الوطن

التكتل النقابي يستعرض عضلاته ويشل غالبية القطاعات

رغم حملة الاعتقالات في صفوف المحتجين والتضييق على حراكهم

مدارس شلت بنسبة 75 بالمائة والخدمات الصحية غائية عن المستشفيات 

 

عرف، أمس، الإضراب الوطني لنقابات الوظيفة العمومية استجابة قوية، بعد شل قطاعات كل من التربية، الصحة، البريد والمواصلات وقطاع التكوين المهني، رافقها خروج إلى الشارع في احتجاجات صدها الأمن بقوة بجملة من الاعتقالات خاصة بالعاصمة التي شهدت إنزالا أمنيا غير مسبوق طبقا لتعليمات عليا لمنع التجمهر خوفا من انزلاقات.

وتمكن التكتل النقابي من زعزعة عدة قطاعات حساسة، حيث وصلت نسبة المشاركة 71 بالمائة وطنيا لدى نقابة عمال التربية والتكوين "الستاف"، فيما حققت الاستجابة لدى نقابة مجلس الثانويات "الكلا" 100 بالمائة على المستوى الوطني، أما النقابة الوطنية المستقلة لعمال البريد فقد سجلت نسبة الاستجابة 23 بالمائة على المستوى الوطني، فيما حقق قطاع التكوين المهني نسبة 55 بالمائة.

وفيما يتعلق بنسبة استجابة مستخدمي الصحة العمومية للإضراب، فأكد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، مرابط الياس، وصولها إلى 75 بالمائة وطنيا، فيما بلغت نسبة الاستجابة على مستوى الولايات 69 بالمائة في تيزي وزو، و80 بالمائة في البليدة، و70 بالمائة في غليزان وتلمسان، و60 في مستغانم و70 بالمائة في قسنطينة، و76 بالمائة في العاصمة..

وأشار مرابط إلى سلسلة الاعتقالات التي مست الأطباء من الإطارات النقابية المركزية، منذ ساعات، منعا لالتحاقهم بالتجمع الذي كان مقررا أمام ولاية الجزائر العاصمة، فيما لا يعلم لحد الساعة حسب ذات المصدر وجهة المعتقلين.

وندد مرابط بحالة التضييق التي شنها الأمن ضد النقابيين والمناضلين، مؤكدا غلق كل الطرقات والمساحات أمام المناضلين، ومنع ممثلي النقابات من الالتحاق بمقر التكتل منذ الصباح، حيث تم تطويق المكان بالعشرات من رجال الشرطة.

 

1500محتج يخرج إلى الشارع ببجاية

 

وقال رئيس مجلس ثانويات الجزائر "الكلا"، إيدير عاشور، أن نفس الاعتقالات مست الأساتذة خوفا من الخروج إلى الشارع والتجمهر خاصة بالعاصمة، مشيرا إلى حالة الاستنفار الأمني غير المسبوق منذ سنوات عبر كل شوارع وممرات ومداخل ومخارج العاصمة، خاصة على مستوى محطات ومواقف الميترو والقطار، منعا لأي تجمع من شأنه إرباك الوضع الأمني الذي تحرص الحكومة على ضبطه في العاصمة.

وأضاف أنه بمقر الولاية ببجاية عرف مشاركة أكثر من 1500 محتج ممثلين لمختلف قطاعات الوظيف العمومي، وأن الموظفين نجحوا في إسماع صوتهم للسلطات عبر الولايات، على أمل تدخل هذه الأخيرة لتصحيح الوضع. واستنكر التكتل على لسان المتحدث منع المحتجين من الاعتصام بالعاصمة على غرار باقي الولايات.

وبناء على خلية الأزمة التي شكلتها نقابات التكتل، فإن الاستجابة لإضراب التكتل لبعض الولايات عرفت نسبا متفاوتة، حيث بلغت بولاية الوادي 21.69 بالمائة، أما بولاية بشار فقد وصلت نسبة استجابة العمال لإضراب التكتل 65 بالمائة، فيما سجلت نسبة الاستجابة للإضراب بولاية سيدي بلعباس في الطور الابتدائي 70 بالمائة، المتوسط 80 بالمائة، الثانوي 40 بالمائة، كما سجلت نسبة الاستجابة لإضراب التكتل على مستوى العاصمة أكثر من 85 بالمائة، وبلغت نسبة الاستجابة لإضراب التكتل أزيد من 80 بالمائة في مختلف القطاعات.

وطالب المحتجون الذين خرجوا إلى الشارع لإيصال مطالبهم إلى الحكومة، بتكييف الأجور تبعا للأسعار في السوق الجزائرية والرجوع إلى التقاعد النسبي وعدم المساس بقانون العمل، بالإضافة إلى حق العمال في الإضراب والاحتجاج، أي الحفاظ على الحرية النقابية.

ومن المقرر أن تجتمع النقابات المستقلة يوم 17 من شهر فيفري الجاري، لتحديد برنامج التصعيد وتاريخ الوقفات الاحتجاجية التصعيدية.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن