الثقافي

مجموعة مغاربية تخصص طبعتها الأولى للمؤلفين الجزائريين الفرنكفونيين

بغرض إبراز المكونات المميزة للأدب الجزائري وخاصيته في الحقل الأدبي الفرنكوفوني

خصصت مجموعة جديدة حول تنوع  وثراء الأدبيات المغاربية طبعتها الأولى للكتاب الجزائريين الفرنكوفونيين المنحدرين من جميع  الأجيال و الذين  يعرضون  في مؤلفاتهم جوانب لأصالة كتابتهم بالغة الفرنسية. 

وتسعى الطبعة الأولى التي تتألف من 340 صفحة و التي صدرت عن دار "لامراتان"  و الذي ألفه كاتبان جامعيان هما نجيب رضوان ( من جامعة كاليفورنيا لونغ بيتش  الولايات المتحدة الأمريكية) وايفات بناعيون-شميدت (من جامعة يورك غلاندون تورونتو بكندا) لإبراز المكونات المميزة للأدب الجزائري  وخاصيته  في  الحقل الأدبي الفرنكوفوني عن  طريق تحليل التعبير عن الواقع الاجتماعي   والسياسي للوطن. 

فالكتاب (مجموعة) الذي يعد بحسب مؤلفيه نتيجة  تعاون دولي مع زملاء في مختلف   بلدان المغرب العربي يجمع  دراسات غير مسبوقة لباحثين يعملون في الجزائر و النمسا و فرنسا و اسبانيا و كذا الولايات المتحدة الأمريكية.

وبنظر مؤلفي المجموعة إذا ما استمر بالمغرب و تونس ربط الإنتاج الأدبي  بظواهر تحديد الهوية الجماعية بواسطة تمثيلات لنماذج تتجدد  في كنف التعاون  الوثيق بين  الحداثة والعرف ففي الجزائر اقتحمت قساوة الواقع  منذ تقلبات  الانفتاح  الديمقراطي في 1989 حقل الأدب الجزائري.

في تحليلهما يبرز الكاتبان أن هذه  الفترة "أحدثت قطيعة  مزدوجة :  قطيعة  مأساوية في تطور  الأوضاع الاجتماعية و السياسية لهذا البلد وأيضا قطيعة  خصبة لأشكال  الكتابة و التحليل و التعبير" مشيران إلى أن السنوات الجنونية  للإرهاب " قد أثرت  بشكل واسع على ميدان الأدب في هذا البلد مفرزة  كتابات  تشهد على مأساة هائلة و أدب تعبيري و شهادات و عنف و ألام يرتكز  بشكل واضح   على عودة المرجع".

في الجزء الثاني من  الكتاب و الذي يتميز  بثرائه  بالمراجع البيليوغرافية تم  من خلاله استعراض 16 كاتبا جزائريا  من خلال رواياتهم من طرف الجامعيين  الجزائريين والنمساويين والأمريكيين الذين ستنال دراساتهم بلا شك إعجاب  القاريء المطلع. 

فمن  كاتب ياسين إلى زاهية رحماني  مرورا بمحمد  ديب و أسيا جبار ورشيد   بوجدرة ورشيد ميموني قدم  كل من  هؤلاء الكتاب مساهمة في التحليل  الاجتماعي والسياسي للعصر الذي عايشوه. 

ويشير نجيب رضوان و ايفات بنعيون-شميدت أن هؤلاء الكتاب  يعيشون و يتحدثون  لغتهم الأم و يكتبون  بالفرنسية لأنها " لغة ترافقهم  في كتابة عالمهم الداخلي منذ  أمد طويل" مبرزين في هذا الصدد  أن استعمال اللغة الفرنسية  يشكل تثمينا لتراثهم الثقافي.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي