الوطن

النقابات المستقلة تطالب بنقاش عام وإجماع وطني حول ملف الدعم

دعت الحكومة إلى معالجة تدهور القدرة الشرائية قبل أي إجراء آخر

طالبت، أمس، النقابات المستقلة الحكومة بضرورة فتح نقاش عام حول ملف الدعم، مذكرة بالوعود التي قدمتها الحكومة السابقة حول نفس الملف. 

واعتبرت النقابات أن أي إجراءات لرفع الدعم وتوجيهه يجب أن لا تكون بمعزل عن مختلف الشركاء الاجتماعيين والخبراء والمجتمع المدني، حتى يكون هناك توافق حول الملف، في وقت تشهد الجبهة الاجتماعية الكثير من التوتر بسبب الوضعية التي آل إليها المواطن الجزائري.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس نقابة التعليم الثانوي والتقني "السنابست"، مزيان مريان، لـ"الرائد"، أن فتح ملف إلغاء الدعم في هذا التوقيت يعد مبعثا للتساؤل، مشيرا أن القدرة الشرائية للعامل بصفة خاصة والمواطن الجزائري بصفة عامة انهارت إلى مستويات خطيرة في الفترة الأخيرة، ورفع الدعم سيكون له تأثير كارثي على كل الأسعار وليس فقط الأسعار المدعمة. 

وأشار مريان أن مطلب رفع الأجور لا يزال قائما وعلى الحكومة معالجة هذا المطلب قبل التفكير في رفع أي دعم، لأن الدعم الذي ستوجهه الحكومة للفئات المستحقة من خلال منح أو أجرة ثانية لن يكون كافيا أمام ارتفاع الأسعار الذي سيضاف للارتفاع الحالي، ما سيفرز غلاء يلتهم أي دعم مادي. 

وعليه، يضيف مزيان، فإن الأجدر بالحكومة معالجة تدهور القدرة الشرائية الحالي قبل التوجه نحو أي إجراءات أخرى.

من جهته، أكد رئيس نقابة ثانويات الجزائر "الكلا"، إيدير عاشور، أن معالجة ملف إلغاء الدعم لا يمكن أن يكون بمعزل عن الشركاء الاجتماعين والخبراء وكل الفاعلين، مذكرا بالأوامر التي تلقتها حكومة تبون السابقة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لفتح نقاش عام حول ملف الدعم، مشيرا أن الحكومة الحالية مطالبة بهذه الإجراءات حتى يكون هناك توافق حول الملف والخروج بإجراءات مرضية لجميع الأطراف. 

وأضاف عاشور أن النقابات متخوفة من الإجراءات التي ستعتمد لتوجيه الدعم، خاصة وأن تجارب الحكومة في هذا السياق فاشلة، كما أن أغلب النقابات تتخوف من أن يكون لإلغاء الدعم تأثير أكبر مما هو متوقع على أسعار كل السلع والخدمات، وهو ما يجب أن تأخذه الحكومة في الحسبان حتى لا تفتعل توترا أكبر في الجبهة الاجتماعية أكثر مما هو موجود حاليا، بسبب وضع العامل الذي بات كارثيا من الناحية المهنية والاجتماعية والاقتصادية.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن