الوطن

الجزائري يدفع فاتورة "الماء" مرتين؟!

رداءة مياه الحنفيات تجبر العائلات على استهلاك المياه المعدنية

بات العديد من الجزائريين بمختلف ولايات الوطن مجبرين على استهلاك المياه المعدنية، رغم أسعارها التي ترتفع كل مرة، وذلك بسبب رداءة مياه الحنفيات التي أصبحت تستعمل لأغراض أخرى غير الشرب، خاصة من طرف فئات معينة على غرار الأطفال وكذا المرضى، بالخصوص مرضى الكلى، ما يعني أن الجزائريين مضطرون لدفع فاتورة الماء مرتين.

 

بلديات تعاني من رداءة مياه الحنفيات منذ حوالي السنة

 

ولم يعد العديد من الجزائريين قادرين على استهلاك مياه الحنفيات بسبب غياب الجودة والمذاق الحسن عن هذه المياه، حيث كثيرا ما يتفاجأ المواطن باختلاف مذاق ولون وحتى رائحة ماء الشرب، وكان المواطنون يظنون في البداية أن الأمر يتعلق بفترة الصيف فقط وما شهدته قنوات المياه من صيانة وتجديد، غير أن الأمر طال وأصبح واقعا يوميا، حيث يشتكي العديد من سكان العاصمة على سبيل المثال، على غرار سكان بلدية جسر قسنطينة وبلدية براقي وبلدية بئر خادم، من رداءة مياه الحنفيات التي باتت لا تصلح للشرب منذ حوالي السنة، وتحتوي هذه المياه على مذاق غريب يشبه إلى حد ما مذاق المياه المستعملة، وهو ما جعل سكان هذه البلديات يعرضون عن شرب مياه الحنفيات ويتجهون نحو المياه المعدنية مجبرين لا مخيرين.

 

الجزائريون باتوا لا يثقون في مياه الحنفيات

 

ولعل من بين أهم الدوافع التي جعلت العديد من الجزائريين يقاطعون شرب مياه الحنفيات، الخوف على صحتهم وصحة أبنائهم من خطورة هذه المياه التي تكون أحيانا ملوثة وأحيانا يكون لها مذاق غريب وطعم لا يشبه طعم المياه العادية، وأحيانا تحتوي على رائحة الكلور، وهو ما يجعلها تتسبب في إسهال شديد للأطفال وحتى الكبار، خاصة عندما تكون نسبة التلوث كبيرة، كما تتسبب في تعقيدات بالنسبة لمرضى الكلي والمرارة حيث تؤثر بشكل سلبي على أصحاب هذه الأمراض، وهو ما جعل الأطباء ينصحون المرضى بتجنب استهلاك مياه الحنفيات وتعويضها بمياه المنابع أو المياه المعدنية.

 

الميزانية المخصصة للمياه المعدنية باتت تمثل ضعف فواتير الماء

 

هذا وقد دفعت زيادة معدل استهلاك الجزائريين للمياه المعدنية، في السنوات الأخيرة، إلى ظهور عشرات علامات تعبئة المياه المعدنية، حيث تعرف السوق الوطنية أكثر من 15 علامة للمياه المعدنية التي تبقى بديل الجزائريين عن مياه الحنفيات، رغم أسعار هذه الأخيرة التي باتت تعرف ارتفاعا كل مرة، فأغلب الشركات المتخصصة في تعبئة المياه رفعت أسعار منتجاتها بداية 2018 بسبب تأثيرات قانون المالية، غير أن الجزائريين ورغم الأسعار يظلون يرون في هذه المياه المعبأة في قارورات والمغلقة بإحكام بديل ثقة أكثر من مياه الحنفيات، وعلى إثر ذلك تخصص العديد من الأسر ميزانية شهرية أو أسبوعية خصيصا لاقتناء قارورات المياه المعدنية سعة 5 ل أو 10 وحتى 20 ل، حيث أصبحت العديد من الشركات تنتج السعات والأحجام الكبيرة بسبب كثرة الإقبال.

وحسب ما أكده العديد من المواطنين، فإن الميزانية التي تخصص لاقتناء المياه المعدنية دائما ما تفوق ما يدفعه المواطن كفاتورة مياه بسبب غلاء هذه المياه من جهة، وكذا بسبب الكميات الكبيرة المستهلكة من طرف الأسر، خاصة التي يتجاوز فيها عدد الأفراد الأربعة، وبالتالي فإن الأعباء والمصاريف التي كان يدفعها الجزائري للاستفادة من الماء أصبحت مضاعفة بسبب نوعية ورداءة المياه.

من جهة أخرى، إن كان البعض يضطر إلى الدفع للحصول على المياه المعدنية، فإن آخرين يتجهون إلى طرق مجانية من أجل الحصول على مياه صالحة للشرب دون دفع تكاليف إضافية، وذلك عبر اللجوء إلى مياه الآبار والينابيع الطبيعية، التي يرى العديد من المواطنين أنها أكثر صحية من غيرها لأنها نابعة من باطن الأرض.

ورغم أن مصادر المياه الطبيعية تقل بالعاصمة، إلا أن المواطنين لا يجدون بأسا في قطع مسافات بعيدة بحثا عن مياه الينابيع، في حين يملك سكان عدد من الولايات، خاصة الولايات الداخلية، حظا أوفر في الظفر بالمياه المعدنية الطبيعية نتيجة وجود الكثير من هذه الينابيع هناك.

س. زموش
 

من نفس القسم الوطن