الوطن

"إشاعات" تعقد من وضع الدينار وبنك الجزائر مطلوب للتدخل !

الحديث عن تغيير الأوراق النقدية واستبدال بعضها دفع أصحاب الشكارة نحو "الأورو"

رزيق: الأخبار التي لم يتم تأكيدها أو نفيها من المسؤولين قد تكون مقصودة

 

كثر الحديث، هذه الأيام، عن تغييرات ستطال العملة الوطنية، حيث تحدثت مصادر غير بنك الجزائر الذي يعد وحده المخول لإعلان مثل هذه الإجراءات، في وقت سابق، عن سحب للأوراق النقدية التي تحمل رموز حيوانات، ليتم بعدها الترويج لقرار تحويل ورقة 500 دج إلى قطعة نقدية، وهو ما اعتبره بعض الخبراء مجرد إشاعات مقصودة فقط لاسترجاع جزء من الأموال المتداولة خارج البنوك، مشيرين أن هذه الإشاعات قد تضر بالعملة الوطنية أكثر وقد تدفع العديد من أصحاب الشكارة إلى تحويل أموالهم إلى العملة صعبة أو إلى ممتلكات منقولة، وهو ما يزيد من حدة الأزمة المالية أكثر.

وقد نقلت العديد من وسائل الإعلام، منذ فترة، خبر توجه بنك الجزائر نحو سحب الأوراق النقدية المتداولة حاليا، وتغيير في شكل الورقة النقدية والورق المصنعة منه، وهو الخبر الذي لم ينفه بنك الجزائر كمصدر رسمي يبقى وحده المخول لإعلان مثل هذه الإجراءات، كما لم يؤكده، لتخرج مصادر أخرى، في الفترة القليلة الماضية، وتتحدث عن استبدال ورقة 500 دينار جزائري بعملة نقدية، وهو ما أثار جدلا بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ البعض يتداول شكل هذه العملة النقدية الجديدة. ولم يقتصر جديد الفئة النقدية التي روجت على المواقع الافتراضية على تساؤلات المتفاعلين مع هذه الصفحات، وإنما امتدت حتى إلى مستوى البنوك حيث كثرت استفسارات الزبائن حول تعامل البنوك بهذه القطعة أم لا.

وبدأ الخبراء يحللون ظروف ودوافع التوجه نحو هكذا إجراء دون أن يتحرك البنك المركزي، مرة أخرى، ليؤكد أو ينفي الخبر، وهو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام إن كانت هذه الأخبار المتداولة هي حقيقية أم أنها مجرد إشاعات تحمل دوافع من ورائها.

 

رزيق: الأخبار التي لم يتم تأكيدها أو نفيها من بنك الجزائر قد تكون مقصودة

 

وفي هذا الصدد، أكد الخبير الاقتصادي، كمال رزيق، أمس، أنه ما دام بنك الجزائر الذي يعد الهيئة الرسمية المخولة للحديث عن هكذا إجراءات لم يبد أي تحرك رسمي لإعلان أي تغييرات ستكون في العملة الوطنية، فإن كل ما أثير من أخبار تم تداولها عبر وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي هي مجرد إشاعات، قد يكون الهدف منها هو استرجاع جزء من الأموال المتداولة في السوق الموازية بإثارة الريبة في سوق العملة الوطنية، بحيث أن مثل هذه الأخبار قد تحدث تخوفا عند أصحاب الشكارة من أي إجراءات مفاجئة ليضطروا لإيداع أموالهم لدى البنوك، ضمانا وحفاظا عليها.

غير أن رزيق أشار أن مثل هذه الإشاعات قد تحمل آثارا عكسية، كأن يقرر العديد من أصحاب الشكارة ورجال المال والأعمال تحويل أموالهم إلى عملة صعبة وممتلكات منقولة وغير منقولة، بسبب الشك والريبة وعدم الثبات الذي يعرفه الدينار الجزائري، وكذا بسبب هذه الإشاعات والإجراءات التي يعلن عنها من حين لآخر. وهنا دعا رزيق محافظ بنك الجزائر، محمد لوكال، إلى ضرورة إبداء رأيه من هذه الأخبار المتداولة حول تغييرات ستطال العملة، مشيرا أن البنك عليه إنهاء حالة الجدل هذه خدمة للعملة الوطنية التي تعاني منذ بداية الأزمة.

وقال رزيق أن وضع العملة الوطنية لا يحتمل مزيدا من الضبابية والإشاعات، مشيرا أنه إذا تعلق الأمر بتغيير للأوراق النقدية فإن بنك الجزائر مدعو لإعلان ذلك بشكل رسمي، معتبرا أن الإجراء، بغض النظر إن كان حقيقة أو مجرد إشاعة، سيكون إيجابيا والخبراء اقترحوه منذ فترة من أجل استقطاب الأموال المتداولة خارج الأطر الرسمية.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن