الوطن

مراكز امتياز في مجال مهن صناعة السيارات بالجزائر في الأفق

تزامنا مع ارتفاع عدد مصانع تركيب السيارات

يعد تكوين كفاءات مؤهلة في مهن صناعة السيارات على مستوى مركز التكوين المهني بواد تليلات وكذا معهد التكوين بالسانية (وهران) بمثابة خطوة أولى في مجال التخصص، ويرى المسؤولون المحليون لقطاع التكوين المهني أنها "بالفعل بداية صعبة لكنها واعدة"، مطالبين بتكييف التخصصات مع المقتضيات الاقتصادية والاجتماعية للولاية التي تعتبر قطبا مستقبليا لصناعة السيارات وكذا التفكير في إنشاء مراكز امتياز بهدف جعل هذه المهن أكثر استقطابا. 

أكد المدير العام لتطوير التمهين والتكوين المتواصل عبد القادر طويل "أن الأرضية خصبة لذا يجب إنشاء مراكز امتياز لفرع صناعة السيارات"، داعيا إلى تكوين التقنيين السامين والمهندسين لاسيما من خلال إشراك مخابر البحث، وقال أن "نتائجها لا يمكن أن تكون سوى ايجابية"، واعتبر المدير الجهوي للتكوين المهني عبد القادر بلبكوش أن "صناعة السيارات  تعد إحدى ركائز الاقتصاد كونها توفر عدد معتبر من مناصب العمل المباشرة لا  سيما من خلال تعدد المصنعين واستقرار مجهزي قطاع السيارات بالوطن وكذا بروز  المناولين"، وتسمح أجهزة تكوين الكفاءات المهنية على مستوى مركز التكوين  المهني لواد تليلات والمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بالسانية  بتكوين يد عاملة مؤهلة. 

وأكدت المديرة العامة لمعهد التكوين بالسانية فطيمة سحولي أن 90 متربصا يتابعون حاليا تكوينا بالمؤسسة للحصول بعد 30 شهرا على شهادة تقني سامي في مجال صيانة المركبات الخفيفة، مشيرة إلى أن المعهد يعتبر مؤسسة نموذجية توفر عدة تكوينات في مختلف الفروع المهنية لمجال ميكانيك محركات الآلات أي مجموع 27 تخصصا في مختلف مستويات التأهيل. 

وأشارت ذات المسؤولة إلى أن هذا الأمر أصبح ممكنا بفضل التوقيع على اتفاقية مع المصّنع "سكانيا" الذي زود المعهد بورشة خاصة بالتجهيزات اللازمة لتكوين هذه المهن، وأكد ذات المصدر "مؤسستنا في المرحلة التجريبية حيث نقوم منذ سنة بتكوين يد عاملة مؤهلة لفائدة القطاع الاقتصادي"، موضحا أن الأمر يتعلق بتكوين تطبيقي. 

من جهته شدد رئيس مشروع خدمات ما بعد البيع وأستاذ مكون سمير بلعمري أن كل العوامل مجتمعة لتوفير تكوين ذو نوعية في تخصصات ثقيلة مهمة كالإلكترونيك، والالكتروتقني والميكانيك ونظام التبريد، مبرزا أهمية الطاقم التقني الذي يتوفر عليه المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني لضمان تكوين ذو جودة لفائدة المتربصين، وإلى جانب هذا المعهد هناك أيضا معهد التكوين المهني لوادي تليلات وهو مركز نموذجي في مرحلة التخصص في مهن السيارات كالميكانيك وكهرباء السيارات والكهرباء الضوئية والتكنولوجيات الجديدة. 

وفي هذا الصدد قال مدير مركز وادي تليلات، هواري رايس "نقدم نمطين للتكويني الأول مبدئي والأخر عن طريق التمهين أي 70 بالمائة تكوين نظري و30 بالمائة تطبيقي"، مستشهدا بتنصيب 43 متربصا على مستوى موقع إنتاج شركة رونو الجزائر للإنتاج في تخصصات المطالة وإصلاح الهياكل الخارجية للمركبات والطلاء والتلحيم، مضيفا أنه يرتقب إدماج الشباب المتربص مستقبلا في سلسلة التركيب بشركة رونو في إطار مشروع توسعة مصنع تركيب السيارات.  

كما أشار رئيس المصلحة البيداغوجية على مستوى ذات المركز، رشيد بلعقون أن "الهدف من ذلك هو إثراء عروض التكوين في المهن مكيفة مع محيطنا في ظل تضاعف عدد المصنعين"، مضيفا أن مركز التكوين لوادي تليلات يعمل بتعاون وثيق مع المصنع رونو من أجل إثراء برامج التكوين على الصعيد البيداغوجي وفيما يخص التعليم في مجالات الهياكل الخارجية للمركبات والمطالة والطلاء. 

وأوضح المدير الولائي للتكوين، عبد القادر بلبكوش أن هذا الهدف الذي تمليه إستراتيجية التكوين في مهن صناعة السيارات، موضحا أن مشاركة المصنّع رونو سمح بتكوين موارد بشرية على مستوى مركز وادي تليلات وحوالي ستون عاملا (أعوان مراقبة) في مجال تركيب السيارات و22 مكونا لدراسة البرامج (في الهندسة البيداغوجية) وهذا في إطار اتفاقية شراكة وُقّعت في 2016 بين مديرية التكوين المهني لوهران ورونو الجزائر للإنتاج. 

وأكد ذات المسؤول أنه يرتقب عما قريب تنظيم تكوين لفائدة المكونين في أربعة تخصصات وهي المطالة والهياكل الخارجية للمركبات والتلحيم وكهرباء السيارات وذلك على مستوى مركز التكوين المهني والتمهين بوادي تليلات، معلنا عن تكوين آخر لصالح المكونين بهدف تأطير المهنيين والمتربصين. 

وأبرز أنه مع استقرار مصنعّين آخرين بالمنطقة على غرار مصنع  بيجو الذي يرتقب أن يقيم مصنعه بمنطقة الحامول جنوب بلدية الكرمة (السانية)، ستساهم ترقية التمهين والتكوين المتنوع للكفاءات في مهن السيارات وكذا توفير شروط إنشاء نسيج وطني للسيارات في تطوير سلسلة مولدة للقيمة في هذا القطاع، وكمؤشر واعد للقطاع من شأنه خلق الآلاف من مناصب الشغل التزم مصنع بيجو  بإنشاء مركز للتكوين المهني من أجل تطوير كفاءات فروع مهن صناعة السيارات وفقا  للمعايير الدولية بغية مرافقة هذا القطب الصناعي بوهران مستقبلا، وسيضمن هذا الالتزام إدماجا مهنيا مثاليا للموارد البشرية من تقنيين ومهندسين  وأعوان مراقبة.

محمد الأمين. ب

 

من نفس القسم الوطن