الوطن

الجزائريون يقتنون محصول "البحيرة" هروبا من لهيب أسعار الأسواق

صغار الفلاحين يعرضون منتجاتهم للبيع عبر الطرقات السريعة بأسعار منخفضة

وجد العديد من الجزائريين في صغار الفلاحين الذين يعرضون منتجاتهم عبر الطرق السريعة وبمحاذاة مستثمراتهم الفلاحية، بديلا عن أسواق الخضر والفواكه التقليدية، والتي باتت تعرف لهيبا مستمرا في الأسعار، في حين أن هؤلاء الفلاحين الذين يبيعون منتجاتهم بصفة مباشرة تعد أسعارهم أقل ارتفاعا ومنتجاهم أحسن جودة.

بات العديد من الجزائريين يفضلون التنقل لمسافات بعيدة من أجل اقتناء الخضر والفواكه من "البحيرة"، حيث يعرض العديد من صغار الفلاحين بمحاذاة أراضيهم الفلاحية خضرا وفواكه للبيع مباشرة بين الفلاح والزبون، وبأسعار عادة ما تكون موحدة لجميع المنتجات، وتكون أقل بكثير من تلك الأسعار المتداولة في الأسواق، وهو ما جعل زبائن هؤلاء الفلاحين يتضاعف في الفترة الأخيرة، وينشط هؤلاء عادة في محاذاة الطرق السريعة أو بالقرب من مستثمراتهم الفلاحية، على غرار مواقع بابا علي ومفتاح وسطاوالي، حيث لا تزال هناك بعض المستثمرات الفلاحية التي تنتج كميات محدودة من الخضر والفواكه، والتي يفضل أصحابها بيعها بصفة مباشرة للزبون بدل تسويقها في أسواق الجملة للخضر والفواكه. وفيما يخص الأسعار، فإن أسعار هذه المنتجات التي تباع مباشرة من الفلاح للمواطن تعد أقل بأكثر من 30 بالمائة عما يسوق في الأسواق التجارية، كون البيع هنا يتم مباشرة دون وسطاء دائما ما يتهمون بالتسبب في رفع الأسعار.

ويؤكد عدد من الجزائريين أنهم وجدوا في التسوق المباشر من صغار الفلاحين بديلا عن الأسواق التقليدية التي تعرف لهيبا في الأسعار. فعلى سبيل المثال يسوق عدد من صغار الفلاحين بطريق بابا علي بالعاصمة كل منتجاتهم من جزر وقرعة وبيطراف وبصل وطماطم وكذا بسباس بسعر 50 دج، في حين أن أسعار هذه المنتجات في السوق حاليا تتراوح بين 70 و140 دج، ما يعني أن الفارق في الأسعار كبير ويصب في مصلحة المستهلك وحتى الفلاح، باعتبار أن ارتفاع الأسعار الموجود حاليا ليس من عند الفلاح وإنما من الوسطاء والمضاربين وسماسرة الأسواق، مع العلم أن المنتجات التي تسوق لدى صغار الفلاحين تعد أعلى جودة من تلك المسوقة بالأسواق التقليدية، حيث يتم عرضها بطرقة نظيفة ومرتبة، ويتم عرض المنتوج الصالح فقط وليس كما يحدث في الأسواق، حيث عادة ما يقتني المستهلك خصرا وفواكه لا تصلح للاستهلاك بأسعار خيالية. ورغم أن بيع هؤلاء الفلاحين لمنتجاتهم يتم عبر طاولات تجارة موازية، إلا أن المواطنين يدعون لتعميم التجربة عبر أغلب المستثمرات الفلاحية، سواء التي لا تزال موجودة بالعاصمة أو عبر ولايات أخرى، من أجل المساهمة في استقرار الأسعار وقطع الطريق على الوسطاء والسماسرة الذين باتوا يتسببون في خسائر للفلاحين وفي استنزاف لجيوب المستهلكين.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن