الوطن

مصابيح الـ "ليد" المسوقة محليا غير مطابقة للمعايير وتتسبب في فقدان البصر

منظمة حماية المستهلك دعت المواطنين إلى توخي الحذر لدى اقتنائها

35 مليون مصباح مغشوش يستهلك سنويا بالجزائر

 

تحدث تقرير لجمعية إرشاد وحماية المستهلك أن الجزائريين يستعملون 35 مليون مصباح سنويا أغلبها مغشوشة وتشكل خطرا على صحتهم وشدد التقرير على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر في استعمال المصابيح ذوات الضوء الأزرق والاقتصادية، خاصة من حيث الاستعمال، وحذرت ذات الهيئة من مصابيح مستوردة تلحق أضرارا جسيمة بالبصر من خلال الأشعة التي تصيب قرنية العين، خصوصا عند الأطفال ما يضعف بصرهم وأمراض جلدية عديدة منها سرطان الجلد، وأوضحت أن هذه المصابيح المسوقة محليا أغلبها غير مطابقة للمعايير الدولية.

دعا مصطفى زبدي، المستهلكين الى توخي الحذر والمزيد من الوقاية لدى اقتنائهم المصابيح الكهربائية الحديثة أو ما يعرف بمصابيح الـ " ليد "، بالنظر إلى حجم التقليد والغش الذي طال هذا النوع من المصابيح المسوقة محليا خصوصا المستوردة منها، مشيرا إلى أنها تشكل خطر على صحة المواطن، وقال رئيس منظمة حماية وإرشاد المستهلك، لدى نزوله ضيفا على منتدى " المجاهد" أمس ضمن تنشيط ندوة حول ظاهرة عدم مطابقة مصابيح الـ "ليد" المسوقة محليا للمعايير الدولية أن "أغلب هذه المصابيح المسوقة محليا غير مطابقة للمعايير الدولية ما يعرض صحة المواطن للخطر لدى استعمالها خصوصا في المنازل" حسب نتائج دراسة مخبرية وتجريبية قامت بها منظمته بالتعاون مع مخبر مراقبة النوعية والجودة.

وأوضح زبدي أن الدراسة التي ارتكزت على عينات مأخوذة من السوق الوطنية لهذا النوع من المصابيح شملت ثمانية (08) علامات تجارية (ستة مستوردة واثنتان محلية) قد أثبتت أن كل عينات العلامات الستة المستوردة غير مطابقة للمعايير الدولية، فيما تستجيب العلامتين المحليتين للمعايير الدولية.

وأضاف أن الدراسة التجريبية التي اختبرت 25 مصباحا على مدى ستة أشهر، خلصت إلى أن الجهات التي تسوق العلامات المغشوشة أو المقلدة أو غير المطابقة للمعايير "لا تكتفي فقط بتسويق منتجات غير مطابقة، بل تستعمل كذلك اسلوب التضليل، بما أن المعطيات المدونة على ظهر العلب المسوقة للمصابيح مغلوطة ولا تعكس المعايير الحقيقية للمنتج".

وفي هذا الصدد، قال المتحدث أن منظمته أبلغت مصالح وزارة التجارة بهذه التجاوزات وأخطرتها بنتائج هذه الدراسة، مؤكدا أن وزارة التجارة قد فتحت تحقيقا في القضية وهي حاليا بصدد التحقق من المعطيات المتوفرة على مستواها خصوصا بالنسبة لمصابيح الـ "ليد" المستوردة.

وفي نفس السياق، دعا رئيس منظمة حماية وإرشاد المستهلك إلى "توقيف استيراد هذا النوع من المصابيح" التي "تلحق أضرارا جسيمة بصحة المواطن بدون علمه"، خصوصا في ضل وجود منتوج محلي يمكنه تزويد السوق الوطنية بمنتجات أصلية ومطابقة لمعايير النجاعة والسلامة العالمية.

وبخصوص الأضرار التي يسببها استعمال هذا النوع من المصابيح غير المطابقة، زبدي انها تلحق أضرارا جسيمة بالبصر من خلال الأشعة التي تصيب قرنية العين خصوصا عند الأطفال ما يضعف بصرهم وأمراض جلدية عديدة منها سرطان الجلد، مشيرا كذلك إلى تأثيرها على الساعة البيولوجية للإنسان من خلال اضطرابات النوم الذي يسببه التعرض لأشعتها وأعراض أخرى كالاكتئاب والقلق.

وقال أن هذا النوع من المصابيح يعرف رواجا كبيرا في السوق الجزائرية من خلال استعماله في المنازل والإدارات والمستشفيات والمدارس بالنظر لنجاعته الطاقوية وقلة استهلاكه للكهرباء، لكن يضيف المتحدث، "يجب على المستهلكين التحلي بالمزيد من الحذر لدى اقتنائهم لهذه المصابيح"، داعيا إياهم إلى "حسن اختيار المنتوج و التأكد من مطابقته للمعايير قبل استعماله".

ولتوجيه المستهلكين، دعا ذات المسؤول المواطنين الى اختيار علامتي "إنيرجيكال" أو "أوريليس" وهما العلامتين الجزائريتين المصنعتين محليا والتي أثبتت الدراسة أنهما مطابقتين للمعايير ولا تشكلان أي خطر على صحة المواطن.

من جهته، أوضح مدير مخبر مراقبة النوعية والجودة، عبد الكريم دادي حمو، لدى تطرقه إلى الجانب التقني للدراسة أن مصابيح الـ "ليد" غير المطابقة للمعايير تشكل خطر كبير على البصر وتؤدي كذلك الى العمى وهذا لخطورة الأشعة التي تطلقها، كما أوضح المسؤول أن "المستهلك يختار غالبا المصابيح المنيرة جدا والمشعة لكن هناك نوع من هذه المصابيح التي يميل لونها إلى الأزرق عند بداية استعمالها أو مع مرور الوقت وهو ما يسمى بالضوء الأزرق وهو خطير جدا على البصر حيث يمكنه أن يسبب امراض بصرية عديدة قد يصل الى فقدان هذه الحاسة بالكامل".

وفي هذا السياق، دعا دادي حمو المستهلكين الى المزيد من الحذر والتأكد من مطابقة مصابيح الـ "ليد" مع المعايير المعمول بها دوليا، مضيفا أن المستهلك يجب عليه اختيار مصابيح لا تتعدى قدرتها 6.500 كالفين (وحدة قياس ألوان الضوء) المشار اليها في على ظهر العلب، وأوضح ذات المسؤول أن بعض المصابيح التي شملتها الدراسة بلغت قدرتها 16.000 كالفين "وهو خطر جسيم يتهدد صحة المواطن".

من جهة أخرى، وفي تدخلهم خلال الندوة أشارا ممثلان عن العلامات المنتجة محليا والتي تعتبر مطابقة للمعايير بحسب الدراسة أن قضية الغش والسلع المقلدة لا تخص فقط المنتجات المستوردة بل تمس كذلك منتجاتهم المصنعة محليا.

محمد الأمين. ب

 

من نفس القسم الوطن