية قد تعرض صاحب المركبة في يوم من الأيام لحادث سواء كان خطيرا أو حوادث عادية.
ويتحدث المختصون عن عدم استعمال أكثر من نصف السائقين في الجزائر لإشارات الانعطاف لدى رغبتهم في الانعطاف يمينا أو يسارا، كما لا يحترم أغلب السائقين الأولوية عند مفترق الطرقات أو عند المحاور الدورانية، بالإضافة إلى عدم احترام السائقين لمبدأ التجاوز على اليسار حيث يقوم العديد منهم بتجاوزات خطيرة على اليمين، ما يؤدي غالبا إلى حوادث مرور متفاوتة الخطورة.
زين الدين أحمد أودية: لا توجد ثقافة سياقة والجزائري يحترم إشارات المرور خوفا من الغرامة فقط
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الاتحادية الوطنية لمدارس تعليم السياقة، زين الدين أحمد أودية، لـ"الرائد"، أمس، أن الأرقام المخيفة التي تنشرها مصالح الأمن والدرك الوطني والمتعلقة بارتفاع ضحايا حوادث المرور، تعود لكون السائق الجزائري يفتقد لثقافة السياقة، مشيرا أن الجزائريين ورغم امتلاكهم للرخصة ومرورهم على تكوين في السياقة و3 اختبارات شفهية وعملية، إلا أنهم لا زالوا لا يتحلون بثقافة السياقة ولا يعرفون معنى العديد من الأوامر في قانون المرور ويجهلون وينسون أغلب المعاني والأوامر التي تحملها إشارات المرور.
وقال أودية أن 70 بالمائة من السائقين لا يعرفون معنى إشارات المرور والعديد منهم نسوا ما تلقوه من تكوين لدى مدارس السياقة، خاصة ما تعلق بإشارات المرور وبالتحديد تلك الإشارات التي تستعمل عادة في الطرقات التي تكون خارج المدن، فعدم احتكاك السائقين يوميا بهذه الإشارات يجعلهم ينسون معاني الأوامر التي تحملها، وهو عادة ما يتسبب في حوادث عندما لا يتم احترام تلك الإشارات والأخذ بتلك الأوامر التي تحملها. وقال أودية أنه لا توجد ثقافة للسياقة لدى الجزائريين، وأن الإشكال لا يتعلق بالمدارس أو المدربين الذين يقومون بتمرين المتدربين بشكل عادي، مستدلا بمثال على ذلك بالسائق الذي عندما يكون بالقرب من حاجز أمني أو لدى مشاهدته لشرطي أو دركي يقوم باحترام قانون المرور، وبمجرد مروره بسلام يعود إلى ارتكاب المخالفات، وهو ما يتسبب بارتفاع حوادث المرور.
وقال أودية أن 90 بالمائة من السائقين الحاليين عليهم تجديد تكوينهم في السياقة بشكل دوري بما يسمح للسائق بمراجعة قوانين المرور وإعادة التعرف على إشارات المرور، مشيرا أن إطلاق رخصة السياقة بالتنقيط واعتماد تكوينات إجبارية على السائقين عند وصول النقاط المسحوبة لحد معين سيساعد على تحسين السياقة في الجزائر، وبالتالي التقليل من حوادث المرور.
س. زموش