الوطن
المخزن يتملص من رمي المهاجرين بالتحامل على الجزائر
في ظل تعرية منظمات حقوقية لممارساتها اللاإنسانية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 سبتمبر 2012
تهجم يوسف العمراني الوزير في الشؤون الخارجية المغربية أمام المنتدى البرلماني المغربي الإسباني، المنعقد أول أمس بالرباط على الجزائر في سياق التنصل من مسؤولية بلاده في طرد آلاف المهاجرين جنوب الصحراء إلى الحدود الجزائرية.
وراح الوزير المغربي في تحميل الجزائر مسؤوليّة الاختلالات التي تعرفها المنطقة مثل الهجرة والإرهاب وتجارة المخدّرات وقال "لا أهاجم الجزائر إذا قلت أن عددا كبيرا من المهاجرين يعبرون ترابها صوب المغرب كما على مسؤولي هذا البلد المساهمة في الحدّ من عبور المخدّرات القوية للمنطقة زيادة على وجوب ضبط الجزائر حدودها الشاهدة لتواجد خطر تنظيم القاعدةن الذي يعدّ تهديدا حقيقيا للساحل والواجهة الأطلسيّة". وتحاول الرباط التملص من مسؤولياتها تجاه تعاملها مع المهاجرين الأفارقة خصوصا في ظل تزايد ضغوط المنظمات الحقوقية من وقوفها وراء رمي المئات منهم إلى الحدود الجزائرية، كما أن تقارير دولية تثبت تورط مسؤولين مغاربة في حماية مهربي المخدرات، فتكشف برقية سرية سابقة حررها السفير الأمريكي بالجزائر ديفيد بيرس بتاريخ 25 أكتوبر 2009 موجهة إلى كتابة الدولة للشؤون الخارجية أن مساعدة نائب كاتب الدولة الأمريكية للدفاع مكلفة بإفريقيا "فيكي هودليستون" أبلغت المسؤولين الجزائريين خلال زيارتها للجزائر وعلى رأسهم الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني اللواء عبد المالك قنايزية عن قلق الولايات المتحدة من تحول المملكة المغربية إلى بوابة وملتقى مهربي وتجار المخدرات الكولومبية والتي تذهب عائداتها إلى تسليح تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
وفي سياق متصل، نددت أمس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أكبر منظمة حقوقية في المغرب بـ "حملات القمع والترحيل التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة جنوب الصحراء"، وذلك بعد ترحيل السلطات المغربية هذا الأسبوع أكثر من 500 مهاجر إفريقي نحو الحدود الجزائرية.
وقالت الجمعية في بيان إنها "تحذر من استمرار الاعتداءات على المهاجرات والمهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء ومن تغذية النزعة العنصرية وتحريض المواطنين المغاربة ضدهم". وطالبت الجمعية الحكومة بـ "فتح تحقيق جدي في كل الانتهاكات التي تطالهم مع تقديم المسؤولين عنها للمحاكمة"، مذكرة الرباط بـ "مسؤولياتها في السهر على سلامتهم وأمنهم وبالتزاماتها الدولية".
ورحلت السلطات المغربية منذ الأحد وحتى الأربعاء ما يفوق 500 مهاجر، من بينهم نساء وأطفال وجرحى، في اتجاه الحدود مع الجزائر، بعدما عمدت قوات الأمن إلى جمعهم من مدن مغربية عدة كالرباط ومراكش والحسيمة والناضور ووجدة.
محمد. ا