الوطن

الأميار يتخلون عن مهمة نظافة المحيط لصالح الجمعيات وشباب الفايسبوك!

رغم أن الملف كان أهم الوعود في الانتخابات المحلية السابقة

من الواضح أن السلطات المحلية في عدد من الولايات تخلت عن مهمة نظافة المحيط لصالح الجمعيات النشطة في مجال البيئة، حيث باتت هذه الأخيرة وحدها من تبادر من أجل تنظيف الأحياء والشوارع، في حين يبقى الأميار بعيدين عن الصورة رغم أن ملف النظافة كان أهم الوعود في الانتخابات المحلية السابقة.

وتواصل الجمعيات النشطة في مجال حماية البيئة وجمعيات الأحياء وكذا النشطاء عبر الفايسبوك من حين لآخر في تنظيم حملات لتنظيف الأحياء الجزائرية، بعدما غرقت هذه الأخيرة في الأوساخ، خاصة المدن الكبرى كالعاصمة ووهران وحتى الولايات الداخلية التي تشهد بدورها مشاهد مقززة للنفايات العشوائية ومفرغات عمومية أمام الأحياء السكنية، ودائما ما يشهد موقع فايسبوك حملات غير مسبوقة للتنظيف، طالت مؤخرا العديد من الأحياء، لتبين هذه الحملات حجم التقصير الذي يتورط فيه المسؤولون المحليون الذين من المفروض أنهم مسؤولون عن ملف نظافة المحيط، فعوض أن يقدم هؤلاء المسؤولون يد الدعم لهذه الجمعيات من أجل العمل على رفع الوعي لدى المواطنين بأهمية نظافة المحيط وتوفير الإمكانيات لهذه الجمعيات اللازمة لإنجاح حملاتها، يتجاهل الأميار الوضع بتاتا، حيث يبدو أن هذه السلطات المحلية تخلت عن دور تنظيف المحيط سوى تركيزها على العمل الروتيني الذي يقوم على جمع القمامات المنزلية وفقط.

ودائما ما توجه هذه الجمعيات دعوات لرؤساء البلديات والمسؤولين المحليين لتسخير الإمكانات اللازمة لإنجاح عمليات التنظيف، وكذا أئمة المساجد للمساهمة في إيصال الحملة إلى جميع المواطنين من خلال دعوة الناس في المساجد إلى المساهمة في تنظيف المحيط. ورغم أن هذه الحملات والقائمين عليها لا يملكون الوسائل اللازمة والإمكانيات الخاصة كتلك التي تملكها البلديات، إلا أنهم تمكنوا من منافسة هذه السلطات في مسؤوليتها واستطاعوا أن يساهموا في تنظيف العديد من الأحياء بعدما تحولت إلى أشبه بمفرغات عمومية، فالآلاف من الشباب الناشط عبر شبكة التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" تمكنوا من تنظيم أنفسهم واستغلال الجمعيات لإطلاق حملات تنظيف على المستوى الوطني، بالموازاة مع تدهور المحيط الذي حول العديد من مدننا إلى ديكور تشمئز منه الأنفس وتفر منه العين، بسبب غياب الحس الحضري لدى المواطن وانعدام روح العمل الجدي لدى المسؤولين.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن