الوطن

وضع "متعفن" بالمستشفيات والعيادات الخاصة تواجه ضغطا كبيرا

تأجيل للعديد من المواعيد والعمليات الجراحية والقطاع الخاص لم يتمكن من تغطية العجز

تتجه الأوضاع بالمستشفيات من السيئ إلى الأسوأ بسبب الإضرابات المتواصلة في قطاع الصحة، حيث عطلت هذه الاحتجاجات، التي بدأها الأطباء المقيمون والتحقت بها أسلاك طبية أخرى، أغلب الأقسام العلاجية، خاصة تلك المختصة بالأمراض المزمنة ومنها السرطان، بل أن هذه الإضرابات أثرت حتى على القطاع الطبي الخاص الذي يعرف ضغطا كبيرا هذه الأيام، إلى درجة أن بعض العيادات الخاصة باتت تمدد عملها ليلا لتعويض قسم الاستعجالات الطبية في المستشفيات والتي تعاني وضعا مزريا تعقد أكثر هذه الفترة.

لا يزال قطاع الصحة يعيش التوتر بسبب إضراب الأطباء المقيمين، مع احتمال توتر الأجواء أكثر في الأيام المقبلة، بعد قرار الأعوان شبه الطبيين من جهتهم الدخول في إضراب مفتوح والالتحاق بزملائهم من الأطباء المقيمين، وهو ما قد يخلق وضعية أسوأ مما هي عليه المستشفيات حاليا. وقد وصلت درجة التعفن في بعض المستشفيات، هذه الأيام، إلى وضع خطير، حيث تعرف جل الأقسام الطبية شللا كبيرا بسبب هذا الإضراب حتى تلك المختصة في علاج الأمراض الخطيرة المزمنة على غرار السرطان، في حين لا يزال مسلسل تأجيل العمليات الجراحية متواصلا ليتم الإبقاء فقط على العمليات المستعجلة، وهو ما وقفت عليه "الرائد" في عدد من مستشفيات العاصمة، على غرار مستشفى مصطفى باشا ومستشفى نفيسة حمودي "بارني سابقا"، حيث التقينا بعدد كبير من المرضى ممن عادوا أدراجهم إلى منازلهم أو إلى ولاياتهم، لأن موعد عملياتهم تأجل بسبب إضراب الأطباء، وهي نفس الوضعية التي واجهت المرضى ممن لديهم متابعات دورية بالمستشفيات، حيث تأجلت أغلب هذه المتابعات إلى مواعيد لاحقة، رغم وجود حد أدنى من الخدمات، غير أن ذلك الحد لم يتمكن من ضمان خدمات صحية لـ10 بالمائة من المرضى الوافدين للمستشفيات.

من جهة أخرى، فإن الأخطر يعرفه قسم الاستعجالات الطبية الذي يوجد في فوضى كبيرة في أغلب المستشفيات، حيث بات هذا القسم يعرف شللا كبيرا ونقصا فادحا في التكفل بالمرضى بسبب الإضراب، إلى درجة أن هذه المصلحة باتت تستقبل فقط المرضى في حالة حرجة، في حين يتم رفض استقبال المرضى الآخرين الذين تكون وضعيتهم أقل خطورة، ما يضطر هؤلاء إلى التوجه نحو القطاع الخاص.

 

إنزال بالعيادات الخاصة وتمديد مواقيت عملها لمواجهة الضغط

 

هذا وقد أثر الإضراب الذي تشهده المستشفيات وما خلفه من فوضى وسوء تكفل بالمرضى حتى على القطاع الخاص، الذي يشهد هذه الأيام ضغطا متواصلا، حيث تعرف عيادات الأطباء الخواص إنزالا كبيرا للمرضى الذين لم يجدوا من يصف لهم دواءهم أو يتابع حالتهم الصحية بالمستشفيات، خاصة المصابين بالأمراض المزمنة. وقد خلق إضراب الأطباء ضغطا كبيرا على العيادات الخاصة التي لم تتمكن هي الأخرى من التكفل بجميع الحالات، وباتت تؤجل بعض المواعيد غير المستعجلة، في حين لجأت بعض العيادات إلى تمديد ساعات عملها ليلا ومضاعفة عملها، فقط من أجل التكفل بأكبر قدر من المرضى، لاسيما الذين لديهم متابعة دورية وكذا أصحاب الأمراض المزمنة والحالات الاستعجالية، غير أن هذه العيادات تبقى غير كافية للتكفل بالمرضى بسبب العدد الكبير وعدم وجود إمكانيات كافية لدى بعض العيادات الخاصة، والتي تضطر دائما، بعد الكشف، إلى توجيه المريض نحو المستشفى، ليبقى هذا الأخير في رحلة ذهاب وإياب.

وبسبب هذا الشلل استنكر المرضى وعائلاتهم إضراب الأطباء وتعطيل مصالحهم، معتبرين أن المريض وحده من يدفع الثمن، ودعت العائلات الأطباء والسلطات معاً إلى إيجاد حلّ سريع، وعدم رهن المرضى مقابل الصراع القائم بين الطرفين، في حين اتهم الأطباء الوصاية بتأليب الرأي العام ضدهم، مؤكدين أن الإضراب حقيقة تسبب في تأجيل المواعيد وفي ضغط، غير أن المضربين أبقوا على الحد الأدنى للتكفل بالحالات المستعجلة، مقدرين انشغال المرضى، إلا أن الاستجابة لمطالبهم، يضيف هؤلاء، ستحسن التكفل بهم، فالوضع بالمستشفيات لم يعد يطاق بالنظر إلى نقص الإمكانيات والضغط عليهم.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن