الوطن

اختبارات الفصل الثاني "تعلق" بعد مقاطعتها من قبل التلاميذ وأساتذتهم

الأمور في قطاع التربية تدخل مرحلة خطيرة و"الكنابست" يحذر من حرب نفسية

بوديبة" أرقام وزارة التربية تضخيمية والمضربون لم يعودوا للتدريس

 

قاطع، أمس، أزيد من 70 بالمائة من الأساتذة امتحانات الفصل الثاني، تزامنا مع استمرار الإضراب المفتوح الذي يشنه"الكنابست"، وسط مشاركة التلاميذ الذين رفضوا بدورهم دخول أقسامهم أو القيام باختبارات يؤطرها مستخلفون، تنديدا بلجوء الوزارة إلى الطرد التعسفي لأساتذتهم في وقت اعتبرها تنظيم الكنابست حربا نفسية ضد المضربين.

وبناء على التقارير الصادرة عن نقابيي "الكنابست"، فقد أجلت، أمس، امتحانات الفصل الثاني في أزيد من 70 بالمائة من المؤسسات التعليمية خاصة بالطور الثانوي، بسبب الإضراب المتواصل، في وقت أجرى أساتذة غير مضربين الامتحانات وفق تعليمات وزارة التربية التي قدمت تاريخ هذه الأخيرة عوض تاريخ مارس القادم، على غرار ولايات الجنوب وبعض مدارس المناطق الداخلية وكل الأقسام التي يؤطرها الأساتذة الجدد، بالنظر إلى أنهم لم يدخلوا في إضرابات خوفا من فقدان مناصبهم.

وأكدت التقارير تصعيد الأساتذة في احتجاجهم، أمس، عبر مقاطعة اختبارات الفصل الثاني، مع دعوة الأساتذة غير المضربين إلى الالتحاق بزملائهم ومساندتهم والتنديد بخرق الوصاية قوانين الجمهورية الجزائرية بقرارات عشوائية امتدت إلى توقيفات غير قانونية بغرض الضغط على المضربين والهروب إلى الأمام.

وقرر الأساتذة بداية من أمس عدم التعامل مع الإدارة ومقاطعة جلساتها وأعمالها وعدم الانسياق وراء الإشاعات التي تصدر من أطراف عديدة، مع التعامل مع هيئات وهياكل النقابة فقط، وعدم استلام مقررات التوقيف غير القانونية، مع دعوة زملائهم غير المضربين إلى الالتحاق بزملائهم ومساندتهم.

هذا فيما يشدد "الكنابست" على عدم التعرض للمستخلفين في حالة تواجدهم في المؤسسة، مطالبا بالاعتصام أمام المؤسسات التربوية في حالة منع الإدارة الأساتذة المضربين من الدخول، مع لافتات الاحتجاج وترديد شعارات الصمود والرفض.

 

بوديبة: "أرقام وزارة التربية تضخيمية والمضربون لم يعودوا للتدريس"

 

وحسب "الكنابست"، فإن الوزارة تقوم بتعفين الأوضاع، مطالبا رئيس الجمهورية بالتدخل العاجل خاصة مع مباشرة الوزارة حربا نفسية إعلامية كبيرة ضد الأساتذة المضربين لدفعهم للعودة إلى أقسام التدريس، وفق ما قاله ممثل النقابة بوديبة مسعود، الذي أوضح أن إعلان وزارة التربية عن عودة 150 أستاذ معزول إلى العمل وإمضائهم تعهدا بعدم العودة للإضراب يدخل ضمن الحرب النفسية الممارسة ضد الأساتذة المضربين التي تقودها عدة جهات بإيعاز منها، موضحا: "الآن اتضح أن هناك العديد من القنوات التي تبث رسائل في اتجاه واحد، وتستعملها وزارة التربية لكسر الإضراب"، وهذا بعد أن فند عودة 5 آلاف أستاذ للتدريس بعد قرارات العزل.

وتطرق بوديبة إلى "وجود عدة أرقام تم تضخيمها من أجل إعطاء الشرعية لقرار الفصل المتخذ من قبل الوصاية، التي لن تتمكن، حسبه، من تغطية العجز في الأساتذة المعزولين من مناصبهم"، مؤكدا حول وقف الإضراب أن نقابتهم سيدة في قراراتها ولا أحد يملي عليها طريقة عملها".

وعن رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وإنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، قال إنها تضمنت "دعوة إلى توفير أدوات الاستقرار، وتضمنت أمرا واضحا للسلطات التنفيذية بضرورة الحوار من أجل حل جميع الأزمات التي تتخبط فيها الجبهة الاجتماعية".

ومع بداية الأسبوع احتج مئات التلاميذ في مختلف مؤسسات التربية التابعة لـ"العاصمة، الشلف، جيجل، الأغواط، تيزي وزو وقسنطينة"، تضامنا مع الأساتذة المضربين الذين تم عزلهم من مناصبهم.

وقاطع العديد منهم امتحانات الفصل الثاني التي انطلقت أمس في بعض المؤسسات، مطالبين بإعادة أساتذتهم المعزولين إلى مناصب عملهم، رافضين مواصلة السنة الدراسة عند الأساتذة المستخلفين خاصة بالنسبة لتلاميذ السنوات النهائية، على غرار الثالثة الثانوي الذين طالبوا بدورهم بتدخل الرئيس، قائلين في شعارات "أين أنت يا رئيس"، "كفاكم استهزاء بنا، مستقبلنا في خطر"، "معك يا أستاذ"، مؤكدين رفضهم التحول إلى لعبة في صراع بين طرفين لا يعنيهم بتاتا, موجهين انتقادات لاذعة لكامل الأطراف التي تتحمل مسؤولية الإضراب المتواصل.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن