الوطن
مواعيد فيزا "شنغن" لمن يدفع أكثر؟!
رغم أن المتعامل مع القنصلية الفرنسية أكد أن التسجيل مجاني وحذر من البزنسة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 مارس 2018
• الوكالات السياحة ومقاهي الأنترنت تتحول لقنصليات موازية
لم تتمكن تحذيرات المتعامل مع القنصلية الفرنسية "تي أل أس كونتاكت" لطالبي الفيزا بخصوص بيع وشراء المواعيد من ردع البزنسة في هذه الأخيرة، حيث لا تزال الوكالات السياحية ومقاهي الأنترنت تضع رسوما خيالية لحجز مواعيد قريبة لصالح طالبي الفيزا، والغريب أن هذه الطريقة الوحيدة التي مكنت عددا من طالبي الفيزا من الحصول على موعد، فمن يعتمد على التسجيل المجاني لا يجد في الغالب مواعيد متاحة، ما يطرح العديد من التساؤلات عن مكمن الخلل.
ورغم التحذيرات السابقة لمركز "تي أل أس كونتاكت" المشرف على عملية التنسيق بين طالبي التأشيرة والقنصلية الفرنسية، فيما يتعلّق بتحديد المواعيد وإيداع الملفات، وتأكيده أكثر من مرة أن أخذ المواعيد مجّاني ولا يكون إلاّ عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص به، فيما تُحصر المستحقّات المالية فقط في تلك المطلوبة من قبل القنصلية، المحدّدة من قبل "تي أل أس" في الموقع، لا تزال البزنسة في المواعيد قائمة، حيث تضع بعض الوكالات السياحية ومقاهي الأنترنت رسوما خيالية للقيام بعملية الحجز لزبائنهم، ويصل سعر حجز موعد قريب لطلب الفيزا حدود مليون ونصف مليون سنتيم في بعض الأحيان، وعادة ما تقع هناك عمليات نصب واحتيال من قبل هذه الوكالات السياحية أو مقاهي الأنترنت التي باتت تصطاد زبائنها عبر إعلانات تضعها في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتم الترويج للحصول على مواعيد مستعجلة أو قريبة، مقابل مبالغ مالية مختلفة.
والغريب أن هذه الطريقة الوحيدة التي باتت تمكن طالبي الفيزا من الحصول على موعد، فمن يعتمد على التسجيل المجاني عبر الموقع لن يجد موعدا متاحا، في حين أن المواعيد موجودة لدى مقاهي الأنترنت ولدى الوكالات، وعادة ما تكون مواعيد قريبة لمن يدفع أكثر.
• وكالات سياحة ومقاهي أنترنت تتحول إلى قنصليات موازية
لكن بالمقابل، وإن استطاعت بعض الوكالات ومقاهي الأنترنت ضمان مواعيد لطالبي الفيزا، فإن ضمان عدم وقوع طالب الفيزا ضحية احتيال أمر غير مؤكد، فالعديد من طالبي الفيزا كانوا، في الفترة الأخيرة، ضحية احتيال من طرف بعض أصحاب الوكالات أو مقاهي الأنترنت، حيث يتداول هؤلاء الضحايا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجاربهم مع سماسرة المواعيد، حيث يؤكد معظمهم أنه سبق لهم أن كانوا ضحية احتيال، خاصة عندما تم توقيف حجز مواعيد طلب التأشيرة الفرنسية على موقع "تي أل أس كونتاكت" في الفترة الأخيرة من أجل إعادة هيكلة المواعيد.
فرغم أن المواعيد لطالبي التأشيرة لأول مرة كانت متوقفة وكانت متاحة فقط لمن يريد تجديد الفيزا، إلا أن أصحاب الوكالات ومقاهي الأنترنت كانوا يبيعون للزبائن مواعيد تجديد على أنها مواعيد طلب، ويقوم هؤلاء بوضع أرقام جوازات ليست لأصحابها، بل جوازات لأشخاص حصلوا من قبل على التأشيرة، ليفاجأ الضحية فيما بعد، عند ذهابه إلى مكتب "تي أل أس كونتاكت" في الموعد برفض قبول ملفه، بحجة أن موعده يتعلق بالتجديد وليس الطلب لأول مرة، وأن رقم جواز سفره خاطئ، وهو الأمر الذي قد يتكرر هذه الأيام مع قرب انتهاء عمل القنصلية الفرنسية مع المتعامل "تي أل أس كونتاكت"، الأمر الذي قد يكون فرصة لسماسرة مواعيد الفيزا من أجل خداع أكبر عدد ممكن من طالبي الفيزا.
هذا ومن المفارقات العجيبة التي عادة ما تصادف طالبي الفيزا، هي الممارسات التي يقوم بها بعض أصحاب المقاهي أثناء تسجيلهم لمواعيد الفيزا، حيث بات هؤلاء المخلين بدارسة ملفات الفيزا بل باتوا هم من يحكمون إن كان صاحب الملف يحصل على الفيزا أم لا، رغم أنه حتى مكاتب "تي أل أس كونتاكت" مخولة باستلام الملفات ومعالجتها فقط، لأن مهمة منح التأشيرة من عدمه تبقى في يد القنصلية الفرنسية.
يذكر أن المتعامل مع القنصلية الفرنسية "تي أل أس كونتاكت" كان قد تبرأ أكثر من مرة من أيّ تجاوزات تتعلق بمنح المواعيد مقابل مبالغ مالية أو التدخّل في منح الفيزا، حيث أكد المركز أن الموظّفين به لهم دور المرافقة فقط وليس لهم أيّ تأثير في المواعيد أو التأشيرة، معتبرا أن أي منح لمواعيد فيزا بمقابل يعد نصبا واحتيالا.
س. زموش