الوطن

الجزائريون يقاطعون أسواق "الخضر والفواكه"!

أسعار المنتجات الفلاحية لا تزال ملتهبة والقدرة الشرائية لم تعد تتحمل مزيدا من العبء

بولنوار: هذه هي العوامل التي دفعت لارتفاع الأسعار منذ بداية السنة

 

تعرف أسواق الخضر والفواكه، بعد أسبوعيين من دخول قانون المالية حيز التنفيذ، تراجعا في الإقبال بسبب الأسعار الملتهبة التي تأثرت بارتفاع أسعار الوقود، وهو ما دفع الجزائريين للصيام عن الخضر والفواكه لبعض الوقت، متوجهين نحو البقوليات والعجائن، رغم أن أسعار هذه الأخيرة عرفت الارتفاع هي الأخرى.

وقد شهدت أسعار الخضر والفواكه عبر أسواق التجزئة ارتفاعا ملحوظا مس حتى المنتوجات الموسمية، وذلك حتى قبل دخول قانون المالية حيز التطبيق، حيث كان يظن المستهلكون أن هذه الزيادات بسبب التقلبات الجوية أو قلة العرض، ليتضح بعد ذلك أنها زيادات جاءت على إثر الزيادات في الوقود التي حملها قانون المالية، حيث سارع أغلب التجار إلى رفع أسعار مختلف المنتوجات بما فيها الفلاحية.

وبالأسواق تراوحت أسعار الخضر الأكثر استهلاكا كالبطاطا بين 75 إلى 90 دج حسب النوعية، في حين وصل سعر الجزر لـ 70 دج، وبلع سعر البصل حدود 50 دج، في حين تجاوزت أسعار الطماطم حدود الـ 100 دج في بعض الأسواق. وبالنسبة لبعض الخضر الموسمية، فقد بلغ سعر البسباس حدود الـ 200 دج، أما سعر الفاصوليا الحمراء فقد تجاوز الـ 250 دج، ووصل سعر الفول حدود الـ 120 دج، شأنه شأن الأرض الشوكي أو القرنون، في وقت بلغ سعر الخس 150 دج.

وفي سياق متصل، عرفت أسعار الفواكه هي الأخرى ارتفاعا ملحوظا، حيث وصل سعر التفاح المحلي حدود الـ 300 دج، في حين تراوح سعر البرتقال واليوسفي بين 100 إلى 350 دج حسب النوعية، واستقر سعر الموز عند حدود الـ 300 دج، وهو المنتج الوحيد الذي انخفضت أسعاره مقارنة بالفترة الماضية.

 

الجزائريون يجدون في العجائن والبقوليات رغم أسعارها.. بديلا عن الخضر والفواكه

 

وبسبب هذه الأسعار، أكد عدد من الباعة، أمس، وجود انخفاض في الطلب، حيث تعرف مختلف أسواق الخضر والفواكه قلة إقبال من المواطنين الذين يرون أن هذه الأسعار بعيدة كل البعد عن قدرتهم الشرائية، ما جعلهم يتوجهون نحو منتجات أخري في غذائهم، على غرار البقوليات والعجائن، رغم أن هذه الأخيرة هي أيضا عرفت ارتفاعا في الأسعار إلا أنها تبقى مواد يمكنها أن توفر البديل عن الخضر والفواكه التي باتت في غير المتناول.

من جانب آخر، أرجع التجار سبب ارتفاع الأسعار بأسواق التجزئة إلى الزيادات في تسعيرة الوقود، مؤكدين أن هذه الزيادة كان لها تأثير كبير على الأسعار كون المنتوجات بما فيها الخضر والفواكه يتم نقلها يوميا من أسواق الجملة نحو أسواق التجزئة عبر مركبات تستهلك كميات كبيرة من الوقود، بالإضافة إلى وجود قلة في العرض، حيث تشهد معظم أسواق الجملة، حسبهم، قلة وفرة بسبب التقلبات الجوية والأجواء الباردة منذ بداية فصل الشتاء، ما جعل الوفرة تتراجع، وبالتالي الأسعار تأثرت.

 

بولنوار: هذه هي العوامل التي دفعت لارتفاع أسعار الخضر والفواكه منذ بداية السنة

 

وعن الموضوع أكد  رئيس جمعية التجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، أمس، لـ"الرائد"، أن أسعار الخضر والفواكه في أسواق التجزئة ارتفعت حقا منذ بداية السنة بسبب تأثير قانون المالية والزيادات في أسعار البنزين على هذه المنتجات التي تنقل يوميا وأحيانا لمسافات طويلة، وهو ما يجعل التكاليف تتضاعف على التجار سواء الجملة أو التجزئة، لكن ليس هذا السبب الوحيد للارتفاع الذي تعرفه الأسعار، مشيرا أن هناك عوامل أخرى تجعل الأسعار غير مستقرة، على غرار نقص الإنتاج خلال هذه الفترة، بسبب عدم جني المحاصيل من قبل المزارعين جراء تساقط الأمطار التي عرقلت عملية الجني، فضلا عن وجود بعض المنتجات التي لم تجهز بعد، ما جعل العرض أقل من الطلب، وهو ما يؤدي في كل مرة إلى ارتفاع الأسعار.

بالإضافة على عامل نقص الأسواق بشكل يعطي الفرصة للمضاربين من أجل فرض سيطرتهم، ما يتسبب في ارتفاع الأسعار.

كل هذا يضاف لسوء تسيير يحدث على مستوى غرف التبريد، فأغلب هذه الأخيرة سيطرت عليها المافيا وأصبحت تتحكم في الكمية الموجودة في السوق، بالإضافة إلى عدم استقرار التموين ونقص المشاريع الزراعية والبيوت البلاستيكية ونقص وحدات التحويل الغذائي.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن