الوطن

الفضاءات العامة والمساحات الخضراء حول العمارات عرضة للنهب!

سكان الطوابق الأرضية استولوا عليها وحولوها إلى غرف إضافية تابعة لشققهم

• بقلم جريدة الرائد
• نشر في 27 فيفري 2018

تعرضت أغلب الفضاءات العامة والمساحات الخضراء حول العمارات في عدد من بلديات العاصمة للنهب، حيث استولى عليها سكان الطوابق الأرضية وتم تحويلها إما إلى غرف إضافية أو مساحات تابعة لهذه الشقق، في ظل صمت المصالح المحلية عن هذه الممارسات التي تعد خروقات ومخالفات باتت تشوه الطبيعة الهندسية للعمارات وجب التدخل لوقفها.

وحسب ما اطلعنا عليه في جولة قادت "الرائد" إلى عدد من البلديات، على غرار جسر قسنطينة، باش جراح، الحراش وغيرها، وقفنا على التشويه الذي طال العديد من الأحياء، فأغلب الفضاءات الموجودة أسفل العمارات تم السطو عليها من طرف سكان الطوابق الأرضية، ففي بلدية جسر قسنطينة باتت أغلب الأحياء لا تملك مساحات فارغة وفضاءات خضراء تحت العمارات، لأن سكان الطوابق الأرضية قاموا بتوسيع سكناتهم على حساب هذه الفضاءات، حيث يتم بناء غرف إضافية وأحيانا شقق فردية كاملة في هذه المساحات، في حين يقوم البعض بإلحاق هذه المساحات بشقته وتحويلها إلى حديقة صغيرة تابعة لبيته، رغم أن هذه الفضاءات هي فضاءات مشتركة لجميع السكان.

والأخطر من ذلك ما يقوم به بعض قاطني الطوابق الأرضية الذين حولوا الفضاءات المشتركة للعمارات إلى مستودعات أو محلات تجارية تابعة لشققهم، وهناك ما حولها حتى إلى إسطبلات تستعمل لمبيت الأغنام خلال مناسبة عيد الأضحى، حيث يقوم هؤلاء بتسييج القطع الأرضية المحيطة بتلك العمارات وتحويلها إلى مستودعات ومداجن وإسطبلات لتربية المواشي، وهو ما جعل العديد من سكان الطوابق الأرضية يدخلون في صراعات مع سكان الطوابق العلوية الذين يدافعون عن هذه المساحات، باعتبارها مساحات مشتركة بين جميع سكان العمارة، ولا يحق لأي لساكن أن يستولي عليها تحت أي ذريعة، ويطالب سكان عدد من البلديات التي تشهد انتشار هذه الظاهرة بشكل ملفت السنوات الأخيرة مصالح الولاية بالتدخل وهدم تلك الملحقات الفوضوية، معتبرين أن هذه الفضاءات مشتركة والسطو عليها يعد مخالفة يجب أن تتوقف، خاصة أن الظاهرة تحولت إلى فوضى كبيرة ومن يستولون على الفضاءات المشتركة للعمارات يتسببون في تغيير الطبيعة الهندسية للعمارات، كما أنهم عادة ما يحدثون مداخل خلفية وجانبية في العمارات للوصول إلى القطع المستولى عليها، وهو ما يثمل خطرا على العمارة ككل.

يذكر أن من يقوم ببناء أو إضافة بالعمارات بما فيها الحدائق الخاصة بالعمارات، يعتبر مخالفا للقانون ومتعديا على أملاك الدولة، والإجراءات التي من المفروض أن تقوم بها البلدية تجاه الأشخاص المخالفين هي توقيف الأشغال والهدم فورا حتى إن كان البناء مكتملا.

دنيا. ع