الوطن

نقص في الأسواق التجارية قبيل رمضان وتوسع مرتقب للأسواق الموازية

مع وجود تخوفات من تأثير هذا النقص على الوفرة والأسعار

صويلح: المدن الكبرى تحتاج لألف سوق و60 بالمائة من الموجودة تعاني سوء تسيير

 

يطرح مجددا هذه الأيام مشكل نقص الأسواق والمرافق التجارية بعدد من بلديات العاصمة، فمع اقتراب شهر رمضان الذي بات يفصلنا عنه أقل من شهريين، يتخوف المواطنون من تأثير هذا النقص على وفرة المواد الغذائية وحتى على الأسعار، فعادة ما يفتح نقص الأسواق المجال للمضاربة، خاصة وأن الشهر الكريم معروف بارتفاع الاستهلاك لحدود قصوى.

وتسجل عدد من بلديات العاصمة نقصا فادحا في المرافق التجارية سواء الأسواق الجوارية المغلقة، أو الأسواق التجارية المغطاة، وهو ما من شأنه أن يفاقم من معاناة المستهلكين مع اقتراب شهر رمضان المعروف بارتفاع حجم الاستهلاك، خاصة بالموازاة مع سياسة التقشف الحالية والأزمات التي تعرفها الأسواق، بداية بأزمة الندرة التي ضربت العديد من المواد بسبب منع الاستيراد، وحتى أزمة الغلاء التي مست جميع المنتجات. 

وقد أكد أغلب المواطنين تخوفهم من عدم توفر بعض المواد الاستهلاكية خلال هذا الشهر الفضيل، في ظل عدم تجسيد الأسواق الجوارية، بل وحتى غلق المتوفرة منها بهدف إعادة تهيئتها وتجديدها لمدة فاقت الأشهر، ما سيجعل المواطن مجبرا على اللجوء للمساحات التجارية الكبرى وكذا المحلات التي تتسم بغلاء أسعارها أو للأسواق الموازية.

من جانب آخر، من المنتظر أن تشهد الأسواق الموازية، خلال شهر رمضان لهذه السنة، توسعا كبيرا في ظل سكوت السلطات المحلية هذه الأيام عن التجار الفوضويين والسماح بظهور العديد من نقاط البيع غير الشرعية في عدد من البلديات. 

وستكون هذه الأسواق الموازية، والتي من المؤكد أن تتوسع خلال شهر رمضان لتشمل مواقع جديدة، البديل للجزائريين في ظل نقص الأسواق النظامية وقلتها في عدد من البلديات بالعاصمة. كما ستكون هذه الأسواق قبلة للمواطنين الذين يبحثون عن الأسعار المنخفضة بغض النظر عن جودة أو أمان المنتوجات التي تعرض عبر هذه الأسواق.

لكن بالمقابل، من المنتظر أن تكرر الحكومة هذه السنة أيضا تجربة أسواق الرحمة كتعويض للنقص الذي تشهده الأسواق الجوارية في العديد من البلديات، وكإجراء يهدف لضبط الأسعار على الأقل عبر نقاط بيع معروفة، حيث باشرت وزارة التجارة مؤخرا، حسب مصادر لـ"الرائد"، اجتماعات مع ممثلي تجار الجملة للخضر والفواكه من أجل التنسيق لتكرار تجربة "أسواق الرحمة" هذه السنة أيضا كبديل لنقص الأسواق الجوارية في عدد من البلديات، وكمحاولة لقطع الطريق عن المضاربين في الأسعار الذين يجدون الفرصة مناسبة خلال شهر رمضان لرفع أسعار كل المنتجات بدون استثناء.

 

صويلح: المدن الكبرى تحتاج لألف سوق و60 بالمائة من الأسواق الموجودة تعاني سوء تسيير

 

وفي هذا الصدد، وبشأن تأثير نقص الأسواق الجوارية في عدد من بلديات الولايات الكبرى كالعاصمة مثلا، على الأسعار والوفرة خلال شهر رمضان، أكد رئيس اتحاد التجار والحرفيين، صالح صويلح، أمس، لـ"الرائد"، أن ولاية الجزائر تشكو من نقص كبير في الأسواق التجارية حيث تحتاج إلى ما يقارب ألف سوق تجاري وتجزئة، بالنظر إلى التعداد السكاني، مشيرا أن المشكل دائما ما يطرح على السلطات المحلية دون أن تتحرك. 

وقال صويلح أن نقص الأسواق الجوارية وكذا غياب المرافق التجارية الضرورية بمختلف الأحياء الجديدة التي تم إنشاؤها، سيشجع على توسع التجارة الفوضوية خلال شهر رمضان لهذه السنة بشكل كبير، معتبرا أن عدد الأسواق الموازية هذه الفترة تجاوز الألف نقطة بيع غير شرعية عبر بلديات العاصمة، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد خلال الأيام التي تسبق شهر رمضان. 

أما عن الأسعار والوفرة، فقال صويلح أن نقص الأسواق النظامية هو عدو الأسعار في الجزائر، مشيرا أن المضاربة عادة تحدث عبر الأسواق الموازية، ومع توسع هذه الأخيرة فإن الأسعار صعب التحكم فيها خلال شهر رمضان. 

من جانب آخر، قال صويلح أنه حتى الأسواق الجوارية الموجودة حاليا تعاني فوصى كبيرة وسوء تسيير من طرف المجالس البلدية، وهو ما جعلها تفتقد للحركية التجارية، مشيرا أن المصالح المختصة وكذا المجالس المحلية عليها التحرك من أجل ضبط الأمور.

من جانب آخر، أكد صويلح أن تجربة أسواق الرحمة من المنتظر أن تتكرر هذه السنة، لكن هذا لا يعني، حسب صويلح، أن هذه الأسواق سيمكنها ضمان وفرة واستقرارا في الأسعار بسبب أن هذه الأسواق عادة ما يتم تنصيبها في موقعين أو ثلاثة على الأكثر في العاصمة، وهو أمر غير كاف ولا يمكنه أن يساهم في تغطية الاستهلاك المتزايد للجزائريين خلال شهر رمضان.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن