الوطن

متعاملون يتحايلون على الجزائريين بزيادات تضليلية عبر إنقاص وزن منتجاتهم !!

مع الإبقاء على نفس الأسعار السابقة

أبوس: التحايل متعمد عبر إشهار الوزن بخط صغير والحفاظ على نفس التغليف

 

وجد بعض المنتجين، بعد الزيادات التي حملها قانون المالية، حيلة من أجل رفع مداخيلهم دون زيادة أسعار منتجاتهم، وذلك عبر التقليل من وزن المنتوج والحفاظ على نفس السعر السابق، وهو ما يمثل تحايلا واضحا على المستهلكين.

وقد لجأ عدد من المنتجين، بهدف الاستفادة من الزيادة في الأسعار، التي انجرت عن زيادة أسعار الوقود في قانون المالية، إلى إنقاص وزن منتجاتهم وإبقاء الأسعار كما هي، في خطوة للتحايل على المستهلك، حيث توحي أن أسعار هذه المنتجات حافظت على استقرارها بينما العكس هو الحاصل.

فإذا قارنا الكمية التي تم إنقاصها من هذه المنتجات مع الأسعار السابقة، يتضح أن الزيادة في السعر كانت كبيرة، ومن الواضح أن هؤلاء المنتجين يرون الزيادة في الأسعار بطريقة مباشرة استفزازا للمستهلك، خاصة أن بعض المنتجات زادت بشكل غير مبرر وبنسب بعيدة كل البعد عما حملته الزيادة في أسعار البنزين من تأثير على تكاليف النقل، وهو ما جعل بعض المنتجين يتجنبون الصدام المباشر مع المواطنين الذين لجأ عدد منهم إلى مقاطعة كل ما زاد سعره بطريقة غير مبررة، ليجد هؤلاء المنتجون في حيلة إنقاص الوزن والإبقاء على نفس السعر طريقة تضلل الزبون الذي قد لا ينتبه أصلا لوزن المنتج، وكل همه أن السعر لا يزال كما في السابق.

 

التحايل شمل المياه المعدنية، الزيت ومنتجات التنظيف

 

ولم يقتصر هذا التحايل على منتج أو اثنين بل تعدى ذلك، فأغلب الشركات المعبئة للمياه المعدنية قامت بتقليل كمية القارورة من لتر ونصف إلى لتر واحد، مع إبقاء نفس السعر في حدود 35 دينارا لقارورة لتر واحد، كانت فيما مضى لترا ونصف، وهو ما قام به أيضا منتجو مواد التنظيف على غرار مسحوق غسيل الملابس وكذا بعض أنواع الشامبو وعطور الملابس، حيث تم تقليل حوالي 200 غ من وزن هذه المنتجات مع الإبقاء على السعر السابق.

من جهة أخرى تفاجأ العديد من المستهلكين من تحول قارورات الزيت من سعة لترين إلى سعة لتر و800 مللتر مع بقاء السعر نفسه، وهو التحايل الذي يمارسه حتى أصحاب المخابز، حيث عمد أغلبهم إلى تقليل وزن الخبزة الواحدة فقط في رفع ضمني للأسعار المدعمة، بعدما رفضت وزارة التجارة مقترحهم برفع الأسعار والقائمة طويلة.

 

أبوس: التحايل متعمد والدليل تقليل الوزن دون تغيير التغليف وإشهار الوزن بخط صغير

 

هذا وحسب المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، فإن هذه الأخيرة تتلقى شكاوى بالجملة يوميا من طرف مستهلكين يرون في تقليل الوزن وإبقاء السعر كما في السابق تحايلا واضحا، حيث أكد الأمين العام للمنظمة، حمزة بلعباس، أمس، في تصريح لـ"الرائد"، أن الاعتماد على تقليل الوزن وإبقاء الأسعار كما هي يعد من الحيل الشائعة للمنتجين من أجل زيادة خفية في الأسعار، مشيرا أن هذه الممارسات قانونيا غير ممنوعة، لأن المنتج أشهر الوزن على الوسم، وهو ما دفع العديد من المنتجين للجوء إليها، مضيفا أن هؤلاء يتعمدون الإبقاء على التغليف القديم وإشهار الوزن بخط صغير، لا يمكن للمستهلك أن ينتبه له، وهو الذي تعود على الوزن القديم، وبهذا يكون المنتجون تعمدوا تضليل المستهلك، خاصة أن هذه العملية لم يسبقها إعلام من طرف المنتجين أو بيان توضيحي يشرح فيه المنتج طريقته لإبقاء الأسعار كما هي، دون أن تتضرر مداخيله تباعا للزيادة في التكاليف التي يتحجج بها هؤلاء.

وقد نصح بلعباس، أمس، المواطنين بالتحلي بثقافة استهلاكية إيجابية والتمعن جيدا قبل الشراء في الوسم والوزن، والأهم من ذلك المقارنة بين مختلف المنتجات والماركات وأسعارها قبل الشراء، معتبرا أن هذه الطريقة يمكن أن تجنب المستهلك التحايل، ويمكن أن تصنع الفرق في ميزانيته المخصصة للمنتجات الغذائية.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن