الوطن

"أغلى" رمضان في انتظار الجزائريين ؟!

الغلاء والندرة بسبب منع الاستيراد يلقيان بظلالهما مع اقتراب الشهر الكريم

صويلح: وزارة التجارة مدعوة لتحيين قائمة الـ 900 منتج الممنوع من الاستيراد قريبا

 

تنذر الظروف المحيطة حاليا سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي بشهر رمضان صعب قد يعيشه الجزائريون هذه السنة، فالغلاء الذي تعرفه الأسواق والندرة والمضاربة الحالية من المؤكد أن تتصاعد خلال الشهر الكريم الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أقل من ثلاثة أشهر، خاصة أن الحكومة لا تزال منشغلة بالحراك الاجتماعي الحالي ولم تضع التحضيرات للشهر الكريم في أجندتها بعد.

مع اقتراب شهر رمضان الذي لم يعد يفضلنا عنه سوى أقل من ثلاثة أشهر، بدأ التخوف يتضاعف عند الجزائريين من أن يكون الشهر الكريم هذه السنة الأصعب على الإطلاق بسبب الظروف المحيطة، خاصة ما تعلق بوضيعة الأسواق والقدرة الشرائية للجزائريين. وأكثر ما يخيف الجزائريين هي الندرة، فشهر رمضان من المنتظر أن يتزامن وفترة الانتقال من فصل الربيع إلى فصل الصيف، وهي الفترة التي تعرف عادة بنقص في المنتوج الفلاحي، وبالتالي غلاء رهيب في الأسعار، وبما أن العادة عند التجار في شهر رمضان هي المضاربة ورفع الأسعار بشكل عشوائي، فإن الأمر قد يتضاعف ويكون المواطن هو الخاسر الأكبر.

 

الندرة مرشحة للتفاقم خلال رمضان وأزمة لحوم مرتقبة

 

من جانب آخر فإن منع الاستيراد الذي طال حوالي 900 مادة استهلاكية من المنتظر أن يكون له أثر كبير ومضاعف خلال شهر رمضان، كون الاستهلاك خلال هذا الشهر يتضاعف، كما أن العادات الاستهلاكية ترتبط خلال هذه الفترة بالبذخ والتبذير أحيانا، ما يعني أن الندرة ستتوسع، خاصة أن قائمة الـ900 منتج شملت مواد استهلاكية ترتبط بشكل كبير بعادات الجزائريين خلال شهر رمضان.

ومن بين أكثر هذه المواد التي قد يطرح الإشكال بالنسبة لها، نجد اللحوم التي توجد في قائمة الممنوعات من الاستيراد بشتى أنواعها، عدا لحم البقر، وهو الأمر الذي سيكون كارثيا إن لم تحيين هذه القائمة ويفتح المجال لاستيراد اللحوم لأنه، حسب الإحصائيات والتقديرات، فإن الإنتاج الوطني من اللحوم لا يغطي أبدا الاستهلاك الوطني خلال شهر رمضان، وهو ما سيجعل الأسعار، إن لم يتم فتح المجال للاستيراد بشكل مؤقت، تلتهب وتتجاوز كل الحدود.

من جهة أخرى ليس فقط اللحوم التي ترتبط بعادات الجزائريين وتوجد في قائمة الممنوعات من الاستيراد، فالفواكه الجافة والمكسرات هي الأخرى توجد في القائمة والمنتوج الوطني منها يعد ضعيفا جدا، واستمرار منعها في رمضان سيجعل أسعارها تلتهب، وهو ما حذر منه العديد من المراقبين للأسواق، داعين وزارة التجارة لضرورة التحرك وتحيين قائمة الممنوعات من الاستيراد قبل حلول شهر رمضان، من أجل ضمان الوفرة في الأسواق على الأقل خلال هذا الشهر وقطع الطريق أمام الاحتكار والمضاربة.

 

الوفرة في الخضر والفواكه غير مضمونة بداية الشهر الكريم

 

من جانب آخر، فإن الوضع لا يختلف كثيرا فيما يتعلق بالخضر والفواكه، فأسعار هذه الأخيرة خلال هذه الأيام بلغت حدودا قصوى، وحجة التجار في ذلك الاضطرابات الجوية، وبما أن شهر رمضان يتزامن هذه السنة مع منتصف شهر ماي فإن الوفرة لن تكون بالقدر الذي شهدناه السنة الماضية، حيث تزامنت بداية شهر رمضان وبداية جني محصول الصيف، ودائما ما يتحدث الخبراء في المجال الفلاحي أن فترة الانتقال من فصل لآخر تتميز بقلة المنتوج الفلاحي ونقض العرض في الأسواق، وهي الفترة التي ستتزامن وشهر رمضان، وهو ما قد يطرح إشكالا كبيرا، خاصة في ظل نقص غرف التبريد ونقص الأسواق الجوارية، المشكل الذي طرحه ممثلو التجار أكثر من مرة ولم تتحرك الحكومة لحله، ما قد يجعل أسعار الخضر والفواكه في غير متناول المواطن البسيط، خاصة أن القدرة الشرائية لجزائريين تهاوت بأكثر من 30 بالمائة منذ بداية 2018 ليكون شهر رمضان هذه السنة الأسوأ على الإطلاق.

 

صويلح: على وزارة التجارة تحيين قائمة الـ 900 منتج الممنوع من الاستيراد قبل رمضان

 

من جهته، وفي ذات الموضوع، أشار رئيس اتحاد التجار والحرفيين، صالح صويلح، في تصريح لـ"الرائد"، أنه على الحكومة البدء في التحضير لشهر رمضان منذ الآن، لأنه إن تم تجاهل الملف فشهر رمضان هذه السنة سيكون صعبا على الجزائريين.

وقال صويلح أن وزارة التجارة عندما وضعت قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد أكدت أن هذه القائمة ستكون محل تحيين كل فترة، معتبرا أن مناسبة شهر رمضان هي الظرف الأنسب لتحيين هذه القائمة، كون الاستهلاك في هذا الشهر يتضاعف وسيضاعف من الندرة وغلاء الأسعار الموجودين في الأسواق.

من جانب آخر، توقع صويلح نوع من الاستقرار في الأسعار إن تم ضبط كل الإجراءات وتفعيل كل أجهزة الرقابة، مشيرا أن فصل الشتاء شهد تساقطا كثيفا للأمطار، وهو ما سيجعل المحصول الفلاحي وفير. 

هذا وأضاف صويلح أن الاتحاد أجرى، مؤخرا، لقاء مع وزير الفلاحة وتم طرح تنظيم نشاط استيراد وتجارة اللحوم والمساهمة في إيجاد آليات تخفيض أسعار اللحوم الطازجة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، مشيرا أن الوزير وعد بإجراءات من أجل المساهمة في استقرار الأسعار خلال هذا الشهر.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن