الثقافي

اهتمام بعمق التواصل الثقافي الجزائري -المصري

تزامنا مع فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب

تحت عنوان "مصر - الجزائر".. تاريخ حافل من العلاقات الثقافية، كتبت "صدى البلد"، "أن تحل الجزائر ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام في دورته الـ 49 المقررة من 26 جانفي حتى 11 فيفري تحت شعار "القوى الناعمة.. كيف؟"، حيث تعتبر العلاقات الثقافية المصرية - الجزائرية علاقات طويلة وممتدة، وهو ما جاء في هذا التقرير.

وأورد كاتب المقال أن الثقافة تُعد أحد الجسور التي تربط بين الشعبين الجزائري والمصري، حيث تبذل وزارة الثقافة المصرية بالتنسيق مع السفارة المصرية بالجزائر جهودا مضنية من أجل دفع التعاون الثقافي بين مصر والجزائر قدما، ونقل المقال دعوة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي المثقفين من الجانبين المصري والجزائري إلى ضرورة تعزيز التعاون بينهم في مجالات السينما والمسرح والأدب والتراث بالشكل الذي يقوي علاقات التوأمة بين الطرفين، ليعيد مجد التعاون بين الدولتين الذي يمتد إلى قرون غابرة، حيث لا تزال أهرامات مدينة تيبازة بالجزائر شاهدة عليها، حيث تحتضن قبر "كليوباترا سيلينا" ابنة كليوباترا ملكة مصر.

وتعتبر العلاقات الثقافية المصرية - الجزائرية، حسب المقال من أكثر العلاقات زخما، لأن النشيد الوطني الجزائري الذي ألفه شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، ويعتبر رمز الدولة هو من تلحين الموسيقار المصري الراحل محمد فوزي، كما يعد أهم عمل فني مجّد الثورة الجزائرية وبطولات المجاهدين هو الفيلم المصري "جميلة بوحيرد" الذي أخرجه المصري يوسف شاهين وأنتجته الفنانة المصرية ماجدة وصوره ومثله مصريون عام 1958.

وعاد الكاتب ليذكّر بترحيب الشعب الجزائري والثقافة الجزائرية بشكل كبير بتواجد كل من الشيخ إمام عيسي الملحن الكبير و"الفاجومي" شاعر العامية المصرية أحمد فؤاد نجم اللذين عاشا في الجزائر عدة سنوات واحتفى بهما الشعب الجزائري.

وتزوج نجم من صونيا ميكيو، التي كانت ممثلة المسرح الجزائري الأولى، فضلا عن أن فناني ومثقفي مصر يتم استقبالهم أفضل استقبال في الجزائر والعكس صحيح، كما يهوى الشعب المصري موسيقى الراي الجزائرية التي يحظى نجومها من الجزائريين بشهرة واسعة في مصر وعلى رأسهم الشاب خالد، حيث كان خير دليل على ذلك اختياره للأغنية الدعائية لمؤتمر شباب العالم الذي أقيم على أرض مصر في 2017.

وأوضح الكاتب أن المظاهر الثقافية الأولى على الأرض الجزائرية تعود لآلاف السنين، من خلال الفن الصخري المدهش في طاسيلي ناجر، مرورا بجميع المباني الجميلة التي أقيمت طوال تاريخ البلد، وصولا إلى الحرف اليدوية الحاضرة بقوة في الثقافة الجزائرية، كما يعكس الفن الجزائري تاريخ هذا البلد وتأثيراته المختلفة، ففي كل منطقة وكل مدينة أو واحة مساحة ثقافية معينة، وتحمل كل منطقة خصوصيات ثقافية ولغوية تختلف من مناطق القبائل عن العاصمة الجزائرية عن القطاع العاصمي الذي يشمل الولايات الجزائرية.

وجاء في المقال أن الأدب الجزائري قدم كتّابا حازوا شهرة عالمية، فأقدم رواية عربية تؤول تاريخيا إلى الجزائر، ويعتبر بن هدوقة الأب الروحي للرواية الجزائرية الحديثة، وتناول الأدب كل شيء في حياة الجزائريين، في عهد الاحتلال الفرنسي وما قبله فضلا عن سنوات الاشتراكية والإرهاب وفقا لرؤية كل كاتب حسب بعده الثقافي والسياسي. وظهر الأدب البوليسي في الجزائر بالتزامن مع ظهور العنف السياسي الحديث، وهو الرائج حاليا ليمثل الأدب الجزائري بشكل عام مرآة عاكسة لمشكلات المجتمع عبر العصور وتطوراته، ختم كاتب التقرير.

ف. س

 

من نفس القسم الثقافي