الوطن

مصلون يبحثون عن الخطب القصيرة!

بعدما بات الأئمة يكررون كل أسبوع نفس المواضيع بنفس النهج في الطرح

أجمع العديد من الجزائريين ممن يداومون على الصلاة في المساجد أن خطب الأئمة وخاصة خطبة الجمعة باتت تتسم بالنمطية، حيث يكرر الخطباء كل أسبوع نفس المواضيع ونفس النهج في الطرح، في وقت تعرف الحياة اليومية للمصلي العديد من التجاذبات، وهو ما جعل الجزائريين يحولون صلاة الجمعة لإثبات الحضور فقط، بل أن هناك منهم من يتحاشون حضور الخطبتين وآخرين يبحثون عن الخطب القصيرة.

وقد أكد معظم من استطلعنا آراءهم حول خطب الجمعة ومدى مطابقتها للواقع الذي يعشيه المصلي خاصة هذه الأيام، أن هذه الخطب عادة ما تتخذ قالبا واحدا وهو الترهيب والترغيب في مواضع دينية كان من الممكن إسقاطها على الحياة اليومية، وهو ما جعل بعض الجزائريين يعرضون عن الخطب يوم الجمعة ويكتفون بصلاة الجمعة جماعة، معربين عن أسفهم لنوعية الخطابات التي يلقيها بعض الأئمة والتي وصفوها بالتقليدية والنمطية التي تخلو غالبا من أسلوب الإقناع، مشيرين أن أغلب المساجد تفتقد للخطاب الديني المقنع، وكل ما أصبح يسمعه المصلي من خطب خصوصا في صلاة الجمعة تتناول ظواهر اجتماعية عادية يعرفها كل الناس بطريقة سطحية خالية في معظم الأحيان من الأدلة المستوحاة من القرآن والسنة، وكأن شخصا عاديا يتكلم وليس إماما من واجبه تنوير المصلين بأمور دينهم ودنياهم. من جانب آخر يتجه آخرون إلى البحث عن مساجد يُنهي فيها الإمام خطبته في مدة قياسية، في حين يبحث آخرون عن الأئمة الأكفاء، حيث لا يجد هؤلاء عائقا في التنقل من حي لآخر بحثا عن إمام كفء يمكنه إقناع المصلي بما يقدمه في خطبة الجمعة، ويمكنه أن يمرر رسالة دينية دنيوية ويعالج قضايا الساعة، خاصة وأن الظروف الاجتماعية هذه الأيام في تدهور وأغلب القضايا المطروحة تمس المواطن بصفة مباشرة، وهو ما يستدعي تحركا من الأئمة من أجل التطرق لهذه القضايا والحديث عنها بمنظور ديني.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن