الوطن

جزائريون يتخلّون عن "عدل" و"أل. بي. بي" ويستثمرون في إسبانيا، تركيا وتونس!

بهدف تأمين أموالهم بعدما وصل الانهيار في قيمة العملة الوطنية إلى الحدود الدنيا

عويدات: الطلب على شراء العقارات في الخارج في تزايد خوفا من تآكل المدخرات 

 

تعرف السنوات الأخيرة تهافتا كبيرا للجزائريين على الأسواق الخارجية لاقتناء العقارات من شقق وفيلات، ولا تزال إسبانيا تحتل المرتبة الأولى في طلبات الجزائريين الراغبين في امتلاك عقارات في أوروبا، في حين تزايد الطلب مؤخرا على تركيا وتونس نظرا للأسعار المناسبة، فالعديد من الجزائريين تخلوا عن مشاريع السكن في الجزائر بهدف اقتناء عقارات في الخارج.

ويؤكد أصحاب الوكالات العقارية أن تزايد الطلب على العقارات في الخارج راجع لتخوف الجزائريين من تآكل مدخراتهم، ما جعلهم يتهافتون على شراء العقارات في البلدان الأوروبية التي تقدم تسهيلات وأسعارا مناسبة للشقق والفيلات، بهدف تأمين أموالهم خاصة في السنتين الأخيرتين، بعدما وصل الانهيار في قيمة العملة الوطنية لحدود دنيا، فأزمة الدينار وتراجع قيمته خلال السنتين الأخيرتين إضافة إلى حالة الجمود التي تشهدها سوق العقار في الجزائر منذ سنة 2009 وتطور الوضع خلال السنة الأخيرة، دفع بأصحاب الأموال إلى البحث عن تحويل أموالهم إلى عقارات في عدد من البلدان نتيجة للأسعار المثيرة المقترحة هناك.

 

عويدات: الطلب على شراء العقارات في الخارج في تزايد خوفا من تآكل المدخرات

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس نقابة الوكالات العقارية، عبد الحكيم عويدات، لـ"الرائد"، أمس، أن الطلب على شراء العقارات في الخارج في تزايد مستمر خاصة في ظل الغلاء والركود الذي يعرفه سوق العقار محليا، بالإضافة إلى فشل بعض برامج السكن والتماطل الذي جعل المواطنين يتخلون عن ملفاتهم، مشيرا أن العديد من الجزائريين باتوا يفضلون اقتناء شقق في وتركيا وحتى تونس، بعدما كانت إسبانيا وإيطاليا هي الوجهة المفضلة لديهم.

وأشار عويدات أن اقتناء فيلا فاخرة في إسبانيا يكلف أقل من اقتناء شقة من ثلاث غرف في الجزائر العاصمة، مشيرا أن الأزمة الحالية وانهيار أسعار العملة الوطنية وتخوف الجزائريين من الأوضاع القائمة زاد من الإقبال على شراء العقارات، مقابل التسهيلات التي تقدمها عدد من الدول وفي مقدمتها إسبانيا وتركيا وتونس وحتى دبي لطالبي العقار، وهو ما شجع الجزائريين على الإقبال على السوق العقارية في هذه البلدان.

 

يوم واحد لتسوية عقود شراء الشقق في إسبانيا

 

وأوضح عويدات أنه في إسبانيا على سبيل المثال فإن بعض سماسرة العقار الإسبان، يقومون بتسوية كل ملفات البيع والشراء في يوم واحد، مع توجيه دعوات إلى الزبون بالجزائر لأجل تسهيل دخوله إلى الأراضي الإسبانية، غير أن محدثنا حذر من شركات ووكالات وهمية يقودها محترفون في الاحتيال يأخذون الأموال من الجزائريين الراغبين في الشراء دون رجعة. وقال محدثنا أن شراء أي عقار على الأراضي الإسبانية لا يعني بالضرورة الحصول على تأشيرة الدخول إلى إسبانيا أو "شنغن" للذين لا يملكون التأشيرة، مؤكدا أن عقد الملكية لا يمنح بطاقة إقامة أو الجنسية، عكس ما يروج له.

 

تسهيلات تجعل من تركيا قبلة الجزائريين لشراء العقار

 

من جانب آخر، قال عويدات أن الإقبال على شراء عقارات في تركيا تضاعف في السنتين الأخيرتين، معتبرا أنه إضافة إلى الأسعار المناسبة والتي تعد أقل بكثير من أسعار العقارات في المدن الجزائرية، فإن من بين الأمور التي تجعل تركيا قبلة مفضلة للجزائريين هي القوانين المعمول بها والتي تسمح للأجانب بامتلاك العقارات، على ألا يتجاوز مجموع مساحتها الـ 2.5 هكتار، بالإضافة إلى التسهيلات في الدفع، حيث يأتي نظام الدفع ليسهل هو الآخر مسألة الشراء، ويكفي للزبون دفع 30 بالمائة من ثمن الشقة الإجمالي للحصول على عقد الملكية والسكن فيها، على أن يتم باقي الثمن على دفعات قد تصل مدتها إلى 120 شهرا.

 

جزائريون يقبلون على شراء العقار في تونس لاستثماره في السياحة

 

هذا وأكد عويدات أن هناك طلبات متزايدة، في الفترة الأخيرة، على شراء العقارات في تونس خاصة بعد تعديل في قوانين ملكية العقار في تونس، إذ أصبح يحق للجزائري تسجيل أي مسكن يملكه هناك باسمه الخاص، عكس ما كان يطبق سابقا، عندما كان يتعين على أي أجنبي مهتم بشراء سكن في تونس أن يلتزم بتسجيله باسم شخص تونسي عن طريق الوكالة، وهي تسهيلات زادت من اهتمام الجزائريين الأثرياء وحتى متوسطي الدخل بالاستثمار هناك. 

وقال عويدات أن أغلب المهتمين بشراء العقارات في تونس يبحثون عن فرص جيدة لتحقيق الربح عن طريق إعادة تأجير السكنات للسياح الجزائريين الذين يتهافتون بكثرة على تونس خلال فصل الصيف، وهو ما رفع حجم الإقبال على شراء العقار بهذه الدولة إلى ما يتعدى 50 بالمائة في السنوات الأخيرة، عبر مختلف الوكالات العقارية على المستوى الوطني، خصوصا في مدن كالعاصمة، قسنطينة، العلمة وسطيف.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن