الوطن

وصفات طبية "مشفّرة" والوصفة الإلكترونية في خبر كان ؟!

أطباء يضعون الصيادلة في مأزق بسبب خطهم غير المفهوم وتحريرهم التقليدي للوصفات

لم تتمكن وزارة الصحة لغاية الآن من فرض الوصفة الطبية الإلكترونية كإجراء يعمم على كافة الأطباء، حيث لا يزال هؤلاء يعتمدون على الطريقة التقليدية في تحرير الوصفات الطبية، في وقت لا يزال العديد من الصيادلة يشتكون من وصفات طبية مشفّرة تصعّب من عملهم وتوقعهم في الكثير من الأحيان في أخطاء قد ترهن حياة المريض.

ورغم أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات كانت قد أبدت نيتها في تعميم التعامل بالوصفة الطبية الإلكترونية باعتبارها إجراء سيخفف على الطبيب وحتى على الصيدلي ويجنب المريض أي أخطاء قد تقع في صرف الدواء، إلا أن غياب أي تعليمة أو قرار يلزم السلك الطبي بالتعامل بهذه الوصفات جعل العملية تتعطل، وفي وقت بادر بعض الأطباء بالاعتماد على الوصفة الطبية الإلكترونية في تحرير الدواء لمرضاهم، وهو ما سهل كثيرا على الصيادلة عند عملية صرف الدواء، لا يزال أطباء آخرون متمسكون بالطريقة التقليدية في تحرير الوصفات، ما يفرز في كثير من الأحيان وصفات طبية مشفرة تصعب قراءتها، وهو ما يضع الصيادلة في حرج كبير، ويعاني أغلب الصيادلة خلال صرفهم للوصفات الطبية من الخط غير المقروء والكتابة الرديئة في الوصفات الطبية التي يحررها الأطباء لمرضاهم، ويجمع الصيادلة على مصادفتهم اليومية لوصفات لا تكاد تحوي سوى خطوط شبيهة بالرسم البياني لتخطيط القلب، تجعل الصيدلي يقف عاجزا أمامها خاصة مع خوفه من صرف الدواء الخطأ الذي قد يضر بحياة المريض، فبعض كتابات الأطباء تصل صعوباتها حد الاستحالة، ما يدخل الصيدلي في عملية مد وجزر واستشارة مع زملائه مخافة أن يقرأ الوصفة بشكل خاطئ ويصرف الدواء الغلط، فمشكلة خط الأطباء لا تكمن في أنه غير مفهوم فقط، بل تعدى الأمر إلى الأخطاء التي يقع فيها الصيادلة، خصوصا الشباب الذين يعد غالبيتهم باعة يفتقرون لتكوين متخصص، كما يدفع ثمنها المرضى، إذ كثيرا ما تسجل حوادث خطيرة سببها خلط الصيدلي بين الدواء المحدد في الوصفة الطبية، وبين دواء آخر، بسبب عدم وضوح التسمية، ما ينتهي بالبعض في المستشفيات بسبب تناول أدوية خطيرة، خصوصا بالنسبة لشريحة الأطفال. 

ولا يطرح المشكل بالنسبة للصيادلة فقط، بل حتى للأطباء أنفسهم، فبعضهم يعجزون عن فهم مضامين بعض التقارير الطبية التي يعدها زملاء لهم، وهو مشكل يواجهه غالبا أطباء المستشفيات العمومية، الذين يجدون صعوبة كبيرة في فهم رسائل التوجيه والتوصية التي يحملها لهم مرضى من أطباء خواص. وبسبب هذه الوضعية لا يزال الصيادلة يطالبون وزارة الصحة بضرورة التدخل وتعميم العمل بالوصفة الطبية الإلكترونية، معتبرين أن هذه الأخيرة من شأنها أن تسهل عمل الطبيب والصيدلي وتجنب أي أخطاء، هذا وكانت وزارة الصحة أبدت نيتها في تعميم استعمال الوصفة الطبية الإلكترونية غير أن المشروع لم ير النور لأسباب متعلقة بتأخير عرض قانون الصحة الجديد على البرلمان، والذي يتضمن مواد تتعلق بإدخال بطاقة الصحة الإلكترونية، والملف الإلكتروني للمريض، ما يعني بالضرورة توحيد الوصفات الطبية الإلكترونية عبر كافة الأطباء سواء العامين أو الأخصائيين.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن