الوطن
الركود "يقتل" سوق السيارات المستعملة والأسعار "خيالية"!
رغم وجود العرض والطلب
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 فيفري 2018
تعرف أسواق السيارات المستعملة ركودا حادا، فلا بيع ولا شراء هذه الأيام رغم كثرة العروض وتنوعها، فالأسعار التي فاقت كل المستويات المعروفة جعلت التعاملات في السوق تنهار، وهو الأمر المتوقع أن يستمر إلى غاية تحرير الحكومة رخص استيراد السيارات الجديدة التي جمدت طيلة 2017.
لا يتخلف واقع سوق السيارات المستعملة هذه الأيام بين الأسواق الأسبوعية وبين مواقع الأنترنت المتخصصة في بيع وشراء المركبات، فالركود ضرب كل الأسواق بسبب غلاء الأسعار. فرغم وجود عرض معتبر هذه الأيام إلا أن انعدام مخزون للسيارات الجديدة لدى الوكلاء، جعل أسعار العروض في سوق السيارات المستعملة تخالف المعقول، وهو ما أدي إلى انهيار معاملات البيع والشراء.
وفي إطلالة بسيطة لمواقع الأنترنت المتخصصة في بيع وشراء السيارات المستعملة، اطلعنا على أسعار عدد من المركبات التي كانت في وقت سابق غير مرغوبة من طرف الجزائريين على غرار سيارة "كيو كيو" و"ماروتي" و"ألتو" و"جاك" و"غريت وال" و"فاو".
فرغم أن هذه السيارات الصينية أو الإيرانية أو الهندية الصنع جودتها أقل من السيارات من علامة ألمانية أو أمريكية أو حتى فرنسية، غير أن أسعارها باتت مذهلة في الأسواق.
فأسعار سيارة "كيو كيو" على سبيل المثال بترقيم سنة 2016 باتت تتراوح بين 100 و105 مليون سنتيم، في حين تجاوزت سيارة "ماروتي" من نفس الترقيم هذا السقف، شأنها شأن سيارة "ألتو" التي وصلت بترقيم سنة 2015 إلى سعر 120 مليون سنتيم، وهي الأسعار التي أثارت حفيظة الجزائريين الذين اعتبروا أنه من غير المعقول أن يصل الوضع في سوق السيارات المستعملة لعرض سيارات طايوان بضعف ثمنها في سنة ترقيمها، معتبرين أنه من يملك حاليا 100 مليون سنتيم لا يمكنه شراء سيارة بمواصفات عادية.
من جهتهم، أكد عدد من العارفين بالسوق لـ"الرائد" أنه ما دام الوكلاء لم يتمكنوا لغاية الآن من استيراد كوطة جديدة للسيارات في ظل عدم قدرة العلامات التي تركب السيارات محليا على تغطية الطلب، فإن السوق سيبقى يعاني الركود والغلاء بسبب سيطرة السماسرة والوسطاء على المعاملات.
ويؤكد هؤلاء أنه من الطبيعي أن تعرف أسعار السيارات المستعملة هذا الارتفاع لأنه لا وجود لمخزون لسيارات جديدة من نفس العلامات عند الوكلاء، وبالتالي فإن من يعرض سيارته للبيع يضع سعرا عشوائيا دون وجود مرجع لهذا السعر.
وأعطى هؤلاء مثالا عن سيارة "أي 10" التي تركب محليا، مشيرين أن أسعار هذه السيارات توجد في المعقول مقارنة بسيارات أخرى، لأن هناك مرجعا للسعر، وهو سعر السيارة الجديدة من مصنع التركيب، وبالتالي فإن أسعار السيارات الجديدة هي دائما ما تمثل المرجع، وفي ظل غياب مخزون لهذه السيارات عند الوكلاء فالأسعار تبقى غير خاضعة لا لمنطق ولا لضوابط سوق.
دنيا. ع