الوطن

إشاعات عن فيروس أخطر من "البوحمرون" تربك الأولياء وتثير الذعر!

في وقت لم تتمكن وزارة الصحة من احتواء الداء

بقاط: من قام بالتلقيح لن يكون معرضا لخطر الفيروس

 

لم تتمكن إجراءات وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات من احتواء داء "البوحمرون" الذي ضرب عددا من الولايات الجنوبية، وبدأ ينتقل إلى مناطق الشمال، كما لم تتمكن تصريحات المسؤولين في الوزارة من منع "القيل والقال" حول الموضوع، حيث بدأت بعض الإشاعات تنتشر وتروج أن ما أصاب عددا من الأطفال وحتى البالغين بولايات الجنوب ليس داء البوحمرون وإنما فيروس آخر أخطر منه بكثير.

وبعد الترويج لأخبار تتعلق بفساد التلقيحات الذي كان سببا لانتشار داء البوحمرون بشكل خطير وقاتل في عدد من ولايات الجنوب، وتكذيب الوزارة للخبر، انتشرت هذه الأيام إشاعات أخرى تتعلق بالبوحمرون الذي بدأ يتوسع لينتقل إلى ولايات الشمال، على غرار العاصمة وقسنطينة ووهران، حيث سجلت حالات معزولة، ما جعل الأقاويل تكثر حول الموضوع. 

وتحدثت، أمس، بعض الصفحات في الفايسبوك وبعض المصادر الإعلامية، استنادا لمصادر مزعومة من داخل معهد باستور، أن ما أصاب الأطفال وحتى البالغين في ولايات الجنوب ليس داء البوحمرون وإنما فيروس يقترب من تركيبة فيروس الحصبة، ويعد أخطر من البوحمرون، بدليل أن هناك أشخاصا بالغين أصيبوا بالداء من قبل في صغرهم وهم ملقحون وقد تم تسجيل إصابتهم هذه المرة.

 

أولياء يفكرون في منع أبنائهم من الدراسة بسبب الخوف من فيروس البوحمرون

 

وقد أثارت هذه الإشاعات الذعر وسط الأولياء الذين راحوا يتساءلون عن كيفية الوقاية من هذا الفيروس، سواء كان فيروس الحصبة أو فيروسا آخر، حيث شهدت العديد من المؤسسات الاستشفائية ومراكز الصحة الجوارية توافد العديد من الأولياء للاستفسار حول تلقيح البوحمرون، خاصة أولائك الذين تخلفوا عن حملة جانفي الفارط، كما أن توسع الداء وانتقاله إلى ولايات أخرى غير ولايات الجنوب ساهم في زيادة الخوف عند الأولياء الذين باتوا يتعاملون مع العديد من الأخبار المتعلقة بالوضع ومنها إشاعات عديدة تزيد من المخاوف. 

ويطالب أولياء الأطفال وزيارة الصحة بتوضيحات أكثر حول الوضع وحول هذا الداء وكيفية الوقاية من الإصابة به والأعراض التي تستدعي تدخلا طبيا في أسرع وقت، مبدين تخوفهم من الوضع بشكل كبير، خاصة أولياء التلاميذ المتمدرسين، حيث تعد الأقسام الدراسية خير بيئة لانتشار الفيروسات، وهو ما جعل بعض الأولياء يصل بهم الهوس حد التفكير في منع أبنائهم من الدراسة في هذه الفترة، خاصة إن تأكد وجود إصابات في المدارس الابتدائية بشكل خاص.

 

بقاط: من قام بالتلقيح لن يكون معرضا لخطر الفيروس وعلى وزارة الصحة إيقاف الإشاعات

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، بركاني بقاط، أمس، أن وزارة الصحة مطالبة بالتحرك من أجل وقف هذه الإشاعات التي تثير مزيدا من الذعر لدى الأولياء، داعيا الوزارة لتفعيل كافة قنواتها الاتصالية من أجل التواصل مع المواطنين وتطمينهم. 

وقال بقاط أن ما حصل في عدد من ولايات الجنوب وانتقل إلى عدد من ولايات الشمال هو فيروس حصبة ألمانية أو ما يسمى بالبوحمرون عندنا، مضيفا أنه من الخطأ اعتبار هذا الفيروس عاديا إن أصاب أشخاصا غير ملقحين. 

وأضاف بقاط أن الفيروس يمكن أن يكون قاتلا لأن مناعة الطفل أصلا ضعيفة، وعندما يكون المصاب دون تلقيح فإن الخطوة تتضاعف سواء للطفل وحتى للبالغين من كبار السن، مؤكدا أن الوفيات سجلت في وسط أطفال وكهل، ما يعني أن من يتحدث عن فيروس آخر أكثر خطورة وليس فقط حصبة الألمانية فإنه يضخم الأمور، ولن يساهم بشيء سوى في تعقيد الوضع ونشر الخوف لدى الأولياء. 

من جانب آخر، قال بقاط أن وزارة الصحة مطالبة بإعادة إطلاق حملة وطنية للتلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية وليس فقط ولاية الوادي التي تعد من أكثر الولايات تضررا، حيث اعتبر بقاط أن هناك الآلاف من المتخلفين عن الحملات السابقة، وبما أن الداء بدأ في الانتقال فإنه من الضروري بدء حملة وطنية لإعادة تلقيح جميع المتأخرين حتى لا تكون هناك خطورة. 

من جانب آخر، طمأن بركاني الأولياء، معتبرا أن كل من تلقى أبناؤه التلقيح عليه الاطمئنان لأنه لن يكون معرضا للخطر، مشيرا أن جميع المنظومة الصحية تتعاون فيما بينها من أجل تهدئة الأوضاع.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن