الوطن

لا دراسة اليوم.. ويوم كامل لتخليد احتفالات "يناير" بالمدارس

وفق تعليمات صادرة عن وزيرة التربية نورية بن غبريت

قررت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط منح اليوم الخميس عطلة للأساتذة والتلاميذ، بعد أن أمرت بتكريس هذا النهار فقط لتخليد رأس مناسبة السنة الأمازيغية.

وفي تعليمة وجهتها وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت إلى جميع مدراء المؤسسات التربوية في الأطوار التعليمية الثلاثة، الابتدائي، المتوسط والثانوي، أمرت من خلالها بتنظيم أنشطة ثقافية وفنية اليوم، لتخليد مناسبة رأس السنة الأمازيغية 12 يناير2968.

ووفق التعليمة فانه سطرت وزارة التربية الوطنية برنامجا ثريا لإحياء رأس السنة الأمازيغية 12 يناير من خلال تنظيم أنشطة ثقافية وفنية على مستوى المؤسسات التربوية، تكرس الاعتزاز بهذا الموروث الثقافي والتاريخي والحضاري المتنوع للجزائر

واكدت وزيرة التربية في تعليمتها أن هذه التظاهرة تهدف الى "ترقية البعد الأمازيغي بمختلف مكوناته اللغوية والثقافية وعمقه التاريخي والأنثروبولوجي وترسيخ الهوية الجزائرية بمكوناتها الثلاث الإسلام، العروبة والأمازيغية.

ولهذا أمرت نورية بن غبريت جميع المسؤولين بالمؤسسات التعليمية تسطير برنامج ثري عبر كافة المؤسسات التربوية اليوم، يتمحور حول المجالين البيداغوجي والثقافي الفني. ويتمثل البرنامج الثقافي في "تقديم درس حول المناسبة يتناول القيم الاجتماعية والاقتصادية للذكرى مع إبراز قيمة الأرض في الموروث التاريخي الأمازيغي.

"وأضافت أنه في المجال الثقافي الفني، سيتم تقديم أنشطة ثقافية تتمثل في مسرحيات وأوبيرات وأناشيد مع إقامة معارض للصور والرسومات والمقالات وأطباق تقليدية خاصة بالمناسبة، للتعريف بهذا الموروث التاريخي من خلال العادات والتقاليد الخاصة بكل منطقة."

ويعتبر القرار التاريخي لرئيس الجمهورية بتكريس رأس السنة الأمازيغية "يناير" 2968 عطلة وطنية مدفوعة الأجر، وعيدا وطنيا باكـورة وتتويجا لرغبة الإرادة السياسية العليا في الجزائر التي جعلت من ترقية الأمازيغية مهمة وطنية باعتبارها ملكا مشتركا لكل الشعب الجزائري.

وأمر الرئيس بوتفليقة خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في الـ 27 ديسمبر الماضي، الحكومة بعدم ادخار أي جهد لتعميم تعليم واستخدام اللغة الأمازيغية، كما أمر الحكومة بالإسراع في إعداد مشروع القانون العضوي المتعلق بإنشاء الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية، موضحا أن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز الوحدة والاستقرار الوطنيين، في الوقت الذي تستوقفنا فيه العديد من التحديات على الصعيدين الداخلي والإقليمي.

وسبق إقرار رأس السنة الأمازيغية يوما وطنيا جزائريا العديد من القرارات والمحطات التي تصب في رافد ترقية البعد الأمازيغي للهوية الجزائرية، حيث حسم دستور فيفري 2016 في موضوع اللغة الأمازيغية "تمازيغت" بترقيتها إلى لغة وطنية ورسمية، ثاني لغة بعد العربية، في خطوة عملاقة لدعم الوحدة الوطنية وثوابت الأمة في النسق الثقافي والحضاري للمجتمع الجزائري؛ وكخطوة سياسية هامة لغلق الباب في وجه المزايدات التي تبنتها بعض الكتل والتجمعات السياسية.

وفي سنة 1996 حقق مسار الاعتراف بالأمازيغية كلغة وثقافة للشعب الجزائري خطوة كبيرة أولى عن طريق إدخالها في مقدمة دستور 1996، لتتحقق خطوة  أخرى في 2002 حيث تم تعديل الدستور عن طريق البرلمان مما منح للأمازيغية منذ 10 أفريل 2002 قانون "اللغة الوطنية"، وبعدها بسنة واحدة في عام 2003 تم استحداث المركز الوطني البيداغوجي واللغوي لتعليم الأمازيغية، مكلف خاصة بتطوير تعليمها وانجاز دراسات حول هذه اللغة ومعالجة المشاكل الإملائية (الحروف اللاتينية أو العربية أو تيفيناغ)  عبر المتغيرات المختلفة  والكلمات الجديدة  بعد أن أصبحت مادة تعليمية ولها قناة تلفزيونية وإذاعية إلى جانب القنوات المحلية، كل هذه الإجراءات للاعتراف وإعادة الاعتبار للأمازيغية كلغة وثقافة وضعت لها هيئة مكلفة بترقيتها، ويتعلق الأمر خاصة باستحداث المحافظة السامية للأمازيغية (مرسوم رئاسي رقم 95-147 لـ 27 ماي 1995).

وبدأ تعليم اللغة الامازيغية في موسم 1995-1996 بـ 37.690 تلميذ أطرهم 233 أستاذ، انتقل في الموسم الدراسي الماضي إلى 217.176 يؤطرهم 2.101 أستاذ، علما أن تعليم الأمازيغية في هذه المرحلة كان اختياريا، لكن مع دسترتها كلغة رسمية سوف يرتفع هذا العدد بشكل ملحوظ، الأمر نفسه بالنسبة للولايات التي فتحت أقساما نموذجية لتعليم الأمازيغية، حيث انتقل عددها 11 في سنة 2014 إلى 22.

وستخرج "تمازيغت" اللغة الوطنية والرسمية في البلاد، من مفاهيم الترقية إلى البعد الوطني الرسمي، وسيتم تعليمها في الطور الابتدائي الأساسي وفق برنامج بيداغوجي يتم تحيينه من طرف نخبة من المختصين والخبراء من وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع المحافظة، حيث أعلنت وزيرة التربية نورية بن غبريت على أمواج الاذاعة الوطنية عن فتح 300 منصب عمل جديد مع الدخول المدرسي القادم ستخصص لتوسيع تدريس الامازيغية.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن