الوطن

جزائريون يتخلون عن سياراتهم وآخرون يصرفون ربع مرتباتهم على البنزين

بعد شهر من دخول الزيادات التي حملها قانون المالية حيز التنفيذ

بعد شهر من دخول الزيادات في أسعار البنزين حيز التطبيق، تأقلم بعض الجزائريين من التسعيرة الجديدة وبرمجوا تنقلاتهم وفق هذه الأخيرة، في حين بات آخرون يصرفون أكثر من 20 بالمائة من رواتبهم فقط على استهلاك البنزين، وهو ما جعلهم يحسبون ألف حساب لتنقلاتهم.

وفي استطلاع قامت به "الرائد"، أكد العديد من الجزائريين أنهم تأقلموا مع الزيادات التي حملها قانون المالية في أسعار البنزين، ويحاولون برمجة تنقلاتهم وفق الميزانية التي يحددونها شهريا من أجل تعبئة خزانات وقود سياراتهم، وعليه باتت تنقلاتهم تقتصر فقط على مقرات عملهم وزيارات أسبوعية للأقارب والعائلات، في حين أكد آخرون أن الزيادة كانت كارثية على ميزانياتهم، خاصة أولائك الذين يقطعون مسافات طويلة يوميا، وهو ما جعلهم يصرفون أكثر من 20 بالمائة من رواتبهم فقط من أجل تعبئة خزانات سياراتهم. وما يزيد من استهلاك الوقود، حسب هؤلاء، هو الاكتظاظ اليومي الذي تعرفه الطرقات، حيث يتضاعف استهلاك البنزين ببقاء السيارة تشتغل لفترات تزيد عن الساعتين أحيانا في 20 كيلومتر فقط، ما جعل الميزانية التي تصرف على الوقود بالنسبة لهؤلاء كارثية وتفوق أحيانا المليون سنتيم شهريا.

وقد أكد العديد من المواطنين لـ"الرائد" أنهم تخلوا عن سياراتهم بسبب هذه الوضعية، وباتوا يفضلون التنقل عبر القطارات والمترو والترمواي وحتى وسائل النقل الجماعية، بدل استعمال سياراتهم، مؤكدين أن ما يدفعونه في وسائل النقل لا يمكن مقارنته مع ما يصرفونه يوميا إن استعملوا سياراتهم.

من جانب آخر، أفصح مواطنون لـ"الرائد" أن تنقلاتهم اليومية باتوا يحسبون لها ألف حساب، حيث انتهي بالنسبة لهم عهد التنقل بالسيارة من أجل شراء الخبز والحليب، وأصبحوا يتنقلون مشيا على الأقدام أو باستعمال وسائل النقل في المسافات القريبة، هذا ويوجد هناك فئة ثالثة يبدو أنها لم تتأثر بالزيادات، حيث أشار بعض المواطنين أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال التخلي عن سياراتهم أو برمجة تنقلاتهم بسبب أسعار البنزين، معتبرين أن الحكومة هذا ما تحاول فعله من خلال الزيادات المتكررة في أسعار البنزين، وهو الأمر غير المعقول، مشيرين أنه من غير المنطقي التقليل من الاكتظاظ والازدحام الذي تعرفه الطرقات عبر رفع أسعار الوقود.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن