الوطن

الجزائريون يختلقون أسبابا جديدة للجوء في دول الضفة الأخرى !!

أكثر من ألفين و400 جزائري طلبوا اللجوء لفرنسا في 2017 بسبب "الأزمة"

رابطة حقوق الإنسان: 90 بالمائة من طلبات اللجوء محاولات لهجرة آمنة 

سعدي: اللغة والثقافة عاملان ساعدا على تزايد طلبات اللجوء لفرنسا دون غيرها 

 

عرف عدد الجزائريين من طالبي اللجوء لفرنسا خلال 2017 ارتفاعا قدر بحوالي 24 بالمائة حيث تجاوزت الطلبات ألفين و400 طلب لجوء وفق إحصائيات صادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية ما يجعل الجزائر في مقدمة الدول المغاربية في طلب اللجوء لفرنسا في فترة تتسم بالضغوط الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية ما يجعل هذا العدد مرشح للزيادة خلال العام الجاري.

وحسب ما كشف عنه تقرير للمكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية فقد بلغ عدد الجزائريين الذين طلبوا اللجوء لفرنسا خلال السنة الماضية 2456 بارتفاع قدر بـ 24 بالمائة مقارنة بسنة 2016 حيث تكشف الأرقام الفرنسية عن نمو منتظم لعدد طالبي اللجوء من الجزائريين، والذي بدأ يعرف مستويات مرتفعة، ورغم أن السلطات الفرنسية أعادت تكييف وضع الجزائريين في مجال اللجوء، بالنظر إلى التطورات المسجلة على المستوى الأمني مقارنة بدول مثل سوريا والعراق وليبيا والصومال إلا ان الجزائريين وجدوا أسباب جديدة لتبرير لجوئهم على غرار التهرب من قضايا تتعلق بكشف فضائح فساد ورشوة بالمؤسسات العمومية وكذا التهرب من خلافات عائلية وزوجية بالإضافة على فئة تطلب اللجوء بحثا عن حرية فردية اكبر سواء تعلق الامر بنساء او رجال ما جعل أعداد طالبي اللجوء يبقى معتبرا وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة، لاسيما وأن هذه الظاهرة لا تخص فرنسا فحسب، إذ أن تقارير أوروبية وأخرى لمنظمة الأمم المتحدة والمعهد الأوروبي للإحصاء تفيد بتسجيل قرابة 10 آلاف طلب لجوء لرعايا جزائريين خلال العشرية الماضية على مستوى عدة بلدان أوروبية، منها المجر والنمسا وكرواتيا وإسبانيا وسلوفينيا وإيرلندا.

 

رابطة حقوق الإنسان: 90 بالمائة من طلبات اللجوء أسبابها غير حقيقة وهي مجرد محاولات لهجرة آمنة 

 

وعن هذه الأرقام أكد أمس رئيس الرابطة الجزائرية لحماية حقوق الانسان هواري قدور في تصريح لـ" الرائد" أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والتي ألقت بضلالها على الوضع الاجتماعي وحتي السياسي جعلت الرغبة في الهجرة تتزايد عند الجزائريين سواء تعلق الامر بهجرة شرعية او غير شرعية أو حتي لجوء، وقال هواري قدور أن سهولة الإجراءات بالنسبة لطلبات اللجوء لفرنسا وتوفر بعض الظروف الأخرى منها عامل الثقافة المشتركة واللغة ووجود جالية جزائرية كبيرة بفرنسا جعل طلبات اللجوء لهذا البلد تحديدا ترتفع.

أما عن الأسباب التي يضعها طالبي اللجوء من أجل تبرير طلبهم منها الهروب من ملاحقات قضائية لا سيما قضيا الفساد وكذا الهروب من بقايا الجماعات الإرهابية بالنسبة لبعض منتسبي الأجهزة الأمنية بالإضافة إلى طلبات لجوء يتم تبريرها بخلافات بسبب الدين أو خلافات عائلية وزوجية فقد اكد هواري قدور ان اغلبها مجرد حيل يتم استعمالها لقبول الطلب مشيرا أن 90 بالمائة من طلبات اللجوء السياسي هي محاولات للهجرة بطريقة اخري يضمن فيها المهاجر الإقامة والأوراق والحماية معتبرا أن هناك حالات محدودة يكون طلب اللجوء فيها سياسي ولأسباب حقيقية وعادة هذه الطلبات لا تكون للجوء لفرنسا وانما لبلدان أخرى.

 

سعدي: اللغة والثقافة عاملان ساعدا على تزايد طلبات اللجوء لفرنسا دون غيرها 

 

من جهته اكد الأستاذ في علم الاجتماع بجماعة الجزائر الهادي سعدي لـ"الرائد"  أن تزايد طلبات اللجوء سببه اجتماعي بالدرجة الاولي مشيرا ان الإحباط الذي يعيشه الجزائريون خلال الثلاثة سنوات الاخيرة بسبب الوضع الاقتصادي جعلهم يتخذون اكثر من طريقة للهجرة منها طلب اللجوء وهذا ما يبرر الأسباب والحيل التي تكون غالبيها غير صحيحة والتي ترفق في طلبات اللجوء وقال سعدي أنه بعدما كانت الأسباب امنية في طلبات اللجوء خلال العشرية السوداء باتت الأسباب اقتصادية وتتعلق بخلافات ومتابعات قضائية وتضيقات امنية بسبب اراء سياسية غير أن نسبة قليلة من هذه الطلبات من تكون أسبابها حقيقية.

وأضاف سعدي ان هدف العديد من الشباب الجزائريين هو الهجرة وكل واحد تختلف طريقته في ذلك مضيفا هناك من يختار الهجرة بطرق شرعية وهناك من اتخذ طريق الحرقة والمخاطرة بحياته وهناك من وجد في طلب اللجوء حيلة تضمن له هجرة امنة وعن سبب اختيار فرنسا كوجهة لعدد كبير من طالبي اللجوء قال سعدي ان الجزائريون في فرنسا لا يجدون مشكل اللغة والثقافة عائقا للتعايش خلافا لبلدان اخري ما يفسر تزايد عدد طالبي اللجوء نحو هذا البلد تحديدا متوقعا ان تستمر طلبات اللجوء في تزايد خاصة الفترة المقبلة ونحن مقبلون على انتخابات رئاسية والتي قد تكون فرصة للبعض من أجل طلب اللجوء تحت مبررات سياسية.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن