الوطن

التلاميذ يصارعون "البرد" عبر 1800 مدرسة بسبب غياب التدفئة

تقرير يحذر بن غبريت من تحول أقسامهم إلى ثلاجات

حذر تقرير للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان من غياب التدفئة في أكثر من 1800 مدرسة، ما يشكل هاجسا وظاهرة يشكو منها التلاميذ، ومع كل بداية فصل شتاء، ما أصبح يصارعه مئات التلاميذ مع بداية دخول الفصل الثاني للدراسة في العديد من المدارس عبر قطر الوطني، خاصة في المناطق النائية، حيث موجة الصقيع والبرد القارس، ما يحول الأقسام الدراسية إلى ثلاجات يتجمد داخلها التلاميذ دون وجود أي نوع من أنواع التدفئة، ما يعيق التلاميذ من حقهم في التمدرس.

وضع هواري قدور، رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، تقريرا أسود عن الوضعية المزرية للمؤسسات عبر القطر الوطني، قصد تدخل وزيرة التربية، ناقلا فيه أن تلاميذ يدرسون بغرف تبريد في أكثر من 1800 مدرسة، في مقدمتها المدارس الابتدائية، جراء تخلي رؤساء البلديات عن دورهم المنوط بهم تجاهها، كونهم مسؤولين عن تسييرها، رفقة المقتصدين ومدراء المدارس.

وقال هواري أن وضعية المدارس ونقائص بالجملة تؤرق تلاميذ، في الوقت الذي لم تكلف الجهات الوصية نفسها عناء التدخل من أجل الوقوف على مشاكل القطاع المطروحة، حيث النوافذ مكسرة في بعض الأقسام، مع وجود صفائح من الترنيت في الأسطح، وانشقاق الأسقف في بعض الأقسام وبعض أجهزة التدفئة غير مطابقة لمعايير السلامة والأمن.

كما أن بعض أجهزة التدفئة قديمة ولا تصلح لتدفئة البراعم، في ظل عدم وجود صيانة لأغلب الأجهزة، وذلك لعدم وجود المختصين في الصيانة، وانعدام مادة المازوت في بعض الأوقات وعدم وجود وربط الغاز الطبيعي في المرافق الجديدة التي بنيت.

كما يوجه المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان نداء عاجلا إلى السلطات المركزية والمحلية، لتوفير كل الشروط التي تمكن من تمدرس لائق للتلاميذ في فصل الشتاء، ولاسيما مشكلة التدفئة في المدارس، ما يستحق منا الوقوف على هذه النقائص وإعطاء لها اهتماما بالغا، خاصة أن الأطفال الصغار والتلاميذ في المدارس الابتدائية والطور المتوسط الذين يتحملون مشاق السير لمسافات طويلة في أيام البرد القارس، يتوقون للشعور بالدفء وهم يدخلون مدارسهم التي تقوم خلال ساعات الليل بتخزين البرد، حتى أن بعض الأطفال والتلاميذ يشاهدون الصقيع داخل صفوفهم.

وقال هواري أنه حان الوقت لفتح تحقيق معمق لمعرفة وجهة الأموال والميزانيات المرصودة لربط المؤسسات التربوية بالتدفئة، رغم كل الأغلفة والإعانات المالية التي وجهتها السلطات المركزية والولائية للبلديات، قصد تزويد المدارس بالتدفئة، إلا أن "دار لقمان بقيت على حالها"، وما زالت أزيد من 1800 مؤسسة تربوية عبر القطر الوطني تعاني من غياب وسائل التدفئة.

كما يرى المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن الجزائر عادت إلى العصور الوسطى، فكيف يعقل أن تحرم مدارس من التدفئة ويعاقب التلاميذ بتركهم عرضة للبرد دون رحمة.

سعيد. ح

 

من نفس القسم الوطن