الوطن
أساتذة جامعيون يتاقضون 300 دينار جزائري للساعة الواحدة
تقرير لـ"الكناس" انتقد سلم الأجور وجدد مطلب تحسين قدرتهم الشرائية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 مارس 2018
كشف المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس" أن أجر الأستاذ الجامعي الجزائري الأضعف في العالم، مستنكرا تخصيص 300 دج للمتعاقد في الساعة الواحدة، في وقت ترفض وزارة التعليم العالي تحسين ظروفه ورفع قدرته الشرائية، مؤكدا أن الأستاذ ملزم بالعمل 23 سنة من أجل الحصول على ما يتقاضاه أستاذ بدولة قطر في ظرف سنة واحدة.
وحسب دراسة تحليلية صادرة عن المنسق الوطني لمجلس "الكناس"، عبد الحفيظ ميلاط، حول المقارنة بين أجر الأستاذ الجامعي في الجزائر ونظرائه في مختلف الدول العربية والعالمية، فإن الجزائريين يمارسون مهنة التعليم في ظروف غير مشجعة على البحث العلمي بسبب أجرهم الزهيد، موضحا: "إن المقارنة مع أجر دولة قطر كان على سبيل المثال فقط ولإظهار الفجوة الكبرى بين الأجرين، وبغض النظر عن قطر، فأجر الأستاذ الجزائري هو الأضعف في العالم وفق دراسة أمريكية، وهو أضعف من أجر الأستاذ المغربي والتونسي والموريطاني والمالي والسينيغالي والبوركينوفاسي والسيشلي والمدغشقري والإثيوبي والصومالي، وهو أضعف من كل الأجور في العالم".
وأشار ميلاط "إن التكلفة المعيشية في معظم هذه الدول أرخص بكثير من التكلفة المعيشية في الجزائر، وحتى على المستوى الوطني فأجر مضيف طائرة بمستوى النهائي يساوي ضعف أجر دكتور جامعي محاضر. وأجر عامل بسيط في بعض المؤسسات الاقتصادية يفوق أجر دكتور جامعي".
ودعم ميلاط تصريحاته بمقام مركز أبحاث التعليم العالي التابع لجامعة شيكاغو الأمريكي الذي رصد أجور رجال التعليم في 13 دولة عربية أجنبية، حيث أوضح التقرير الذي أعده المركز الأمريكي حول رواتب المعلمين أن الجزائر قد احتلت المرتبة الأخيرة براتب قدر بـ345 دولار، علما أن أعلى راتب يتقاضاه أستاذ جامعي في العالم هو راتب الأستاذ الجامعي الياباني المقدر بـ8000 دولار شهريا.
وأضاف "إن الأجرة الشهرية لأستاذ جامعي قطري تساوي أجرة سنتين لأستاذ جامعي جزائري، وما يتقاضاه أستاذ جامعي قطري خلال سنة يساوي ما يتقاضاه أستاذ جامعي جزائري خلال 23 سنة، "يعني أنه لو ذهب الأستاذ الجزائري لقطر وعمل في إحدى جامعاتها لمدة سنتين، سيكون مدخوله مساوي لزميله الذي بقي في الجزائر لكن بعد 50 سنة".
وعاب ميلاط صمت الجهات العليا حول مطلب تحسين ظروف الأساتذة، في وقت أن الآلاف منهم يدفعون ثمن الكراء 20000 دج شهريا لأنه ليس لهم سكن، قائلا "إنه أمر غريب أن يتم الحديث عن تطوير البحث العلمي لأستاذ يتقاضى 50000 دج يدفع منها 20000 للكراء ويبقى له 30000 دج للعيش، وهذا في وقت أن أجر الأستاذ الجامعي المصري يساوي حوالي 3 أضعاف أجر الأستاذ الجامعي الجزائري، وأجر أستاذ بالعراق 700 دولار للشهر أي 80 ألف دينار جزائري، وبسلطنة عمان الأستاذ يتقاضي هناك ما يوازي حوالي 700.000 دينار جزائري.
واعتبر أن أجر الأستاذ الجامعي الجزائري، وترتيبه كأضعف أجر يتقاضاه أستاذ جامعي في العالم، جعله يفكر في كيفية زيادة مدخوله بالقيام بعدة أنشطة أخرى للأسف، في وقت كان لابد أن يستغل وقته في البحث العلمي، متسائلا كيف يتم الابتكار أو يؤدي واجبه ولا يملك لا سكنا ولا سيارة ولا أجرا يليق به، ولا خدمات. والأغرب من ذلك أن الأستاذ الجامعي المتعاقد يتقاضى 300 دينار جزائري للساعة الواحدة.
ويؤكد ممثل "الكناس" على أهمية اعتماد 10 ملايين سنتيم كأجر أدنى لحماية كرامة الأستاذ الجامعي، إذ لم يتم تعديل سلم الأجور منذ 2008، والأستاذ المساعد يتقاضى بين 47000 و60000 دينار، رغم أن 80 بالمائة من أساتذة الجامعة مساعدون، في حين أن الأستاذ المساعد بدولة مجاورة كالمغرب يتقاضى ما يعادل 16 مليون سنتيم.
سعيد. ح