الوطن

وضعية الناقلين الخواص تزداد سوءا؟!

أغلبهم يواجهون الإفلاس بعد توسعة وسائل النقل العمومية

• بقلم جريدة الرائد
• نشر في 05 مارس 2018

• زيادة أسعار النقل لم تحسن من وضعية الناقلين

أكد، أمس، رئيس فدرالية الناقلين الخواص، عبد القادر بوشريط، أن الزيادات في أسعار النقل لم تحسن من وضعية الناقلين الخواص التي ستزداد سوءا، بعد إطلاق خدمة قطار كوراديا ما بين الولايات، وكذا توسعة مترو الجزائر، مشيرا أن الناقلين سيتأثرون بدخول وسائل النقل هذه حيز الخدمة، وهو ما سيجعل وضعهم يتعقد أكثر، ما يستدعي تدخل الوصاية من أجل تحقيق وعودها التي سبق وقطعتها من أجل تحسين الخدمة في النقل الخاص.

• وسائل النقل العمومية جرت آلاف الناقلين نحو الإفلاس

وأشار بوشريط، لـ"الرائد"، أن حافلات إيتوزا الجديدة التابعة لمجمع طاحكوت وتوسيع الخطوط في أكثر من منطقة أثر على الناقلين الخواص في العديد من الولايات، وجر الكثير منهم نحو الإفلاس، مشيرا أن إطلاق وسائل نقل جديدة، على غرار قطارات كوراديا التي تنشط ما بين الولايات وكذا تدشين توسعة مترو الجزائر المرتقبة هذا الشهر، سيؤثران على نشاط الناقلين الخواص، حيث أوضح بوشريط أن الناقلين بين الولايات سيتراجع زبائنهم لصالح النقل بالسكة الحديدة، والناقلين بالعاصمة ما بين خطوط بلدية جسر قسنطينة وساحة الشهداء قد يواجهون الإفلاس بسبب توسعة التراموي التي ستدخل الخدمة بعد أيام قليلة. 

وقال بوشريط أن وسائل النقل الجديدة هذه تضمن خدمة لا يمكن مقارنته مع خدمات وسائل النقل الجماعية الخاصة التي اعترف بوشريط بأنها تتجه من السيئ للأسوأ بسبب غياب الإمكانيات، حيث أشار بوشريط أن الناقلين الخواص باتوا يقدمون خدمة رديئة فعلا بسب غياب الإمكانيات ودعم الدولة لهم.

• زيادة أسعار النقل لم تحسن من وضعية الناقلين

من جهة أخرى وعن الزيادات التي عرفتها خدمات النقل مؤخرا، قال بوشريط أن هذه الزيادة لم تحسن من وضعية الناقلين الخواص، بل بالعكس فإن بعض الناقلين رفضوها ولم يقوموا بتطبيقها، خاصة أن وسائل النقل الأخرى لم تشملها هذه الزيادة، وهو ما فرض منافسة غير شرعية. وأكد بوشريط في السياق ذاته أن مشكل الناقلين الخواص لا يتعلق بالأسعار بقدر ما يتعلق بغياب دعم ومرافقة الوزارة الوصية، مشيرا أن الناقلين الخواص يطالبون بالدعم وبالامتيازات التي وعدت بها الوصاية في آخر اجتماع لها مع الفدرالية، مشيرا أنه ومنذ ذلك الحين لم تبرمج الوزارة اجتماعا آخر من أجل ضبط تفاصيل الامتيازات التي تتعلق بتجديد عتاد الناقلين وخفض الضرائب، وهو ما سيجعل الناقلين في وضع أكثر صعوبة، خاصة أن أكثر من 50 بالمائة من حافلات النقل الخاص باتت غير صالحة للسير، وهو ما سيجعل الخدمة تزداد تدهورا وسوءا، وسيضر بالمستهلك وبالناقل الخاص الذي سيخسر زبائنه. 

وأشار بوشريط أن الناقلين من مصلحتهم تحسين الخدمة وهم يريدون ذلك، لكن على الدولة مساعدتهم من خلال تمكينهم من قروض تجديد عتادهم وكذا تقليل الضرائب المفروضة عليهم ورفع التجميد عن الخطوط حتى يتمكن الناقلون من الاستفادة منها.

• توزيع خطوط جديدة لصالح النقل العمومي أحدث فتنة

من جهة أخرى، وعن الإضرابات والاحتجاجات التي ينظمها الناقلون الخواص في عدد من الولايات، منها وهران وعنابة، قال بوشريط أن هذه الاحتجاجات كانت بسبب الخطوط الجديدة التي تم توزيعها لصالح المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري، والتي ظلت حكرا على هذه المؤسسة ومجمدة بالنسبة للناقلين الخواص، مشيرا أن توزيع خطوط جديدة لصالح النقل العمومي ومنعها عن الناقلين الخواص خلق فتنة في بعض الولايات، وهو ما دفع الناقلين للاحتجاج. 

وقال بوشريط أن وزارة النقل مدعوة للتدخل من أجل رفع التجميد عن الخطوط وإتاحة الفرصة للناقلين الخواص من أجل الاستفادة من هذه الخطوط حتى تكون الفرص متكافئة، مضيفا أنه ورغم توزيع عدد من الخطوط إلا أن هناك نقصا في وسائل النقل في عدد من الولايات، خاصة الداخلية، ورفع التجميد لصالح الناقلين الخواص قد يفك العزلة عن بعض المناطق، ومن المؤكد أنه سيكون لصالح المسافرين.