الوطن

الناقلون الخواص يخسرون أكثر من نصف زبائنهم !!

فروا نحو النقل العمومي الذي بقيت أسعاره ثابتة مقابل ارتفاع كبير في أسعار النقل الخاص

بوشريط: اتفاقنا مع الوزارة لم يكن على الأسعار وننتظر الامتيازات التي وعدت بها 

 

لا تزال الزيادات التي عرفتها خطوط النقل عبر الوطن تثير سخط المواطنين، خاصة أن هناك بعض الناقلين من لم يكتفوا بالنسب التي وضعتها وزارة النقل، ووضعوا أسعارا عشوائية غير مناسبة، وهو ما جعل أغلب المسافرين يفضلون النقل العمومي الذي لم تعرف أسعاره ارتفاعا، ما خلق منافسة غير متكافئة بين الناقلين الخواص وباقي وسائل النقل العمومية، وجعل هؤلاء يذكرون وزارة النقل أن اتفاقهم معها لم ينحصر في زيادات التسعيرة فقط وإنما بامتيازات كانت قد وعدت الوزارة بتقديمها.

 

ناقلون خواص يجرون رحلات بحافلات فارغة

 

لم يستفد الناقلون الخواص من الزيادات في الأسعار التي شهدتها خدمة النقل منذ أكثر من عشرة أيام، بقدر ما تضرروا من انحصار الزيادة في النقل الخاص فقط، وبقاء الأسعار كما هي في النقل العمومي والنقل بالميترو والترامواي في العاصمة، ما جعل هؤلاء الناقلين يفقدون أكثر من نصف زبائنهم الذين باتوا يفضلون النقل العمومي، خاصة بعد دخول الحافلات الجديدة التابعة لطحكوت، والتي باتت تضمن النقل لخطوط جديدة لم تكن موجودة، وقد أثرت هذه الوضعية كثيرا على الناقلين الخواص الذين باتوا يجرون رحلاتهم بحافلات فارغة.3

 

لهذه الأسباب بات المسافرون يفضلون النقل العمومي على الخاص

 

وبالنسبة للمواطنين، فإن التنقل عبر النقل العمومي أصبح أحسن من النقل الخاص سواء تعلق الأمر بوضعية الحافلات العمومية التي تعد أحسن من وضع السواد الأعظم من حافلات الخواص التي باتت لا تصلح للنقل، بالإضافة إلى الخطوط، فالنقل العمومي وبعد دخول الاتفاقية بين رجل الأعمال طحكوت ومؤسسة إيتوزا تدعم بالعديد من خطوط النقل الجديدة، وبصفة حصرية، عكس الناقلين الخواص الذين ما زالوا يحتفظون بنفس الخطوط التقليدية، بالإضافة على عامل مهم وهو نوعية الخدمة التي تحسنت كثيرا في حافلات النقل العمومي، حيث باتت هذه الأخيرة تعمل وفق نظام الوقت وتبرمج رحلات مضبوطة بالدقيقة، عكس حافلات الخواص التي لا تزال تتفنن بتعذيب المسافرين بتوقيت انتظار الحافلات في المحطات يفوق أحيانا ربع الساعة، ما يعطل مشاغل المواطنين، ليبقى السعر أهم عامل من عوامل تفصيل الجزائريين للنقل العمومي على حساب الخاص، حيث لم ترتفع أسعار النقل العمومي وكذا أسعار خدمة الميترو والترامواي، في حين عرفت أسعار النقل الخاص ارتفاعا وصل حدود الـ50 بالمائة في بعض الخطوط، ما اعتبره الجزائريون أمرا غير مقبول، خاصة أن الوزارة وعند اتفاقها مع الناقلين الخواص على زيادة التسعيرة تحدثت عن زيادات طفيفة وليس زيادة بـ25 بالمائة و50 بالمائة.

 

بوشريط: اتفاقنا مع الوزارة لم يكن على الأسعار فقط وننتظر الامتيازات التي وعدت بها

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس اتحادية الناقلين الخواص، عبد القادر بوشريط، أمس، أن معاناة وخسائر الناقلين الخواص لم تنته بإقرار وزارة النقل زيادة في الأسعار تبعا لزيادة أسعار البنزين، مشيرا أن الفروقات التي ظهرت بعد زيادة أسعار النقل الخاص وإبقاء الأسعار ثابتة في النقل العمومي عمقت من المنافسة غير المتكافئة بين القطاع الخاص والعام، وهو ما كان موجودا أصلا عندما تدعم القطاع العام بحافلات جديدة ضمن اتفاقية مع طحكوت، وتم وضع خطوط جديدة، الأمر الذي جعل الناقلين الخواص يعانون، والآن مع ارتفاع أسعار النقل الخاص وبقاء أسعار النقل العمومي ثابتة، فإن أغلب الناقلين الخواص فقدوا أكثر من نصف زبائنهم بسبب هذه الوضعية.

وأكد بوشريط أن اتفاق الاتحادية ومختلف النقابات الممثلة للناقلين الخواص مع وزارة النقل لم يكن حول الأسعار فقط، مذكرا الوصاية بوعودها والمتعلقة بامتيازات حول تجديد الحافلات ورفع التجميد عن عملية الاستفادة من خطوط جديدة.

وفي هذا الصدد، قال بوشريط أنهم كممثلين للناقلين الخواص ينتظرون برمجة لقاءات ثنائية أخرى مع مسؤولي وزارة النقل من أجل ضبط هذه التفاصيل وبدء تطبيق وعود الوزارة، معتبرا أنه إن بقي الوضع على حاله فإن خسائر الناقلين الخواص ستتعمق وأغلبهم سيتعرضون للإفلاس ويحالون على البطالة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن