الوطن

الغلاء وتدهور القدرة الشرائية "يلغمان" ملف قفة رمضان هذه السنة؟!

الإبقاء على الصيغة القديمة وتوزيع قفة تحتوي على البقوليات سيكون فضيحة

قيمة قفة رمضان ستتراجع بأكثر من 30 بالمائة

رابطة حقوق الإنسان تطالب بتحويل القفة إلى صكوك مالية 

 

تسارع العديد من البلديات في الوطن للتحضير مبكرا لملف قفة رمضان هذه السنة، وتجاوز فضائح التأخيرات، حيث أنهت جل البلديات عملية تسجيل المستحقين، وتعمل حاليا على دراسة الملفات، غير أن الإشكال الحقيقي فيما يخص هذا الملف لا يتعلق بإجراءات إدارية وإنما بقيمة القفة كأجراء يهدف لدعم الفئات المعوزة، فنظرا للوضع الحالي والغلاء الذي تشهده الأسواق والتدني الرهيب في القدرة الشرائية، فإن توزيع قفف رمضان تحتوي على بقوليات بقيمة 5 آلاف دينار يعد فضيحة في حد ذاتها حتى وإن تمت إجراءات العملية على أكمل وجه.

انطلقت في العديد من المجالس الشعبية البلدية بعدد من الولايات، منها الجزائر العاصمة، منذ منتصف فيفري المنصرم، عملية التحضير لقفة رمضان، حيث استهلت العملية بتحيين القوائم حيث تلقت أغلب البلديات ملفات الراغبين في الحصول على قفة رمضان، ويتم حاليا على مستوى مكاتب الشؤون الاجتماعية دراسة هذه الملفات من أجل ضبط قوائم المستفيدين وفق أحقية كل ملف، ليتم فيما بعد كمرحلة ثانية فتح المناقصات فيما يخص مقتنيات القفة بعد تلقي التعليمات من وزارة الداخلية، ودعم الدولة بالنسبة لبعض البلديات الفقيرة.

وبما أن وزارة الداخلية والمسؤولين المحليين لم يعلنوا عن أي جديد في ملف قفة رمضان هذه السنة، فإن هذه الإعانة ستكون ككل سنة عبارة عن منتجات غذائية بقيمة قد تتراوح بين 3 آلاف دينار جزائري و5 آلاف كأقصى تقدير، وهو المبلغ الذي سيكون وصمة عار في جبين من يتفاخر بالدعم الاجتماعي والعمليات التضامنية في الجزائر.

 

بسبب الغلاء... قيمة قفة رمضان تتراجع بأكثر من 30 بالمائة

 

ونظرا للتدهور الكبير في القدرة الشرائية لأغلب الجزائريين وبصفة أكبر الفئات الهشة وأرباب العائلات الدين لا يتجاوز دخلهم الحد الأدنى المضمون من الأجر الوطني، وبالنسبة لأولئك العاطلين عن العمل، فإن توزيع قفة رمضان تحتوي على بقوليات في عز الشهر الكريم وبقيمة لا تتجاوز الخمسة آلاف دينار في أحسن الأحوال وعند أغنى البلديات، تعد فضحية في حد ذاتها. 

فبغض النظر عن فضائح الإجراءات والتأخر والمحسوبية في التوزيع وذهاب حصة الفقراء لصالح معارف القائمين على العملية، وأحيانا المواد الفاسدة التي تحتويها القفة، فإن قيمة القفة ستكون أكثر الفضائح لأن وضع الأسواق الحالي والغلاء الذي طال كل المنتجات، بالإضافة إلى التدهور الكبير في القدرة الشرائية، سيجعل من قفة رمضان بشكلها المعروف لا تعدو أن تكون "مذلة" بالنسبة للعائلات التي تستفيد منها، لأن قيمة القفة نظرا للغلاء الحالي ستتراجع بحوالي 30 بالمائة، والمواد التي كان يوفرها مبلغ 5 آلاف دينار في قفف السنوات الماضية لن يوفر نصف هذه المواد هذه السنة، بسبب الغلاء الذي طال كل المنتجات، وبما أن قيمة قفة رمضان من المنتظر أن تتراجع فإن ذلك سيفتح المجال أمام مزيد من الفضائح والتي عادة ما نشهدها خلال العملية، فالمسؤولون عن الملف قد يضطرون للتعامل مع المنتجات أقل سعرا في الأسواق، وهو ما قد يعيد سيناريو توزيع منتجات فاسدة وغير ملائمة ومنتهية الصلاحية ضمن قفة رمضان.

 

رابطة حقوق الإنسان تطالب بتحويل قفة رمضان إلى صكوك مالية بقيمة مليوني سنتيم

 

وفي هذا الصدد، قالت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن إبقاء الحكومة على صيغة قفة رمضان دون الأخذ بعين الاعتبار التراجع المستمر في القدرة الشرائية والغلاء الذي طال أسعار جميع المنتجات والخدمات، سيكون فضيحة وإذلالا للفئات المعوزة، حيث اعتبر رئيس الرابطة هواري قدور، في تصريح لـ"الرائد"، أن ما تحويه قفة رمضان عادة من مواد غذائية لا يمكنه أن يسد الاحتياجات البسيطة لأي أسرة معوزة، وهنا طالب هواري قدور باستبدال القفة الموزعة على المعوزين المسجلين بالبلديات وتعويضها بمنح مالية تقدر بمبلغ لا يقل عن 20 ألف دينار، خاصة في ظل التراجع الرهيب للقدرة الشرائية والغلاء الذي تعرفه الأسواق، والذي من المنتظر أن يتضاعف خلال بداية شهر رمضان بشكل سيضعف القدرة الشرائية للجزائريين عموما وللفئات المعوزة بشكل خاص، مشيرا أن أفضل صيغة لدعم العائلات المعوزة خلال شهر رمضان هي تقديم مبالغ مالية عن طريق صيغة الحوالات البريدية أو صك بنكي، بشكل يكون أكثر فعالية من توزيع قفة رمضان، معتبرا أن تخصيص مبلغ سيسهـل اكتشاف الثغرات المالية في حال وجود أي تجاوز أو اختلاس، مع الحفاظ على كرامة المعوز.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن