الوطن

تكلفة الحج قد تتعدى الـ 55 مليون سنتيم هذا الموسم

بسبب استمرار انخفاض قيمة الدينار والضريبة الجديدة التي فرضتها السلطات السعودية

نجاح الحج هذه السنة مرتبط بزيادة المؤطرين والمرشدين الدينيين

 

توقع، أمس، نائب رئيس الوكالات السياحية، إلياس سنوسي، أن تصل تكلفة الحج هذه السنة حدود الـ 55 مليون سنتيم أو تتجاوز هذا المبلغ بقليل، مشيرا أن زيادة التكاليف هذه السنة أمر لا مفر منه بسبب تواصل انخفاض قيمة الدينار مقابل الدولار، بالإضافة إلى الضريبة الجديدة التي فرضتها السلطات السعودية في معاملاتها مع البلدان الإسلامية.

وحسب إلياس سنوسي، فإن انهيار قيمة العملة الوطنية أكثر مقابل الدولار أثر على تكاليف العمرة هذه السنة التي زادت بنحو 20 بالمائة، وستؤثر أيضا على تكلفة الحج، حيث قال سنوسي أن ارتفاع أسعار العمرة جعل الإقبال عليها يتراجع إلى النصف، مشيرا أن الوكالات السياحية تطمع في تعويض خسائرها من خلال عمرة رمضان التي عادة ما تعرف إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين.

أما بخصوص الحج، فقد توقع سنوسي، في تصريح لـ"الرائد"، أن تصل أو تتجاوز تكلفة الحج الـ55 مليون سنتيم.

وأشار سنوسي أنه رغم أن التكلفة تحددها الحكومة وقد يتم رفع الدعم في هذه التكلفة نظرا للقدرة الشرائية المنهارة لأغلب الجزائريين، إلا أنه وبالنظر لعاملين أساسيين هما انخفاض قيمة الدينار أكثر بالإضافة إلى الضريبة الجديدة التي فرضتها السلطات السعودية في تعاملاتها التجارية مع البلدان الإسلامية، والتي قدرت بـ 5 بالمائة، فإن كلفة الحج سترتفع بجدود 5 بالمائة، وقد تتجاوز الـ 55 مليون سنتيم.

وقال سنوسي أن الحكومة قد تتحرك لرفع الدعم على أسعار الحج، منتقدا التخلي عن المساعي السابقة لتقليص تكلفة الحج من خلال تعويض الرحلات الجوية برحلات بحرية عبر سفن ضخمة.

 

صالون الحج سيكون فرصة لتكوين الحجاج وتعريفهم بالمناسك

 

من جانب آخر، وعن تواصل التحضيرات للحج، قال سنوسي أن الديوان أصاب بإطلاقه التحضيرات مبكرا هذه السنة، حيث سيتيح، بمجرد الانتهاء من الإجراءات المتعلقة بالحج، التفرغ لتوعية الحجاج وتكوينهم بغية تحقيق حج مريح بدون مشاكل للجزائريين.

وكشف سنوسي أن الصالون الوطني للحج الذي سيعقد ابتداء من 27 مارس، سيكون فرصة للحجاج من أجل التعرف على المناسك عن قرب، حيث أشار سنوسي أن هناك تنسيقا بين الديوان وبين الوكالات المشاركة في تنظيم الحج هذه السنة، والتي ستكون حاضرة في الصالون من أجل إقامة الفعاليات ودورات وتكوينات من أجل تحضير الحجاج لهذا الركن الأعظم، وسيكون التركيز هذه السنة على ضرورة تحمل الحاج الـ72 ساعة التي يقضيها الحاج في المشاعر الحرام وتحديدا في مخيمات منى، لتفادي المشاكل التي ظهرت فيما سبق نتيجة سلوكيات الحجاج وعدم تحملهم وضعية ضيق المكان والاكتظاظ الذي تشهده هذه المخيمات.

وفي هذه النقطة بالذات، قال سنوسي أن مصالح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أصدرت فتوى مساعدة للتخفيف من حدة مشكل ضيق المخيمات في منى، حيث سيغادر أعضاء البعثة أماكنهم ليلا للمبيت في الفنادق بمكة وترك أماكنهم للحجاج، في حين تقضي قواعد الشرع بالمبيت بمنى لكل من حضر وقفة عرفات لتمام حجته. كما ستقام رفوف علوية في المخيمات لرفع أغراض الحجاج وعدم شغل أماكن حجاج آخرين.

 

نجاح الحج هذه السنة مرتبط بزيادة المؤطرين والمرشدين الدينيين

 

من جانب آخر، اعتبر ممثل الوكالات السياحية أن نجاح الحج هذه السنة مرتبط بزيادة المؤطرين والمرشدين الدينيين، حيث طالب سنوسي وزارة الشؤون الدينية بزيادة عدد مؤطري الحج من أجل ضمان ما تسميه الوزارة بحج الكرامة، مؤكدا أن مؤطرا واحدا بالنسبة لكل حصة غير كاف تماما، مع التذكير بأن المؤطرين يتم تحديدهم واختيارهم من قبل الديوان الوطني للحج والعمرة، وهي نفس المطالب التي سبق وطرحتها نقابات الأئمة التي دعت هي الأخرى لزيادة عدد المرشدين الدينيين، خاصة أن مرشدا واحدا لكل 300 حاج يعتبر ضغطا على المرشد نفسه الذي يضطر ليقدم أحيانا خدمات في الإعاشة والإرشاد بعيدة عن الإرشاد الديني.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن