الوطن

أئمة: لا أحد يفرض علينا مواضيع الخطب

أكدوا أن تحرير خطبة الجمعة مسؤولية الإمام غير أن التكوين مسؤولية الوزارة

عية: بعض الأئمة يتحاشون الخوض في القضايا المثيرة للجدل

حجيمي: مستوى الإمام هو الذي يحدد جودة الخطاب الديني 

 

أرجع أئمة وممثلو أئمة، أمس، عدم موافقة خطب الجمعة للواقع الذي يعشه المصلي وعدم مواكبة هذه الخطب لما نشهده من أحداث يومية لتكوين الإمام في حذ ذاته وقدرته على الخطابة، معتبرين أن بعض الأئمة غير متمكنين، لذلك يلجأون للخطب النمطية، في حين أن هناك من الأئمة من يملكون مستوى عاليا يمكنهم من الخوض في المسائل اليومية والقضايا الهام ونفى الأئمة ما يردده بعض المصليين من أن الوزارة هي التي تحدد مواضيع خطب الجمعة، مؤكدين أن الإمام هو من يحضر الخطبة وله كافة الصلاحية في ذلك.

 

عية: بعض الأئمة يتحاشون الخوض في القضايا المثيرة للجدل

 

وفي هذا الصد أكد، أمس، إمام مسجد الكبير علي عية، لـ"الرائد"، أن خطبة الجمعة يفترض أن تعالج مشاكل الأسبوع سواء كانت وطنية أو حتى دولية، معتبرا أنه على الخطيب أن يتناول المواضيع التي تهم والنصوص الشرعية التي تتوافق معها، مشيرا أن بعض الأئمة يحضرون خطب الجمعة قبل الصلاة بخمس دقائق، ما يجعلها ركيكة الأسلوب نمطية الطرح ودون روح، وهو ما يدخل الملل في قلب المصلي ويخرج من صلاة الجمعة دون أن يستفيد شيئا، لا لدينه ولدنيته. 

وأضاف عية أنه رغم أنه لا توجد توجيهات من طرف الوزارة الوصية حول مواضيع خطب الجمعة، إلا أن ذلك لا يخلي مسؤوليتها ليس في موضوع الخطبة وإنما في مستوى الإمام، حيث لا بد أن يكون الأئمة الخطباء متمكنين في الأسلوب وفي الإقناع وفي طرح المواضيع التي تتماشى والواقع، حتى يؤدي المسجد دوره في التنمية البشرية وفي مختلف الأحداث التي تدور بالمصلي. من جانب آخر، قال عية أن بعض الأئمة يتحاشون الخوض في القضايا التي تثير الجدل على غرار قضية الإضرابات، معطيا مثالا على ذلك أن من المصلين من هم عمال مضربون ومن هم متضررون من هذه الإضرابات، وهو ما يجعل مهمة الإمام صعبة في التوفيق بين الرأيين، رأي مع الإضراب ورأي ضد الإضراب، لذلك فإن الإمام يتحاشى الحديث عن القضية ككل، غير أن عية أشار أن ذلك خطأ لأن الإمام عليه الحديث في مختلف المواضيع بكل حرية والكلمة هي كلمة الدين.

 

حجيمي: مستوى الإمام هو الذي يحدد جودة الخطاب الديني

 

من جهته، أكد رئيس نقابة الأئمة، جلول حجيمي، أن الإمام وحده المسؤول عن خطبة الجمعة، نافيا ما يتداول من أن الوزارة الوصية هي من تحدد المواضيع للأئمة بالنسبة للخطبة، حيث قال حجيمي أن الوزارة تقترح في بعض المناسبات سواء دينية أو وطنية مواضيع يمكن للإمام أن يستعين بها، مشيرا أن مستوى الإمام هو من يحدد طريقة التعاطي مع المواضيع، حيث قال حجيمي أن هناك أئمة لديهم مستوى عال ويمكنهم أن يعالجوا مختلف القضايا الدينية والدنيوية ويحرروا خطبهم بطريقة تتماشى مع المواقع ويقولبوا الأحداث اليومية في طابع ديني، مستندين بالأحاديث والآيات، مستدلا بأئمة العديد من المساجد الذين تمكنوا من التأثير في المصلين الذين يؤمونهم ويعالجوا القضايا والنزاعات، في حين أن هناك أئمة ليس لديهم المستوى المطلوب ليتمكنوا من معالجة قضايا الساعة، فتجدهم لا زالوا يتطرقون لمواضيع الوضوء والصلاة والصوم، لأن تكوينهم مكنهم من هذه المواضيع.

وقال حجيمي أن الإمام عليه أن يتابع أحوال الناس المحيطين به والذين يؤمون المسجد الذي يلقي فيه الخطب، ومن خلال تلك المتابعة يحرر خطبه ودروسه حتى لا يكون المسجد مكانا للعبادة فقط وإنما مكان يجد فيه المؤمن ضالته ويجب الأجوبة لكل أموره الدينية والدنيوية.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن