الوطن

التوتر والاحتقان تضاعف والاحتجاجات قد تستغل للفتنة!

الأستاذ في علم الاجتماع، الهادي سعدي، يحذر ويدعو الحكومة للتدخل

اعتبر، أمس، الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الجزائر، الهادي سعدي، أن ما تشهده الجبهة الاجتماعية من توتر واحتقان هو نتيجة تراكمات الأزمة الاقتصادية منذ أربع سنوات، مشيرا أن الضغوطات زادت على الفرد الجزائري بشكل لا يمكن احتماله، وهو ما ترجم في شكل احتجاجات وتوتر يجب التعامل معها بحذر، لأن أي استغلال لهذه الاحتجاجات قد تكون له آثار خطيرة على السلم الاجتماعي.

وأضاف الهادي سعدي، في تصريح لـ"الرائد"، أن الوضع الحالي كان متوقعا بالنظر للضغوط التي تعرض لها الجزائريون منذ نهاية 2014، ويتعلق الأمر بضغوط اقتصادية واجتماعية، ما جعل الوضع يتعفن بداية 2018، مشيرا أن الاحتجاجات التي يعرفها عدد من القطاعات والتوجه العام للوضع الاجتماعي والذي ينبئ بتوتر كبير، ما هو إلا ترجمة لهذه الضغوطات التي بدأت تتضاعف شيئا فشيئا. 

واعتبر سعدي أن خطورة الوضع تكمن أيضا في كيفية التعامل مع هذه الاحتجاجات، معتبرا أن بعض التصريحات للمسؤولين من جهة وغلق أبواب الحوار من طرف مسؤولين آخرين يؤجج الوضع أكثر، خاصة أن هامش المناورة هذه المرة والإمكانيات التي في يد الحكومة من أجل إرضاء هذه النقابات قليلة، ما سيجعل التوتر قائما. 

وقال سعدي أن بقاء الأزمة الاقتصادية قائمة أزمت من الوضع الاجتماعي ومن المشاكل الاجتماعية والنفسية للجزائريين، في ظل غياب متنفس حقيقي لهم، مشيرا أنه على الحكومة التحرك من أجل تهدئة الأوضاع والتعامل مع هذه الاحتجاجات بحكمة حتى لا تتوسع أكثر، لأن الجزائر مقبلة على انتخابات رئاسية حساسة وأي استغلال لهذا التوتر وهذه الاحتجاجات من طرف بعض الأطراف لن يكون في صالح السلم الاجتماعي، الذي كان ولا يزال أهم مكسب لدى الجزائريين، بغض النظر عن الوضع الاقتصادي أو المشاكل الاجتماعية التي يمكن تجاوزها وحلها، حيث أكد ذات المتحدث أن أولوية الأولويات بالنسبة للجزائريين حاليا هي ضمان لقمة العيش، وهي حاجة طبيعية، مشيرا أن أكبر مطلب استعجالي حاليا هو تحسين القدرة الشرائية بشكل يضمن العيش الكريم للجزائريين، وهو ما على الحكومة التكفل به بشكل استعجالي.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن