الوطن
مؤسسة "كوريناف" للسفن تتوزه للتصدير نحو الخارج
بعد تلبية حاجات زبائنها في السوق الوطنية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 فيفري 2018
انتقل قطاع بناء وتصليح السفن بميناء زموري البحري شرق بومرداس الذي عرف في السنوات الأخيرة انتعاشا وحركية ملحوظة من تلبية الطلبات الموجهة إلى هذه الخدمات محليا ووطنيا إلى مجال التصدير إلى الخارج من خلال اتفاقية وقعت مؤخرا مع موريتانيا.
قال قادري الشريف مدير الصيد البحري وتربية المائيات إن مؤسسة "كوريناف" الخاصة لبناء وتصليح وصيانة السفن بزموري البحري تلقت مؤخرا طلبية لإنجاز وتصدير وتدعيم أسطول الصيد البحري لموريتانيا بـ 30 سفينة صيد من نوع "جياب" بطول 18 متر و50 سنتيمترا المصنوعة من مادة البوليستيران (الألياف الزجاجية)، ويرتقب أن تتبع هذه العملية بإبرام اتفاقيات تصدير أخرى للقطاع الخاص من نفس البلد من مختلف أنواع وأحجام سفن الصيد التي تنتجها مؤسسة كوريناف التي تعد الوحيدة عبر الوطن التي تنتج مثل هذه السفن بالمادة المذكورة.
وأكد شاوش علي صاحب مؤسسة "كوريناف " لبناء وتصليح وصيانة السفن الوحيدة التي تنشط بميناء زموري البحري الذي يعد أحد أقدم الموانئ عبر الوطن أن مؤسسته تتلقى سنويا طلبات من كل ولايات الوطن لإنجاز وبناء ما بين 30 و40 سفينة من كل الأنواع والأحجام بعدما كان المعدل في السنوات الأخيرة يتراوح بين 5 و6 سفن، وتقوم المؤسسة -استنادا إلى مالكها -بإصلاح وصيانة سنويا ما بين 80 سفينة وأحيانا أخرى يصل العدد إلى 100 سفينة من مختلف الأحجام والأنواع.
وأرجع مؤسس "كوريناف" انتعاش الطلبات على خدمات السفن مجددا إلى عوامل تتعلق بعودة اهتمام الشباب بالاستثمار في المجال من خلال دعم وكالة تشغيل الشباب خاصة بعد الرفع من نسبة الدعم إضافة إلى نوعية الخدمات المقدمة والأسعار المطبقة التي هي في المتناول، وتتمثل أهم الاستثمارات التي قامت بها المؤسسة لتحسين الخدمات المقدمة في اقتناء وتنصيب بميناء زموري البحري الذي استفاد مؤخرا من عملية إزاحة نحو 17000 متر مكعب من الأوحال وتحسين عمق مدخله ليصل إلى 7 أمتار "جسر عائم" لرسو السفن قبل رفعها لتصليحها وصيانتها بواسطة إحدى أكبر الرافعات وطنيا (بقدرة 150 طنا)، وبإمكان هذه الآلة الأخيرة ( الرافعة) التي دخلت حيز الاستغلال سنة 2010 - تلبية طلبات صيادي ولايات الوسط وشرق وغرب البلاد من حيث رفع السفن من كل الأحجام والأوزان بغرض تصليحها وصيانتها بصفة منتظمة وفي أقرب الآجال.
وأوضح قادري أن من المزايا الأساسية لهذه الرافعة التي تم اقتناؤها بدعم من الدولة بزهاء 60 بالمائة من قيمتها الإجمالية هو الحد من معاناة الصيادين وأصحاب السفن والتقليل من طول انتظارهم والتكاليف المضاعفة للنقل والصيانة التي كانوا في السابق يتكبدونها جراء انتقالهم إلى ميناء بني هارون بولاية تيبازة أو ميناء بني صاف بولاية عين تيموشنت من أجل صيانة وإصلاح سفنهم، وقامت المؤسسة في السنوات الأخيرة بفتح فرع لها بجانب الورشة الرئيسية بميناء زموري البحري لبيع محركات السفن وقطع الغيار.
وتعتبر هذه المؤسسة التي أنشئت سنة 2002 وتحتل موقعا هاما بداخل الميناء ذات طابع عائلي حيث يسهر علي تسييرها إضافة إلى مالا يقل عن 40 شابا متخرجا من معاهد التكوين المهني كدائمين، شاوش شخصيا وأربعة من أولاده وأحد إخوته، وبمرور الزمن أصبحت المؤسسة تتحكم في عمليات بناء وتصليح السفن المصنوعة من مادة الخشب (بين 12 و25 مترا) ومن مادة "البوليستر" التي يتراوح طولها بين 4.8 م و 50ر18 م، ويطمح شاوش الذي بدأ يمارس هذه الحرفة سنة 1980 في المستقبل القريب توسيع نشاطاته في المجال حيث طلب الاستفادة من عقار تناهز مساحته 5000 م2 بجانب ورشته الرئيسية الحالية وبعث استثمار آخر بمنطقة النشاطات المتخصصة في الصيد البحري وتربية المائيات التي استحدثت بالقرب من ميناء زموري يتمثل في ورشة لبناء السفن الموجهة للترفيه والتسلية والسياحة.
فريد. م