الوطن

مالي تستعجل "ضربة عسكرية" ضد الجهاديين قبل فوات الآوان

نائب غاو السابق يتحامل على الجزائر ويصف موقفها بـ"الفارغ"

 


* دول غرب إفريقيا مع فرنسا يدرسون الطلب 

 

تستعجل حكومة مالي "ضربة عسكرية" ضد فلول الجماعات الجهادية في الشمال، حيث طلبت رسميا من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التدخل عسكريا لتحريرها من قبضة الجماعات المسلحة، لكن بالنسبة لعبدو عبدو لاي سيديبي نائب مدينة غاو سابقا، الانتظار طال كثيرا والإسلاميون أصبحوا يملكون قوة عسكرية أكبر، إلى درجة أنه أصبح من الصعب دحرهم، منتقدا موقف الجزائر التي فقدت لتوها موقفها الدبلوماسي.

وطالب الرئيس الانتقالي المالي تراوري ديونكوندا أمس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بالتدخل عسكريا لتحرير شمال البلاد الذي وقع تحت سيطرة إسلاميي جماعة "أنصار الدين والقاعدة" منذ الانقلاب العسكري الذي استهدف الرئيس المالي السابق أمادو توري توماني في مارس الماضي.

وقال جان فليكس باغانو، ممثل فرنسا في منطقة الساحل بعد لقائه أمس برئيس ساحل العاج الحسن واتارا في العاصمة أبيدجان: "إن رئيس ساحل العاج، الذي يترأس حاليا المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، تلقى طلبا رسميا من نظيره المالي من أجل التدخل عسكريا لإعادة الاستقرار والتوازن الأمنيين إلى مالي واسترجاع منطقة الشمال التي وقعت في قبضة الإرهابيين"، مشيرا إلى أن دول المجموعة في صدد دراسة هذا الطلب والنظر في كيفية تطبيقه على الميدان. وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أعلنت عن استعدادها لإرسال حوالي 3000 عسكري إلى شمال مالي، لكن في إطار قرار أممي وبطلب رسمي من السلطات المالية.

وفي هذا السياق، قال جان إيف لودريان، وزير الدفاع الفرنسي، في مطلع أوت إن بلاده ستساند أية عملية عسكرية تقوم بها القوات الإفريقية، مشيرا إلى أن التدخل العسكري في شمال مالي أصبح أمرا "ضروريا".

 

وفي هذا السياق، صرح عبدو عبدو لاي سيديبي، وهو نائب مدينة غاو لموقع فرانس 24 أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تأخرت كثيرا في حسم قرار التدخل العسكري، مشيرا إلى أن هذا التأخر ساعد الإسلاميين على تعزيز قبضتهم أكثر على المنطقة وتوسيع انتشارهم فيها.

وأضاف سيديبي: "الوضع في شمال مالي تأزم أكثر، الإسلاميون باتوا يملكون أسلحة كثيرة وفتاكة بفضل مساعدات تلقوها من بعض دول الخليج". وقال: "لو تدخلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في أفريل الماضي، لكنا انتهينا من مشكلة الإسلاميين في الشمال واسترجعنا ترابنا كاملا". وانتقد النائب الموقف الجزائري من الأزمة المالية ووصفه بغير "الواضح"، مضيفا أن أعدادا كبيرة من شبان مالي يريدون الذهاب إلى الشمال لدحر الإسلاميين، لكنهم يفتقرون إلى الأسلحة اللازمة للقيام بذلك، لكن الإرادة لوحدها لا تكفي".

ورغم خطورة الوضع، يأمل سيديبي أن تستيقظ الأسرة الدولية والدول المجاورة لمالي، لا سيما الجزائر وأن يكفوا عن "الكلام الفارغ" ويتحملوا مسؤولياتهم قبل فوات الآوان، "الإسلاميون لا يعرفون معنى الحدود الجغرافية، لذا بإمكانهم الوصول حتى إلى العاصمة باماكو إذا شعروا بعدم وجود أية قوة عسكرية في وجههم".

محمد.ا

 

من نفس القسم الوطن