الوطن

بلخادم... طموح الرئاسيات ورهان البقاء على رأس الأفالان

بعد تجريده من منصب الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية

 


خرج أمين عام الأفالان عبد العزيز بلخادم خاو الوفاض من كعكة الحكومة الجديدة التي نالت رضى الرئيس بوتفليقة، وبذلك يكون هذا الأخير قد نزع عن بلخادم غطاء  "الممثل الشخصي" له، ووضعه في موقف حرج مع مؤيديه على حساب معارضيه، فبلخادم حاليا بين نارين، الأولى كيفية إقناع أنصاره ممن وعدهم بحقائب وعجز عن الوفاء به، والثانية النار القادمة من معارضيه من مركزيين وتقويميين الذين استبشروا بتنحيته خيرا، فهل هي نهايته على رأس الحزب؟.

برغم خروج حزبه قويا في التشريعيات الأخيرة بقرابة أغلبية المقاعد في المجلس الشعبي الوطني، إلا أن ذلك لم يشفع له عند الرئيس بوتفليقة الذي يرجح أنه فضل التخلي عنه وإبعاده من دائرة السلطة مثلما فعل مع أويحيى، فبلخادم الذي ظل يستقوي على معارضيه داخل الحزب (الأفالان) بمنصبه ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية، تلقى صفعة قوية أخرجته من الباب الضيق، حيث لم يحظ بأي منصب حكومي يذكر، كما أن إطارات حزبه الذين عينوا وزراء لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، فضلا عن كون اثنين من أصل الخمس وزراء المنتمين للحزب، ليسوا من أنصاره، والأمر يتعلق بكل من محمود خوذري وعبد العزيز زياري، في حين البقية يوجد ثلاثة منهم من أعضاء المكتب السياسي المقربين منه، وهو الأمر الذي قد يضعف من كلمته أمام إطارات الحزب، خاصة من جماعته التي قربها إليه على حساب وزراء وقياديين في الحزب العتيد سبق لهم أن استوزروا، فبلخادم كان محاطا في الفترة الأخيرة بكل من محمد جميعي الذي عينه رئيس كتلة الأفالان في الغرفة السفلى للبرلمان، والعديد من الشخصيات الحديثة العهد في الحزب من أولئك المطعون في شرعيتهم باللجنة المركزية، ومن الموعودين بحقائب وزارية من المحسوبين على بلخادم، هناك العياشي دعدوعة وعضو المكتب السياسي عبد الحميد سي عفيف، الذي كان قد تمرد قبل التشريعيات ثم عاد إلى بيت الطاعة بعد نتائجها طمعا في منصب وزاري، وفي هذا الشأن قالت مصادر مقربة من محيط الأفالان، بأن سي عفيف قد عاد من جديد إلى صف المطالبين بتنحية بلخادم بعدما خرج صفر اليدين من حقائب الحكومة، والعدد كبير من أولئك الغاضبين الجدد على بلخادم ممن استقوى بهم على خصومه المركزيين والتقويميين، وهو الآن في موقف حرج منهم.

وتقول مصادر من محيط حزب جبهة التحرير الوطني، إن بلخادم سيحاول ضمان بقائه على رأس الحزب لأطول فترة ممكنة تحضيرا لرئاسيات 2014، غير أن حجم الدعم قد لا يتوفر له، خاصة وأن الاستحقاق المقبل لا يستهوي إطارات الحزب على اعتبار أن منصب رئيس بلدية أو رئيس مجلس شعبي ولائي ليس كمنصب وزير في الحكومة، كما أن بلخادم ليس له ما يعد به مقربيه، وهو ما سيفتح الباب على مصراعيه أمام خصومه من الحركة التقويمية والمركزيين، حيث اعتبروا خروجه من دائرة السلطة مكسبا لهم في حربهم للإطاحة به، ويعمل هؤلاء على توحيد صفوفهم وكسب المزيد من الأنصار من أعضاء اللجنة المركزية لتنحيته من على رأس الحزب، وتقرر عقد لقاءات خلال الأيام المقبلة قصد تنسيق الجهود بين المجموعتين لبحث المشاركة في أشغال الجامعة الصيفية للإطارات التي يحضر بلخادم لها عوض عقد دورة استثنائية للجنة المركزية، حيث سيشارك جميع نواب البرلمان بغرفتيه وكذا أعضاء اللجنة المركزية جميعهم وفقا لتعليمة أصدرها بلخادم مؤخرا، مما يوحي بأنه لا ينوي استبعاد خصومه، لكن أمر بقائه على رأس الحزب مسألة قد لا تبدو مضمونة بعد تغير الظروف وتخلي السلطة عنه. 

مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن