الوطن
كوفاس: اقتصاد الجزائر سيستمر في التباطؤ هذه السنة
صنفتها في الفئة "ج" مع خطر "مرتفع" لعدم دفع مستحقات المؤسسات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 جانفي 2018
توقعت الشركة الفرنسية للتأمين على التجارة الخارجية (كوفاس) أن الاقتصاد الجزائري سيستمر في التباطؤ سنة 2018 رغم النمو الكبير الذي سجله قطاع المحروقات، وأوضحت كوفاس في تقريرها السنوي حول المخاطر و التوقعات ل160 بلدا و 13 قطاعا أنه "رغم النمو الكبير الذي سجله قطاع المحروقات خلال السنة الماضية فإنه لم يستطع تعويض تباطؤ النشاط خارج المحروقات، ومن المفترض أن يستمر الاقتصاد في التباطؤ سنة 2018", مبرزة ان الدعم العمومي للنشاط سمح منذ سنة 2014 بتقليص خطر انخفاض سعر البترول على الاقتصاد الجزائري.
وجاء في التقرير أنه نتيجة لاستنفاذ الموارد المالية للدولة و انخفاض النفقات العمومية عرف النمو الاقتصادي الجزائري تباطؤا في سنة 2017، وصنفت كوفاس الجزائر للسنة الثانية على التوالي في الفئة "ج" مع خطر "مرتفع" لعدم دفع مستحقات المؤسسات إلى جانب كل من جنوب افريقيا و السعودية و باكستان و أوكرانيا.
أما بخصوص قطاع المحروقات, تعتبر كوفاس ان تجديد الحصص في إطار اتفاق الأوبيب من شأنه انه يحد من نمو قطاع المحروقات "الذي يعاني" من نقص الاستثمار و استنفاذ طاقة استغلال بعض الحقول.
و ذكرت شركة التأمين في تحليلها "سيتم وضع قانون جديد في سنة 2018 لزيادة قدرة استقطاب هذا القطاع للمستثمرين الاجانب عن طريق الحد من العراقيل الموضوعة أمام الشركات الأجنبية و لكن نتائجه لن تظهر على المدى القصير. و من المنتظر أن تظهر على النشاط خارج المحروقات بوادر الإنهاك".
وتعتقد الشركة بأن مواصلة دعم الاستهلاك عبر رفع النفقات الاجتماعية "سيكون على حساب الاستثمار العمومي" وأن صدى هذا الاجراء على القدرة الشرائية للعائلات "يمكن أن يحده ارتفاع التضخم".
واعتبرت, من جانب أخر, أن وضع حواجز للاستيراد من شأنه أن يؤدي إلى "ارتفاع أسعار المنتوجات الأجنبية".
وأضافت أن "الاجراءات الرامية إلى تقليص فاتورة الواردات سمحت بانخفاض هذه الأخيرة في 2017 وأن اجراءات جديدة للحد من انخفاض احتياطي الصرف يمكن تطبيقها في 2018" متوقعة "ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الجزائر".
و سجلت كوفاس انخفاض طفيف في عجز المالية العمومية سنة 2017، مشيرة الى بقائه بالرغم من ذلك "برقمين اثنين"، و سمح الارتفاع الطفيف في سعر البرميل خلال 2017 بزيادة في المداخيل الجبائية غير أن النفقات انخفاضها كان ضعيفا.
وتتوقع كوفاس أن عجز الخزينة العمومية و بالرغم من تراجعه الضئيل سيكون معتبرا في 2018، وتقول الشركة بأن من بين "نقاط قوة" الجزائر, الاحتياطات الهامة من البترول والغاز ولاسيما الغاز الصخري وامكاناتها في مجالات الطاقات المتجددة والسياحة والوضعية المالية الخارجية "الصلبة" مع استدانة خارجية "ضعيفة جدا" واحتياطي صرف هام.
وبالنسبة "للنقاط السلبية", ذكرت كوفاس بطالة الشباب و التبعية القوية للمحروقات و البيروقراطية.